جلسة الأربعاء
المحكمة تقرر عرض المتهم الثاني على لجنة طبية
الدم الموجود على السونكي هو دم المدني
… كجلستي الأثنين والثلاثاء كانت جلسة الأربعاء جلسة قصيرة أيضا.. بدأت متأخرة في العاشرة إلا ثلثا وانتهت في العاشرة والنصف..
.. كان واضحا منذ الصباح وقبل بدء الجلسة أن شيئا ما سيحدث في هذه الجلسة .. كانت هذه توقعات الحاضرين .. وصحت التوقعات عندما قدم ممثل المدعى العام شاهدا جديدا .. ووعد بتقديم أدلة جديدة.
.. وفي هذه الجلسة تغيب الأستاذ حاتم الزغبي محامي المتهم الثاني وتولى الأستاذ عبد لغني السيد حمزة محامي المتهم الخامس مهمة مناقشة الشهود عن المتهمين الثاني والخامس..
وفي تمام الساعة العاشرة إلا ثلثا عقدت الجلسة برئاسة الشيخ عبد الرحمن بن جابر الخليفة وبعد أن افتتح الجلسة بسم الله دار النقاش التالي:
الرئيس: يا عبد النبي فيه خطاب جه من السيد حاتم الزغبي أنابك فيه للدفاع عن موكله..
الرئيس: احضر المتهمين..
وقام رئيس قوة الحرس بإحضار المتهمين إلى قاعة الجلسة وتم دخولهم حسب ترتيب اتهامهم في لائحة الاتهام.
الرئيس: يا علي محاميك اعتذر اليوم الحضور لانشغاله بعمل وأنب عنه الأستاذ عبد الغني.
محامي المتهم الثاني: استنادا إلى شهادة الطبيب الشرعي التي استمعت إليها المحكمة أمس لقد قرر بأنه لم يفحص موكلي المتهم الثاني إبراهيم عبد الله لذا ألتمس من عدالة المحكمة الأمر بعرض المتهم على لجنة طبية للفحص من الناحيتين النفسية والعقلية.
الإدعاء: يعترض الإدعاء العام على هذا القوم من المدافع عن المتهم الثاني ذلك أن حالة أي متهم النفسية العقلية هي أمر موضوعي للمحكمة الموقرة القول الفصل فيه مما تقدره من جميع ملابسات وظروف الدعوى وحالة المتهم الظاهرة أمامها وعلى هذا استقرت جميع إحكام المحاكم العليا ومنها النقض بجميع الدول وتطلب رفض هذا الذي طلبه الدفاع عن المتهم الثاني في هذا الصدد ومستعدين نقدم ألف حكم في هذه النقطة.
الرئيس: تقرر المحكمة عرض المتهم على لجنة طبية على أن يتم الكشف عليه وجلب النتيجة إلى المحكمة خلال يومين.
الرئيس: نادي على الشاهد.
وحضر الشاهد محمد عبد الرسول الخياط سن 32 سنة خبير بحث جنائي بوزارة الداخلية ومقيم بمنطقة العدلية وبعد إن حلف اليمين سأله الإدعاء.
الإدعاء: هل هذا التقرير صادر منك في جميع أوراقه – ورقة ورقة كلمة كلمة, والإدعاء يقدم للدفاع خمس نسخ.
الشاهد: نعم سيدي.
الإدعاء: نتشرف بتقديم التقرير للهيئة الموقرة.
الإدعاء: هل عرض عليك هذا السونكي وفحصته؟
الشاهد: نعم سيدي.
الإدعاء: قل لنا نتيجة فحصك أيه أو لاحظت أيه وكل معلوماتك.
الشاهد: بناء على ما استلمت من عينات في القضية رقم 107 لسنة 1976 بتاريخ 18 – 19/11/1976 والتي تخص قضية مقتل السيد عبد الله المدني رئيس مجلة المواقف البحرانية والمتهم بها كل من محمد طاهر محمد المحاري البحريني الجنسية ويعمل جنديا بقوة دفاع البحرين والبالغ من العمر 21 سنة والقاطن بقرية أبو صيبع والمتهم الثاني إبراهيم عبد الله عبد الحسين المرهون عامل بناء عمره 26 سنة بحريني الجنسية والقاطن بقرية أبو صيبع والمتهم الثالث علي أحمد الفلاح من قرية الديه بحريني الجنسية والبالغ من العمر 21 سنة والذي يعمل بشركة البرق واللاسلكي استلمت عدة عينات..
الرئيس: يا محمد اختصار..
الإدعاء: ما يتعلق بالسونكي..
الشاهد: حاضر استلمت عدة عينات من بينهم حسب ما ورد في تقريري تحت ب أ حربة حديدية سوداء اللون طولها 2 و 29 سنتيمتر وعرضها يبدأ من ناحية الرأس الحاد وينتهي عند بداية المقبض بعرضه.
الرئيس: ما يتعلق بالناحية الفنية..
الإدعاء: لاحظت على السونكي ايه؟
الشاهد: فحصت السونكي وجدت به آثار دماء.
عضو اليمين: آثار بقع واللا بقع متجمدة من الدم.
الشاهد: بقع متجمدة من الدم بعد التحليل ثبت لدي بأن الدم دم إنسان فصيلة A هذا ما جدت بالنسبة للحربة.
الإدعاء: هل فحصت فصيلة دم المجني عليه؟
الشاهد: نعم فحصتها وكانت فصيلة A.
