المحاكمة الكاملة لمحاكمة المتهمين في قضية اغتيال المدني (2)


 


وقرأ المدعي العام أقوال المتهم الرابع أحمد مكي إبراهيم، الذي أفهمته المتهمة المسندة، وقال إنني متفهم التهمة المسندة إلي وسوف أعترف عن رضى وقال:


انتهيت من دراستي بكلية العلوم والاقتصاد بجامعة حلب، وتوجهت إلى العراق وكنت أتردد على ابن خالتي، وطرح علي أفكار الجبهة، وانضممت كعضو في الجبهة، وأبلغت أنه عند عودتي إلى البحرين سوف يتصل بي شخص، واتصل بي عبد الأمير منصور وقال: أنه مسئول عني، وطلب مني كسب عناصر جديدة في الجبهة، وقد استطعت أن أضم علي فلاح، وطلبت منه أن يحاول كسب أعضاء جدد، وقد كونت صداقة مع إبراهيم مرهون لينضم للجبهة، وتوطيد علاقتي به بدأت منذ شهرين لإعداده ليكون عضوا حزبيا، وكان عبد الأمير يتصل بي ويبلغني بكل ما يستجد.


 


وقبل قتل عبد الله المدني، جاء عبد الأمير في نادي الديه، وأبلغني أن جنديا أعطاه مسدسين للاحتفاظ بهما، وقبل مقتل عبد الله المدني أبلغني أن هناك عمليات اغتيال لرجال الصحافة، وأحد رجال المباحث، وقلت لهم أنا مستعد، وأراني عبد الأمير مسدس وأربع قنابل، وأنا أعرف علي فلاح بصفتي مسئول اتصال أمير علي أحمد محمد منصور حسين علي فلاح، فأنا المسئول عنهم. وعند لقائي بعبد الأمير منصور قال أن هناك خطة لتخريب بعض المنشئات، وقال لي عبد الأمير أن هناك خطة لاغتيال عبد الله المدني، كما قال لي دبر 3 من الشباب للتنفيذ. وقال لي ما هي الاحتياطات، وقبل قتل عبد الله المدني بخمسة أيام، جائني مرهون ولما كنت أعرف أن مرهون عنده المسدس، قلت له أن هناك أمر من الجبهة باغتيال عبد الله المدني، فقال إنه يرحب بذلك، وأنه وصديقه محمد طاهر قد اتفقا على تنفيذ الاغتيالات، وذهبت إلى علي فلاح بعد أن وضعته مع اللذين سينفذون العملية، فرحب بعملية قتل عبد الله المدني، وقد أبلغت إبراهيم ، إن خطة الاغتيال متروكة للظروف، ولما كان إبراهيم مرهون وعلي فلاح لا يعرفان بعضهما البعض، فقد حددت موعدا للتعارف في الشارع قرب نادي الديه، وفي تلك الليلة ذهبوا إلى شخص يدعى حسن في مدينة عيسى حيث وضعوا خطة اغتيال عبد الله المدني، وفي يوم الخميس قال له إن الخطة قد وضعت بأن يذهب الثلاثة إلى بيت عبد الله المدني، وأخذه ليلا لقتله، وأن أسمه الحركي في الجبهة هو جاسم.


 


وقرأ المدعي العام اعترافات المتهم الخامس عبد الأمير منصور حسين علي محمد وقال إن المحكمة قد أفهمته التهمة المسندة إليه، فأقر بها، وقال إنني متفهم التهمة وسوف أعترف عن رضا وقال:


في 1961 أوفدتني الحكومة إلى جامعة عمان في الأردن للدراسة وفي عام 1971 لن أتمكن من إتمام الدراسة نظرا للأحداث التي حدثت هناك بين المقاومة والحكومة، فذهبت إلى دمشق وتعرفت على شخص يدعى شوقي العلوي يدرس بكلية التجارة واجتمعت به عدة مرات، وانضممت إلى الجبهة في نهاية عام 1971 وتعرفت على عدد من أعضاء الجبهة، منهم محمد غلوم، عبد الله بوجيري، وفيصل العرشي، وتحت إدارة المسئول شوقي العلوي، وهناك مجموعات أخرى، لكن لا يوجد اتصال بينها، وأهداف المجموعات هو تحرير الخليج من الاستعمار والقوى الرجعية، وتوعية الطلبة، توعية حزبية، وفي عام 1973 تركت الدراسة وعدت إلى البحرين، ولما عدت كانت هناك حملة اعتقالات وحذرني شوقي بأن أجمد نشاطي الحزبي، واتصل بي عبد الغني العرادي، وجاء بعد فترة وأعطاني أسماء بعض الأشخاص وكلهم من سكنة الديه، وقال لي اتصل بهم وتباحث معهم في شئون الجبهة، واتصلت بهم وتبين أنهم أعضاء في الجبهة، وفي نهاية العام 1974 سافر عبد النبي العرادي للدراسة في بغداد، وقال إن شخصا آخر سيكون عضو الاتصال، وفي صيف عام 1975 اتصل بي بوجيري ليبلغني عن نشاط الجبهة، وطلب مني بوجيري أن أتصل بأحمد مكي وأحثه على النشاط، وأن يضم آخرين في الجبهة، وأبلغت مكي فرحب بذلك، فضم علي فلاح ومرهون.


