عليٌّ نورُ الله


 









أبحرتُ في العِشقِ لا أخشى من الغرقِ
بل صرتُ أكتبُ شعري فوقَ هائجِها
ويبعثَ الطيرُ ألحاناً جرتْ بدمي
وقد غدا كلُّ أبطالِ الهوى صوراً
مَنْ ذا أبنُ شدَّادِ مَنْ قيسٌ ومَنْ عمرٌ
أحببتُ ريماً وآمالي بها ملكتْ
معشوقتي إنْ تمسْ ماسَ الزمانُ لها
غيداءُ عيناءُ تسبي كلَّ ناظرةٍ
أعزُّ منها أميرُ النحلِ آسرُنا
عشقي يفوحُ عبيراً لا نظيرَ لهُ
عشقي سجيةُ جبريلٍ ومهجتُنا
عشقي عليٌّ وما أحلى الجنونَ بِهِ
هذا عليٌّ حبيبُ اللهِ مادحُهُ
هذا الوحيدُ الذي في البيتِ مولِدُهُ
هذا الفدائيُّ مَنْ للدِّينِ مقصدُهُ
هذا المزيلُ عن المختارِ كربتَهُ
زوجُ البتولِ أبو الحسنينِ خامِسُهم
وبابُ علمِ الهُدَى هارونُ أُمَّتِهِ
رَدَّتْ لَهُ الشمسُ طوعاً حينَ خاطبها
بهِ توسَّلَ كُلُّ الأنبياءِ وقد
نورُ الإلهِ عليٌّ وهو آيتُهُ
قرآنُنا حيدرٌ وهو النصيرُ لَهُ
المرتضى رحمةُ الباري تحوطُ بنا
هذا عَديلُ كتابِ اللهِ موضحُهُ
هذا الذي قد رقى أكتافَ سيِّدِنا
لولاهُ ما خَلَقَ الأكوانَ خالِقُها
هذا عليٌّ شفيعي يومَ محشرِنا
هذا الذي أُكمِلَ الدِّينُ الحنيفُ بِهِ
يومُ الغديرِ بهِ التوحيدُ مُكتَمِلٌ
جبريلُ باركَ ذاكَ اليومَ مُحتفلاً
وبَخْبَخَ القومُ والأشياخُ أولُهم
والحِقْدُ لمَّا طَغَى جارَ الزمانُ بِنا
والمسلمونَ بلا يومِ الغديرِ غدوا
عودوا بني قومِنا واسترشدوا بهدى
دعوا ضلالاتِ تاريخٍ يلفِّقُهُ
واستنشقوا نفحَ طيبِ الحقِّ والتمسوا
بيتٍ وقفتُ بِهِ أرجوا الإلهَ بأنْ
يا بابَ حطةِ يا مولاي يا أملي
يا ساقي الكوثرِ العذبِ الزُّلالِ ألا
ووالديَّ ومَنْ طابتْ سريرتُهُ


 


وصرتُ ألعبُ بالأمواجِ كالورقِ
كيما تبثَ حنينَ الحبِّ في الأفقِ
منذُ الخليقةِ حتى آخِرِ الرمقِ
مِن الهشيمِ أو المشكوكِ في الحَدَقِ
في العشقِ صيَّرتُهم كالبُلَّهِ الخُرُقِ
نياطَ قلبي ومحمودَ الهوى الألِقِ
وإنْ شدتْ صيَّرتْ دنيايَ كاليقِقِ
عزيزةٌ وهي لي في الشَّوقِ كالثَبِقِ
مَنْ نورُهُ باعثُ الأنوارِ في الشفقِ
حتى عُرفتُ لدى الأكوانِ بالعَبِقِ
جرتْ تشاطرُهُ في كنهِهِ الومِقِ
ولستُ تاركُهُ لو دُقَّ لي عُنقي
وعِشقُهُ مجليَّ الآثامِ والفَرَقِ
هذا ربيبُ عظيمِ الشأنِ والخُلُقِ
ومَنْ لَهُ في الوغى عينانِ كالجَنِقِ
بالسمهريِّ وبالصَّمصامةِ الذَّلِقِ
تحتَ الكساءِ وأصلُ النُّورُ في الفَلَقِ
ومَنْ يُعاديهِ مأبونٌ  وعهِرُ شقي
وقد تباهتْ على الأكوانِ بالأَنقِ
نجوا بِهِ وهو مجلي الهمِّ والرَّهَقِ
وحبٌّهُ فرضُ عينٍ غيرُ مُسْتَبَقِ
والكافرون بهِ مُستوقدُ الحَرَقِ
وهل تحوطُ بغيرِ الطُّهْرِ وابنِ تقي
أقضى الصِّحابِ بعلمٍ مُعجزٍ ونقي
مُحَطِّمَاً مبدأَ الطاغوتِ والنَزَقِ
والدينُ لولا عليٌّ باتَ كالغَسَقِ
وهو المزيلُ لكلِّ الغمِّ والرَّنَقِ
يومَ الغديرِ ففاضَ الكونُ بالعَبَقِ
والجاحدون جروا كالأعمَشِ الرَّبِقِ
وتابعت زُمَرُ الأملاكِ في نَسَقِ
وقد طَغَى فيهمُ فيضٌ مِنْ الحَنَقِ
وصارَ دينُ الهُدى حبراً على الوَرَقِ
يسرون ليلاً طويلاً مكثرَ الطُرُقِ
نهجِ الرَّسولِ وفكُّوا حبلَ مُنْشَنِقِ
نسلُ ابنِ سفيانَ بالأموالِ والمَلَقِ
ريحَ الجنانِ ببيتٍ جامعِ الفُرَقِ
ينيلني مقصدي بالطُّهْرِ مُعْتَنَقِي
أنتَ الشفيعُ ومُنجي المُخطِئِ الزَّلِقِ
فأجعلْ نصيبيَ منهُ مُشْبِهَ الغَدَقِ
مِنْ كُلِّ شَهْمٍ أبيٍّ مُخْلِصٍ وَتقي


 


 


يوسف أحمد جمعة/ المقشع- البحرين/ 15 ذو الحجة 1428 هـ – الموافق 26/12/2007م

... نسألكم الدعاء ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *