هاني بن عروة المرادي
هو هاني بن عروة بن نمران بن قعاس ينتهي نسبه إلى مراد بن مذحج وكان هاني صحابياً كأبيه عروة، ويروى انه كان شيخ مراد وزعيمها وكــان معمراً، ذكر المؤرخون أنه عاش 83 سنة وقيل بضعاً وتسعين سنة، وكان يتوكأ على عصا بها زج وهي التي ضربه ابن زياد بها لمّا احضر عنده حتى هشم أنفه وجبينه، وكان مقتله يوم التروية كمسلم بن عقيل رضوان الله عليهما.
كان هاني وأبوه من وجوه الشيعة، وحضرا مع أمير المؤمنين (ع) حروبه الثلاث، وهو القائل يوم الجمل:
يا لك حرباً حثّها جمالها يقـودها لنقصها ضلالها
هذا علي حوله أقيالها
ولما أخبر معقل عين ابن زياد بخبر مسلم وإنه عند هاني، طلب ابن زياد هانياً فأتي به، فدخل عليه فقال له: أتتك بخائن رجلاه تسعى فقال هاني وما ذاك أيها الأمير، فجعل ابن زياد يسأله عن الأحداث التي وقعت في داره وهو ينكرها، فاخرج إليه معقلاً، فلما رآه عرف أنه عين فاعترف بها وقال لابن زياد انّ مسلماً نزل عليّ وأنا أخرجه من داري فقال ابن زياد ألم تكن عندك لي يد في فعل أبي زياد بأبيك، وحفظه من معاوية لمّا أراد قتله فقال له هاني ولتكن لك عندي يدٌ أخرى بأن تحفظ من نزل بي، وأنا زعيم لك أن أخرجه من المصر فضربه ابن زياد بسوطه حتى هشّم أنفه وجبينه وأمر به إلى السجن، وبقي هاني في السجن إلى أن قبض على مسلم بن عقيل فقتلهما ابن زياد وجرهمافي الاسواق، ويروى إنّ قتل هاني كان يوم التروية مع مسلم بن عقيل، ولكن مسلماً قتله بكير بن حمران ورماه من القصر أما هاني بن عروة فقد أخرج إلى السوق التي يباع بها الغنم مكتوفاً، فجعل يقول وا مذحجاه ولا مذحج لي اليوم، وا مذحجاه وأين مني مذحج اليوم، فلما رأى أن أحداً لن ينصره، جذب يده من الكتّاف ثم قال أما من عصا أو سكين أو حجر، فتواثبوا عليه وشدوه وثاقاً، ثم قيل له مدّ عنقك، فقال ما أنابها سخي، وما أنا معينكم على نفسي، فضربه رشيد التركي مولى عبيد الله فلم يصنع به شيئاً، فقال هاني إلى الله المعاد، اللهم إلى رحمتك ورضوانك، ثم ضربه أخرى فقتله. وقيل أن ابن زياد أمر بسحب مسلم وهاني بالحبال من أرجلهما في الأسواق وصلبهما بالكناسة منكوسين.
وقيل ثم أمر ابن زياد برأسي مسلم بن عقيل وهاني بن عروة فسيرهما إلى يزيدن ولما ورد نعيهما إلى الحسين (ع) جعل يقول رحمة الله عليهما مكرراً ذلك حتى دمعت عيناه.