عابس بن أبي شبيب الشاكري
هو عابس بن أبي شبيب بن شاكر بن ربيعة الهمداني الشاكري عرف عنه انه من أهل العلم والمعرفة والبصيرة والايمان، وكان من دعاة الحركة الحسينية في الكوفة ارسله مسلم بن عقيل إلى الإمام الحسين في مكة فوافاه بأخبار الكوفة ولازم الإمام الحسين حتى قدومه إلى كربلاء،
ومن المآثر التي يسجلها التاريخ لبطولات الشهيد عابس الشاكري أن جيش الكوفة قد أحجم بأجمعه عن مبارزته ويقول الرواة أن آخر جولة لــه في القتال في كربلاء كانت ضد مائتي فارس كان يطاردهم ويقتل منهم إلى أن انعطفوا عليه فقتلوه، ويصنف رواة التاريخ هذا الشهيد المقدام ضمن الرعيل الثاني من التابعين الذي لحقوا بأبي ذر والمقداد وعمار وغيرهم.
ولقبيلة عابس بن شبيب ميزات وخصائص عرفها العرب وبالذات أسرة بني شاكر وهم بطن من بطون همدان فقد كانوا من شجعان العرب ويلقبون بـ(فتيان الصباح) ويصفهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يوم صفين بقوله (لو تمت عدّتهم الفاً لعبد الله حق عبادته) وكفى بقول أمير المؤمنين عليه السلام شرفاً ورفعةً لهذه القبيلة المؤمنة.
ومن كلمة لعابس في الاجتماع الذي اقامة أهل الكوفة لاستقبال مسلم بن عقيل قوله:
(أما بعد فإني لا أخبرك عن الناس ولا أعلم ما في انفسهم وما أغرك منهم، والله أحدثك عما أنا موطن نفسي عليه، والله لأجيبنكم إذا دعوتم، ولأقاتلن معكم عدوكم، ولأضربن بسيفي دونكم، حتى القى الله، لا اريد بذلك الا ما عند الله).
وكان لعابس حديثاً يوم عاشوراء مع شوذب الشاكري أحد وجهاء الشيعة وكبرائهم وأحد شهداء يوم الطف مع الإمام الحسين (ع). فقد اقبل عابس على شوذب يسأله:
يا شوذب ما في نفسك أن تصنع؟
قال: ما اصنع، أقاتل معك دون ابن بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم حتى أقتل. قال عابس: ذلك الظن بك أما الآن فتقدم بين يدي أبي عبد الله حتى يحتسبك كما احتسب غيرك من أصحابه، وحتى احتسبك أنا، فأنه لو كان معي الساعة أحد أنا أولى به مني بك لسرّني أن يتقدم بين يدي حتى أحتسبه، فان هذا اليوم ينبغي لنا أن نطلب الأجر منه بكل ما قدرنا عليه، فانه لا عمل بعد اليوم وإنما هو الحساب.
وكان عابس ذا حرصٍ على طلب الثواب الذي لا يعرفه الا العاكفون في المساجد على الصلوات والأذكار، ولكنهم أبوا الا أن يجمعوا المكارم كلها في كربلاء.
شهادته يوم كربلاء:
وبعد أن قضى خمسون شهيداً في الحملة الأولى من أصحاب الإمام الحسين (ع) أخذ أنصار الإمام يبرزون فرادى ومثاني، وبعد استشهاد شوذب تقدم عابس إلى الإمام الحسين (ع) وهو يقول:
يا أبا عبد الله أما والله ما أمسى على ظهر الأرض قريب ولا بعيد أعز عليّ ولا أحب اليّ منك، ولو قدرت على أن ادفع عنك الضيم والقتل بشيء أعز عليّ من نفسي ودمي لفعلته، السلام عليك يا أبا عبد الله، اشهد الله اني على هديك وهدي ابيك.
فكانت له غارات وجولات عديدة ويقول أحد رواة حادثة الطف عن جماعة ممن كانوا في المعركة قوله: لما رأيته مقبلاً عرفته، وقد شاهدته في المغازي، وكــان أشجع الناس، فقلت: أيها الناس هذا اسد الأسود، هذا ابن أبي شبيب، لا يخرجن إليه أحد منكم فأخذ ينادي الا رجل لرجل! فقال عمر بن سعد إرضخوه بالحجارة قال فرمي بالحجارة من كل جانب، فلما رأى ذلك ألقى درعه ومغفره ثم شد على الناس، فوالله لرأيته يكرد أكثر من مائتين من الناس، ثم انهم تعطفوا عليه من كل جانب فقتل. قال: فرأيت رأسه في أيدي رجال ذوي عدة هذا يقول: أنا قتلته، وهذا يقول: أنا قتلته، فأتوا عمر بن سعد فقال: لا تختصموا، هذا لم يقتله سنان واحد، ففرق بينهم بهذا القول.
قالوا في عابس:
* السلام على عابس بن أبي شبيب الشاكري
الإمام الحجة (عج)
* عابس بن شبيب الشاكري من حواريي أبي عبد الله الحسين عليه السلام قتل معه.
أبو القاسم النراقي
* كان عابس من رجال الشيعة رئيساً شجاعاً خطيباً ناسكاً متهجداً؛ وكان بنو شاكر من المخلصين بولاء أمير المؤمنين عليه السلام.
الشيخ محمد السماوي
* فلما برز عابس بن شبيب الشاكري، تحاموه لشجاعته، ووقفوا بعيداً منه.