 


ومن أسبوع قبل قتل عبد الله المدني، جائني بوجيري وكان معه كيس، وقال لي: إن به قنبلتين ومسدسين، وأبلغني أن أمرا قد صدر من الجبهة باغتيال عبد الله المدني، وأبلغني عن الخطة وأخذت الأسلحة وأبقيتها ليلة واحدة عندي، وظهر يوم السبت الساعة الثالثة والنصف مر عليّ أحمد مكي وأبلغته بالأمر، وقلت له إن الأشخاص اللذين تم اختيارهم ليست لهم دراية وأبدى استعداده لاختيار مجموعة أخرى، وفي ليلة الثلاثاء أعاد لي نفس الكيس، وقال إنه قد أعد المجموعة وأن لديهم الأسلحة وأبلغني أن الخطة سوف تنفذ ليلة الجمعة، وفي ليلة الأحد جائني بوجيري وأخذ الأسلحة ولم يحدث أي اتصال بيني وبينه أي شخص من أعضاء الجبهة، وقال المتهم أنا حلقة اتصال بين المجموعة واسمي الحركي راشد.


 


رئيس المحكمة: ناد على الشهود عبد الله صالح حسن البناء..


 


الشاهد: نعم.


 


محامي المتهم الخامس: أود التحفظ على الاعتراف المنسوب إلى موكلي وسأوضح ذلك.


 


محامي المتهم الرابع: كذلك لدي نفس التحفظ.


 


المدعي العام: فيه بعض المتهمين هنا اعترفوا في الجلسة .. ناس بتعترف نلتمس من الهيئة بسماع أقوالهم.


 


محام المتهم الثاني: الاعترافات كانت عن تهمة غير موجهة إليهم. موكلي وجهة إليه تهمة القتل واعترف بالخطف، لقد سجل اعترافه على نحو معين والمادة 90 من قانون المرافقات.


 


المدعي العام: فسر المادة 90 وما هي الحكمة من المادة 90.


 


الرئيس: المحكمة تستمر في نظر الدعوى.


 


الرئيس موجها كلامه للشاهد: اسمك وسنك و وظيفتك.


 


الشاهد: اسمي عبد الله صالح حسين. سني 37 سنة. سكرتير مدرسة أبو صيبع وأقيم في جدحفص.


 


وبعد أن حلف الشاهد اليمين،


 


سأله المدعي: ما هي معلوماتك في الدعوى المطروحة.


 


الشاهد: كنت جالسا مع عائلتي ليلة الجمعة 19-11 لمشاهدة التلفزيون وفي تمام الساعة 11 سمعت طرقا على باب بيتي، فخرجت وفتحت الباب بعد أن ضغطت على زر المصباح الكهربائي للإنارة، فوجدت شخصا أمام عيني وبجانبه سيارة داستون حمراء، فسألته ماذا تريد، فأجاب بالسؤال التالي: هل هذا بيت عبد الله المدني؟ فقلت لا. هذا بيت الحاج صالح البناء. فقلت وماذا تريد؟ قال إنني أريد عبد الله المدني في قضية. أريد التحدث معه فيها. فأشرت بيدي إلى بيت عبد الله المدني ودخلت فورا لمتابعة مشاهدة التلفزيون مع عائلتي. ولم أدر ما هي نية الطارق .. والطارق أعرفه واسمه محمد طاهر محمد حيث إنه يدرس في محو الأمية في مدرس أبو صيبع وقد سجلت اسمه في قائمة طلاب السنة الثانية لمحو الأمية.


 


المدعي العام: هل في إمكانك التعرف على هذا الطارق؟


 


الشاهد: نعم.


 


المدعي العام: بص في المتهمين وعرفنا الطارق.


 


الرئيس: انزل تحت عند المتهمين وشوف مين اللي طرق عليك الباب. ونزل الشاهد حيث يوجد المتهمون وأشار إلى المتهم الأول، وقال هذا هو.


 


المدعي العام: ماذا تبينت عندما خرجت إلى خارج سكنك استجابة لذلك الطارق.


 


الشاهد: شفت سيارة.


 


المدعي العام: أوصاف السيارة.


 


الشاهد: داستون حمراء.


 


المدعي العام: شفت بداخلها أحد.


 


الشاهد: شفت لكن ما بصيت كويس. كان في حركة في السيارة.


 


الرئيس: هل تعرفت على الشخصين اللي كانوا في داخل السيارة؟


 


الشاهد: أنا تبينت شبح شخصين وقد يكون بداخلها شخصين أو ثلاثة.


 


الرئيس: تعرف محمد طاهر من قبل تلك الليلة؟


 


الشاهد: أيوه. جاء بيدرس عندي وقال أنا عاوز أدرس في الصف الثاني. قلت له لازم تقبل في الصف الأول أولا.


 


المدعي: منذ متى وأن تعرف محمد طاهر وهل لديك معلومات عامة عنه وخاصة عن ميوله السياسية؟


 


محامي المدعي الأول: أنا أعترض على هذا السؤال.


 


الرئيس: تعرف عنه شيء؟


 


الشاهد: أعرفه منذ بداية العام الدراسي 76-77 حيث التحق بمركز محو الأمية.


 


محام المتهم الأول: يا سيد عبد الله، ما هو التاريخ الذي طرق فيه المتهم الأول الباب؟


 


الشاهد: ليلة الحادث بالضبط.


 


محام المتهم الأول: الشاهد يقول، إنه سجل اسم المتهم الأول كطالب في محو الأمية، هل عطاك عمره؟


 


الشاهد: حوالي 22 عاما. وأنا لا أذكر والأوراق موجودة في المركز.


 


المتهم الثاني: لدي اعتراض بالنسبة للمحام. أنا لا أريد المحام. لأنه قال أنه لا يعرف عن القضية أي شيء. ويقول أنه مبعوث من قبل الحكومة للدفاع عني، ولذلك أنا أطلب تعين محام.


 


الرئيس: يا إبراهيم المحكمة عينت لك محام لأنك لم توكل محام.


 


المتهم الثاني: المحام بيقول إنه ما كان يرغب في الدفاع عني، وإن الحكومة أجبرته للدفاع.


 


الرئيس: تستطيع على نفقتك الخاصة تعين من تريده للدفاع  عنك.


 


الرئيس: الشاهد عبد العزيز أحمد الخياط.


 


وجاء الشاهد الثاني إن اسمه عبد العزيز أحمد الخياط. السن 29 سنة . ويعمل بألبا. ويقيم بجدحفص. وبعد أن أقسم اليمين سأله المدعي العام عن معلوماته، فقال:


جائني إبراهيم بالليل


 


الرئيس: تذكر التاريخ بالضبط؟


 


الشاهد: لا أذكر. لكن جاء إبراهيم مرهون – وأشار إليه- وطرق الباب. طلعت وشفته واقف على الباب، فقال تدلني على بيت عبد الله المدني؟ فقلت له، شو تريد منه؟ فقال، عندنا شغل معاه، وكان معاه في السيارة اثنين.


 


الرئيس: تعرفهم؟


 


الشاهد: دول. وأشار إلى المتهمين علي فلاح، محمد طاهر، وأوصلتهم إلى بيت عبد الله المدني، ورجعوني في الحال للبيت في السيارة نفسها.


 


المدعي: تعرف تحدد حضروا الساعة كم؟


 


الشاهد: كان حوالي الساعة 10:30


 


المدعي: هل تعرف الحالة اللي كانوا عليها عندما توجهوا معك إلى بيت عبد الله المدني؟


 


المدعي: يعني كانوا بيضحكوا وإلا ما بيضحكوش؟


 


 


الشاهد: كانوا في حالة سكوت.


 


المدعي: هل في إمكانك أن تعطينا وصف للسيارة التي حضروا بها وركبت معهم لإرشادهم إلى بيت عبد الله المدني؟


 


الشاهد: النمرة ما أعرفها ، لكن السيارة داتسون حمراء.


 


المدعي: ألم تتبين معهم أو بالسيارة أشياء ما.


 


الشاهد: لا.


 


المدعي: منذ متى وأنت على صلة بالمتهم الثاني إبراهيم عبد الله مرهون.


 


الشاهد: صار معرفتي به حوالي سنة.


 


المدعي: مالذي تعرفه عنه؟


 


الشاهد: أعرفه معرفة عادية.


 


محام المتهم الأول: هل تعرف محمد طاهر من قبل؟


 


الشاهد: ما كنت أعرفه إلا بعدين. يعني بعد الحادث. وقد قابلته بعد القبض عليه في القلعة.


 


محام المتهم الثالث: متى عرفت المتهم الثالث.


 


الشاهد: عرفته بعد الحادث.


 


محام المتهم الأول: هل تستطيع أن تميز المتهم.


 


الشاهد: نعم. وأشار إلى محمد طاهر الجالس على الكرسي المتحرك.


 


محام المتهم الخامس: من كان يسوق السيارة.


 


الشاهد: إبراهيم عبد الله. كان يسوق السيارة والاثنين واحد في الأمام محمد طاهر، وفي الخلف علي فلاح.


 


الرئيس موجها حديثه للمدعي العام: بقية الشهود.


 


المدعي العام: المحكمة قررت أن تستمع في جلسة اليوم الاثنين من الشهود على أن نواصل الباقي غدا.


 


الرئيس: نشوف باقي الشهود. ناد عليهم.


 


وقام الحارس بالنداء على الشاهد الثالث عيسى إدريس عبد الله وعاد ليقول إنه غير موجود، ثم ناد على الشاهد سلمان الزياني، وعاد ليقول إنه غير موجود.


 


الرئيس: ترفع الجلسة ونواصل إن شاء الله الأحد الساعة التاسعة صباحا.


 


المصدر: مجلة المواقف – العدد 159– الاثنين 22 ذو الحجة 1396 – 13 ديسمبر 1976

... نسألكم الدعاء ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *