جون بن حوي مولى أبي ذر
اشتراه الإمام أمير المؤمنين (ع) ووهبه لأبي ذر الغفاري، ثم رجع إلى الامامين الحسن والحسين عليهما السلام بعد وفاة أبي ذر الغفاري فكان مع الحسن (ع) ثم مع الحسين (ع). فلما نشب القتال يوم الطف وقف أمام الحسين (ع) يستأذنه في القتال. فقال له الإمام الحسين (ع) يا جون انت في إذن مني فانما تبعتنا طلباً للعافية فلا تبتل بطريقنا، فوقع جون على قدمي أبي عبد الله يقبلهما ويقول: يا ابن رسول الله (ص) أنا في الرخاء الحس قصاعكم وفي الشدّة اخذلكم، والله أن ريحي لنتن، وأن حسبي للئيم، ولوني لاسود، فتنفس عليّ بالجنّة ليطيب ريحي ويشرف حسبي، ويبيّض لوني لا والله لا افارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم، فاذن له الحسين (ع) فحمل على القوم وهو يقول:
كيف ترى الفجار ضرب الأسود بالمشـــــرفي والقنا المســـدد
يذبُّ عن آل النبي احمد
فقتل خمساً وعشرين ثم تعطفوا عليه فقتلوه، فوقف عليه الحسين (ع) وقال: اللهم بيّض وجهه وطيّب ريحه، واحشره مع الابرار، وعرّف بينه وبين محمد (ص) وآل محمد، وروي أن بني اسد الذين حضروا بعد المعركة ليدفنوا الشهداء، وجدوا جوناً بعد أيام تفوح منه رائحة المسك.