الجزء الثالث من ملف إغتيال الشهيد الشيخ عبد الله المدني
كرة النار المتدحرجة منذ ثلاثة عقود (3-5) … 2


                                                                               


المدني لابد أن يقتل هذه الليلة



ولقد عجبت من كلام عبدالله مطيويع (الوسط 4-2-2006) الذي كان يتعاطف فيه مع المتهم الثالث ويقول عنه أنه أصغرهم سنا ولم يشترك بيده بطعن المرحوم، بل كان يقف بعيدا عنهم وطالبهم بالكف عن الإجهاز علي المرحوم والعودة إلي القرية وتركه .. ثم يقرر مطيويع ”أن السؤال عن سبب إعدام المتهم الثالث لا يملك الإجابة عليه إلا من أوعز للمحكمة ألا يبقوا أي أثر لهذه القضية الجريمة وتدفن أسرارها مع أصحابها”.



وسؤالي: هل نسي عبد الله مطيويع أن المتهم الثالث أصر علي القتل واشترك في الخطف وعندما قال المتهم الثاني يكفي ما أصاب المدني من طعنات قام المتهمان الأول والثالث بتهديد المتهم الثاني بالقتل إن هو تراجع عن فكرة قتل المدني وكرر علي مسامعهما هذا الكلام مرة أخري، لأن ”المدني لابد أن يقتل هذه الليلة” وإلا تمكن من التعرف علي المتهمين واحدا واحدا وسلمهم لرجال الأمن؟ .. هل نسي عبدالله مطيويع أن المتهم الثالث هو من وضع المسدس في رقبة الشهيد بعد الاختطاف الذي كان هو فارسه؟ .. وهل نسي أم تناسي أن المتهم الثالث الذي يدافع عنه اليوم قد مزق ثياب المدني وهو في السيارة حين الاختطاف وأوثقه بها وهو يكيل له السباب والشتائم واشترك مع المتهمين الأول والثاني في الاغتيال وعلي هذا الأساس أدانته المحكمة؟؟ ولا أريد أن أستعرض كل ما قام به المتهم الثالث، ولكن ما مصلحة عبد الله مطيويع من كل هذا الكلام بعد أن أدانت المحكمة المتهم الثالث بالقتل؟



ثم أن عبدالله مطيويع ؟كعادته- لم يطلعنا علي ”من أوعز للمحكمة ألا يبقوا أي أثر لهذه القضية الجريمة وتدفن أسرارها مع أصحابها” ولماذا لم يطلعنا علي الأسرار التي يتكلم عنها دائما إذ لا يخلو مقال من مقالاته من الإشارة إلي أن هناك أسرار كبيرة وراء هذه القضية أو تلك ثم يقول أن الأيام كفيلة بكشف كل شي ولكن بعد حين؟ لماذا لم يبصرنا هو عن شيء من هـــذه الأســرار ويستبق الوقت والظروف؟


كيف هيأتالشعبية” الأجواء لاغتيال المدني؟



ولم يجب عبدالله مطيويع عن الإشكال الذي أثاره جعفر العصفور في معرض رده عليه بشأن تهيئة الجبهة الشعبية الأجواء لاغتيال المدني، وراح يراوغ ويتهرب عن صلب الموضوع الذي أثاره العصفور وشرق وغرب في أمور كثيرة تخص الجبهة من وجهة نظره مثل أحلامها وبطولاتها، إما صلب القضية فاكتفي بالقول ”أما من هيأ للاغتيال فينبغي البحـــث عنه في الثنايا والتفاصيل، لأن إبليس الرجيم يكمن دوما في التفاصيل!”.



وفي معرض دفاعه عن الجبهة يقرر ”أنها لا تؤمن بالعنف وأنها منظمة سلمية”، الأمر الذي يتنافي مع أدبيات تلك الجبهة التي تقرر أنها تتوسل بالعنف الثوري لتحرير الخليج العربي وعمان، وفي اسم الجبهة دلالة واضحة علي ذلك، وفي هذا الصدد يقول مطيويع: ”وفي البحرين لم يكن في وارد الجبهة الشعبية في البحرين أو في برنامجها قط اللجوء إلي العنف أو الاغتيال ضد أي من الخصوم السياسيين، وحتي الجلاد الأكبر إيان هندرسون ………… لأنها كانت تفهم وتعرف أن لكل منطقة أسلوبا من النضال، وكان نضالها في البحرين سلميا …”ثم يعترف أن الشعبية ”ملكت السلاح وهربته إلي البحرين وخزنته وتم اكتشافه حين وقع الانفجار في المخبأ السري في المحرق …” ونتساءل: إذا كان النضال سلميا كما يقول مطيويع فلماذا تهريب الأسلحة إلي البحرين وتكديسها؟ هل كانت للمزاح مع المناوئين للجبهة الشعبية في البحرين؟ أم للعب مع الخصوم و الحكومة التي تعتبر الجبهة الشعبية منظـــمة غير مشروعة؟ ما الغرض من السلاح؟ وما هي الحاجة إليه إذا كان النضال سلميا كما يقول عبدالله مطيويع؟


 


بقلم: حسن المدني

... نسألكم الدعاء ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *