أقوال للإمام الحسين عليه السلام
قال الإمام الحسين (ع) في مجلس الوليد الذي دعاه لبيعة يزيد
إنّا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ومحل الرحمة، بنا فتح الله وبنا يختم، ويزيد رجل فاسق شارب خمر قاتل النفس المحرمة معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع لمثله، ولكن نصبح وتصبحون ننتظر وتنتظرون أينا أحق بالخلافة والبيعة.
من كلام للإمام الحسين (ع) مع اخيه محمد بن الحنفية يقول:
يا أخي والله لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية.
وفي وصيته لمحمد بن الحنفية كتب (ع):
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به الحسين بن علي بن أبي طالب إلى اخيه محمد المعروف بأبن الحنفية: انّ الحسين يشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، جاء بالحق من عند الحق، وأن الجنة والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، واني لم اخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدّي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، واسير بسيرة جدي (ص) وأبي علي بن أبي طالب (ع) فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن رد علي هذا اصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين…
قال الإمام الحسين (ع) لأم سلمة (رض) لما قالت له بأنها سمعت رسول الله (ص) يقول (يقتل ولدي الحسين (ع) بأرض العراق في أرض يقال لها: كربلاء
فقال لها الإمام الحسين (ع)
يا أماه وأنا والله أعلم ذلك وأني مقتول لا محالة وليس لي من هذا بدٌّ، وإني والله لأعرف اليوم الذي أقتل فيه، وأعرف من يقتلني وأعرف البقعة التي أدفن فيها، وإني أعرف من يقتل من أهل بيتي وقرابتي وشيعــتي وإن أردت يا أماه أريك حفرتي ومضجعي.
قال الإمام الحسين (ع) يخاطب عبد الله بن عمر:
إن من هوان الدنيا على الله تعالى أن رأس يحيى بن زكريا أهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل، أما تعلم أن بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس سبعين نبياً، ثم يجلسون في اسواقهم يبيعون ويشترون كان لم يصنعوا شيئاً، فلم يعجل الله عليهم بل امهلهم واخذهم بعد ذلك أخذ عزيز ذي انتقام، إتق الله يا أبا عبد الرحمن ولا تدع نصرتي.
قال الإمام الحسين (ع) في خطبة له عندما عزم الخروج إلى العراق:
الحمد لله ما شاء الله، ولا قوة الا بالله، وصلّى الله على رسوله، خُطّ الموت على وُلد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى اسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخيّر لي مصرع أنا لاقيه كاني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء فيملأنّ مني أكراشاً جوفاً وأجربةً سغباً لا محيص عن يوم خط بالقلم، رضى الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه ويوفينا أجر الصابرين لن تشذ عن رسول الله (ص) لحمته وهي مجموعة له في حظيرة القدس، تقر بهم عينه وينجز بهم وعده من كان باذلاً فينا مهجته وموطناً على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فانني راحل مصبحاً إن شاء الله تعالى..
قال الإمام الحسين (ع) في لقائه مع الفرزدق الذي سلم علي ثم قال:
يابن رسول الله كيف تركن إلى أهل الكوفة وهم الذين قتلوا ابن عمك مسلم بن عقيل وشيعته؟
قال: فاستعبر الحسين (ع) باكياً ثم قال: رحم الله مسلماً فلقد صار إلى روح الله وريحانه وجنّته ورضوانه، ألا إنّه قد قضى ما عليه وبقي ما علينا، ثمّ أنشأ يقول:
فـــإن تكــن الدنيــــا تعدّ نفيسة فــدار ثـــواب الله أعلــى وأنبـــل
وإن تكن الأبدان للم،وت أنشأت فقتل امرءٍ بالسيف في الله أفضل
وإن تكن الأرزاق قسمـــاً مقدّراً فقلّةحرص المرءفي الرّزق أجمل
وإن تكن الأموال للتّرك جمعهـا فمــا بـــال متروكٍ به الحـرّ يبخل
خطب الإمام (ع) في طريقه إلى كربلاء وبعد أن صلّى باصحابه وبجيش الحر الرياحي قبل عودته إلى صف الإمام (ع):
(إنه قد نزل من الأمر ما قد ترون، وإنّ الدنيا قد تغيّرت وتنكّرت وأدبر معروفها، واستمرت جدّاً ولم يبق منها الا صبابة كصبابة الإناء، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون إلى الحق لا يعمل به،وإلى الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء ربه حقا حقاً، فاني لا أرى الموت الا سعادةً، والحياة مع الظالمين الا برما… أن الناس عبيد الدنيا والدين لعق على السنتهم يحوطونه ما درّت معايشهم فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الدّيانون).
يروى أن عمرو بن قيس المشرقي وابن عم له دخلا على الإمام الحسين وهو في قصر مقاتل وبعد كلام قال الإمام (ع):
(جئتما لنصرتي؟)
يقول عمرو بن قيس فقلت: إني رجل كبير السن كثير الدين… وذكر حججاً أخرى وذكر ابن عمه نفس الأسباب.
فقال الإمام الحسين (ع):
(فانطلقا فلا تسمعا لي واعية، ولا تريا لي سواداً فإنه من سمع واعيتنا أو رأى سوادنا فلم يجبنا ولم يغثنا كان حقاً على الله عز وجل أن يكبه على منخريه في النار).
