أطفئ قناديلَ الضياءِ
أطفئ قناديلَ الضياءِ فزينبٌ بزغت بنورِ بهائها الوضاءِ
وتصفحِ التاريخَ أيُّ تصفحٍ بالقلبِ والتبصارِ بالإزاءِ
حتى إذا ماصرتَ تقرأُ مابهِ من شأنِ بنت المرتضى الحوراءِ
قف عندَ أيَّ روايةً وقفت لها أملاكُ سبعٍ في فضاً وسماءِ
يومٌ أرادت أن تزورَ محمداً في مسجدِ التنزيلِ والإخاءِ
واقرأ بأنَّ الليثَ يقدمها وقد مدَّ اليمينَ يغلقُ الأضواءِ
حتى تجوزَ عقيلةٌ مامثلها خدراً , بعيداً عن عيونِ الرآءِ
وتصور الحورا بمسجدِ أحمدِ تنوي زيارةَ جدِها ولقاءِ
تمشي ويقدمها الغضنفرُ حيدرٌ ولها الذيولُ بقبضةِ الأمناءِ
ولها أرى الجدرانَ تحني رأسها حنيَّ الذليلِ بصورةِ الإيماءِ
وأرى اسطواناتٍ تسلمُ كلما مرت عليها بضعةُ الزهراءِ
أوهل درى ذاكَ البساطُ المرتقى والمنتهى في الروضةِ الغراءِ
أن التي داست عليهِ لكنهها دار الزمانُ وعلةُ الأشياءِ
سل دينَ أحمدَ أو فسل إيمانها أو رمتَ تسألُ أرضَ كربِ بلاءِ
بثباتها للدينِِ شادت أصرحاً سلت سيوفاً بمجلسِ الطلقاءِ
هيهاتَ للذلِ ونأبى حكمكم وبدى شعارٌ ملطخٌ بدماءِ
فهيَ الهدى بتُ الهدى أختُ الهدى أمُ الهدى نهجٌ لخيرِ نساءِ
سأقولها لا نادماً في لفظها ومردداً علناً على الآلآءِ
فلو المحافلُ حشدت وتجمعت وتوجهت حشدٌ من الأدباءِ
وتعازمت وتعاقدت بوثائقٍ وأتت بكلِ معاشرِ الشعراءِ
ولو البحارُ جميعها مددٌ لهم وبياضهم ضعفينِ للغبراءِ
حقاً بدى حتماً وصار مآلهم عجزوا بلوغَ فضائلِ الحوراءِ