ما هو الهدف من إقامة مجالس العزاء؟
إن البكاء وإقامة مجالس العزاء لع عدة أشكال مثل:
(( بكاء الشوق- بكاء العاطفة وحرقة القلب- بكاء إظها البراءة والانزجار من الأعداء- بكاء الذلة))
والمنفي من هذه الأنواع هو بكاء الذّلة والرّوحيّة والعجز , وعلى هذا الأساس فإقامة مجالس العزاء والبكاء تأني على صورتين :إيجابي و سلبي .
أما السّلبي منها فهي إقامة عزاء يبعث على الخمول والرّكود وإظهار العجز وتعكس حالة الذّلة والهزيمة.
وأمّا الايجابي منها فهي المجالس الباعثة على تحريك الاحساسات و العواطف ضذّ الظلم والجور, وبصورة تعكس البراءة والتّنفر من الظّالمين والسّـفّاكين .
يقول أحد كبار العلماء: (( اللّسان دائماً ترجمان العقل, ولكنّ ترجمان العشق هو العين, وعندما تسكب الدّموع إنطلاقاً من الاحسـاسات والالام والحرقة يكون في محضر العشق , وعندما يتحرك اللّسان في نظمٍ, يخلق جملاتٍ منطقيةٍ, يكون في محضر العقل لذلك فكما أنّ الاستدلالات المنطقيّة الصّـارمة تعلن عن إتحاد قائلها مع أهداف القيادة كذلك تستطيع الدّمعة الساخنة أن تعلن حرباً عاطفّة ضدّ الأعداء))
وعلى هذا الأساس, دعا النّبي الأكرم (صلى الله عليه واّله وسلم) والامّة الطاهرين (عليهم السلام) اولئك اّلذين لا يجدون سبيلاً الى البكاء ان يتظاهروا بالبكاء – أي يتباكوا – كي تبقى ذكرى الإمام الحسين(عليه السلام) خلدةّ على مرّ العصور, ويبقى اسم الحسين(عليه السلام) حيّـاً في القلوب.
قال الإمام الصادق(عليه السلام): ((من تباكى فله الجنّة))
ولا يخفى أن التّباكي يحصل حينما تبخل العين بدمعة ولكن السّـامع يتأثر بها نتيجة تحريك عواطفة.
النتيجة : كان بكاء السّيدة زينب بنت علي بن أبي طالب(عليه السلام) بكاء العاطفة والصّرخة ونوع من النّهي عن المنكر, وشعار مثير ومحزن, يفضح الطّواغيت والظّلمة.
ويجب أن لا يتناسى دور النّشاطات العاطفّية في إستمرار الثّورات, وقد عبر عن هذه النّشاطات بشعائر وشعار, لاّنها تحدّد أبعاد النّضال وتدفع بالانسان نحو ذلك الجانب.