عن مقاتل عن الإمام زين العابدين عن ابيه عليهم السلام قال:
إن إمرأة ملك بني إسرائيل كبرت وأرادت أن تزوج بنتها منه للملك، فاستشار الملك يحيى بن زكريا فنهاه عن ذلك، فعرفت المرأة ذلك وزيّنت بنتها وبعثتها إلى الملك فذهبت ولعبت بين يديه، فقال لها الملك: ما حاجتك؟
قالت: رأس يحيى بن زكريّا.
فقال الملك: يا بنيّة حاجة غير هذه؟
قالت: ما اريد غيره. وكان الملك إذا كذب فيهم عزل من ملكه، فخيّر بين ملكه وبين قتل يحيى فقتله، ثم بعث براسه إليها في طشت مــن ذهب، فأمرت الأرض فأخذتها، وسلّط الله عليهم بُخت نصر فجعل يرمي عليهم بالمناجيق ولا تعمل شيئاً، فخرجت عليه عجوز من المدينة فقالت: أيها الملك إن هذه مدينة الأنبياء لا تنفتح الا بما أدلك عليه.
قال: لك ما سألت.
قالت: ارمها بالخبث والعذرة، ففعل فتقطّعت، فدخلها فقال: علي بالعجوز، فقال لها: ما حاجتك؟ قالت: في المدينة دم يغلي فاقتل عليه حتى يسكن، فقتل عليه سبعين الفاً حتى سكن.
يا ولدي يا علي والله لا يسكن دمي حتّى يبعث الله المهدي فيقتل على دمي من المنافقين الكفرة الفسقة سبعين ألفاً).
ومن خطبة له ليلة عاشوراء قال (ع):
(أن الله تعالى لما خلق آدم وســوّاه وعلّمه أسماء كل شيء وعرضهم على الملائكة جعل محمداً وعليّا وفاطمة والحسن والحسين اشباحاً خمسة في ظهر آدم، وكانت أنوارهم تضيء في الآفاق من السماوات والحجب والجنان والكرسي والعرش، فأمر الله الملائكة بالسجدة لآدم تعظيماً له، إنّه قد فضّله بأن جعله وعاء لتلك الأشباح الّتي قد عمّ أنوارها في الآفاق، فسجدوا الا ابليس أبى أن يتواضع لجلال عظمة الله، وأن يتواضع لأنوارنا أهل البيت وقد تواضعت لها الملائكة كلها فاستكبر وترفّع وكان بإبائه ذلك وتكبّره من الكافرين).
نهض الإمام الحسين (ع) من نومه فجر عاشوراء فقال:
أتعلمون ما رأيت في منامي الساعة؟
قالوا: وما الذي رأيت يا ابن بنت رسول الله (ص)؟
فقال: رأيت كأنّ كلاباً قد شدت عليّ تناشبني، وفيها كلبُ أبقع رأيته أشدها علي، وأظن الذي يتولى قتلي رجل أبقع وأبرص من هؤلاء القوم؛ ثم إني رأيت بعد ذلك جدي رسول الله (ص) ومعه جماعة من أصحابه وهو يقول لي: يا بني! أنت شهيد آل محمد! وقد استبشرت بك أهل السماوات وأهل الصفح الأعلى، فليكن افطارك عندي الليلة، عجل ولا تؤخر! فهذا أثرك قد نزل من السماء ليأخذ دمك في قارورة خضراء؛ وهذا ما رأيت وقد أزف الأمر واقترب الرحيل من هـــذه الدنيا، لا شكّ في ذلك.
ومن خطبة للإمام الحسين (ع) يوم عاشوراء قوله:
عباد الله اتقوا الله وكونوا من الدنيا على حذر، فإنّ الدنيا لو بقيت لأحد أو بقي عليها أحد، كانت الأنبياء أحق بالبقاء، وأولى بالرّضى، وأرضى بالقضاء، غير أنّ الله تعالى خلق الدنيا للبلاء، وخلق أهلها للفناء، فجد يدها بالٍ ونعيمها مضمحلّ، وسرورها مكفهر، والمنزل بلغة والدّار قلعةً فتزوّدوا، فإنّ خير الزاد التقوى، فاتقوا الله لعلكم تفلحون.
ومن شعره (ع) يوم عاشوراء انه تقدم إلى القوم مصلتاً سيفه وهو يقول:
أنا بن علــي الطّهر مـــن آل هاشم كفــاني بـهذا مفخــراً حــيــن أفخـر
وجدّي رسول الله أكرم مـــن مضى ونحن سراج الله في الأرض نـــزهــر
وفاطمـــة أمي من سلالـــــــة احمد وعمّي يدْعـــى ذالجناحيــن جعفر
وفينا كتــاب الله أنــــزل صـــادقـــــــا وفينا الهدى والوحي بالــخير يذكر
ونحن أمـــان الله للنــــــــاس كلّـهم نسـر بهــــذا في الآنـــــام ونجهـر
ونحن ولاة الحوض نسقـــــــي ولاتنا بكأس رسول الله ما ليـــــس ينكـر
وشيعتنـا في النـاس أكـــرم شيعــة ومبغضنــا يـــوم القــيامــة يخسر
بنا بيّن الله الهــــــــدى مــــن ضلالة ويغمــــــر بنـــا آلاءه ويطــــــهـــر
إذا مـــــا أتـى يــــــوم القيامـة ظامئا إلى الحوض يسقيـه بـكفّيـه حيـدر
أمــام مطـــاعٌ أوجـــــــب الله حقـــه علىالناس جمعاً والّذي كان ينــظر
فطوبى لعبد زارنا بــــــعد موتنـــــــا بجنّـــة عـــــــدنٍ صفوها لا يُــكـدّر