الإدعاء: هل فحصت فصائل دم كل من المتهمين الثلاثة الأولى محمد طاهر وإبراهيم عبد الله وعلي فلاح وتبين ان جميع فصائلهم B.
محامي المتهم الأول: قررت أن محمد طاهر عمره 21 سنة, كيف عرفت ذلك؟
الشاهد: عرفت العمر حسب ما ذكروا لي ..
محامي المتهم الخامس: بالنيابة عن موكلي محامي المتهم الثالث سؤال هل أجريت فحصا على بصمات أصابع المتهمين الثلاثة؟
الدفاع: نعترض على السؤال ده .. ده موش خبير بصمات.
محامي المتهم الخامس: أثناء ما كان المتهم الخامس عبد الأمير منصور معتقلا في القلعة في هذه القضية هل قمت بنقله إلى مستشفى أو طبيب وأشرفت على ذلك؟
الشاهد: فعلا كانت الأوامر من وزير الداخلية برعاية جميع الموقوفين عن طريق الرائد محمد جاسم الذوادي نائب مدير إدارة التحقيقات الجنائية لرعاية جميعا لموقوفين في وقت نوبة كل ضابط من ضباط المناوبة للـتأكد من سلامتهم ورعاية صحتهم وكل ما أذكر أن ثاني يوم العيد أو ثالث يوم العيد توجهت مع الدكتور صمويل طبيب عيادة الشرطة إلى المكان الموقوفين فيه ومن ضمنهم عبد الأمير منصور ومجموعة موقوفين في قضايا أخرى وقام الدكتور صمويل وسألهم عن صحتهم وإذا ما كان واحد يشكو من أي مرض وطلب الدكتور أربعة من ضمن الموقوفين على ذمة قضايا أخرى متعددة واحد منهم كان عبد الأمير يعني كانوا ثلاثة وعبد الأمير الرابع وطلبهم في عيادة الشرطة واستأذنت الرائد محمد الذوادي فخذهم إلى عيادة الشرطة وأخذتهم إلى العيادة وكشف عليهم واحد واحد ورافقت السيد عبد الأمير إلى محله الموقوف فيه.
المتهم عبد الأمير يستأذن من المحكمة للحديث مع المحامي فتسمح له ويعود المحامي ليقول أن المتهم يطلب أن يسأل الشاهد سؤال.
المحامي: هل سألت الشاهد ماذا تشكو منه؟
الشاهد: هو قال أنه بيحس بألم في أذنه.
الرئيس: هل سألت المتهم؟
الإدعاء: لدى الإدعاء العام أدلة أخرى ينبغي تقديمها وهي شهادة الشاهد عيسى حسن علي الشرطي, فينادي عليه ان كان موجود نسمع شهادته مو موجود المحكمة تكلفه.
محامي المتهم الخامس: الدفاع يعترض لأن لائحة الاتهام في باب الأدلة لم تتضمن أي إشارة.
الرئيس: تقرر المحكمة رفض الاعتراض.
الإدعاء: الرئيس يأمر بمناداة عيسى حسن علي الشرقي.
الرئيس: عيسى حسن علي الشرقي.
وحضر الشاهد عيسى حسن علي الشرقي 23 سنة مدرس ويقيم في جدحفص, وبعد أن حلف اليمين سأله الإدعاء
الإدعاء: هل تعرف المتهم الخامس عبد الأمير منصور حسين علي محمد؟
الشاهد: نعم.
الإدعاء: ما معلوماتك عنه؟
الشاهد: من أي ناحية؟
الإدعاء: ما الذي تعرفه عن ميول عبد الأمير الاجتماعية والسياسية؟
محامي المتهم الخامس: سبق أن اعترضنا على السؤال وأجابتا لمحكمة على اعتراضنا.
الرئيس: أستاذ مصطفى يجب أن يكون السؤال غير هذا.
الإدعاء: ألم يذكر لك عبد الأمير منصور حسين .
محامي المتهم الخامس: آه سؤال تلقيني. أنا أذكر السؤال ويقبل يقبل ويرفض يرفق.
الإدعاء: ألم يذكر لك المتهم عبد الأمير حسين علي شيئا ما أو معلومات ما عن الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي وعن مدى صلته بها؟
محامي المتهم الرابع: ألم يذكر لك سؤال تلقيني.
محامي المتهم الخامس: عندي اعتراض أن موكلي لم يحاكم على أنه عضو.
الإدعاء: ده له ارتباط بالجريمة.
الرئيس: يرفض الاعتراض.
الشاهد: الأخ عبد الأمير ذكر لي أنه كان عضوا قياديا بالجبهة الشعبية ثم اختلف معهم من الناحية السياسية إذ أن الجبهة الشعبية تؤمن بالعنف الثوري وهو يرى بأن البحرين غير صالحة لا طبيعيا ولا نفسيا لمثل هذه الأعمال وحاولوا إقناعه بوجهة نظرهم لكنه رفض.
عضو اليمين: متى كان هذا الحديث؟
الشاهد: منذ حوالي ستة شهور ومن هذا الوقت قال انه انفصل عنهم سياسيا لكنه ما انفصل عنهم في الفكر الماركسي انفصاله السياسي هذا فتح له نافذة لمحاولة الاطلاع على الأفكار الأخرى وكان الفكر الإسلامي هو اللي قريب منه فحاول أن يطلع على الفكر الإسلامي وقرأ في هذا المجال في كتاب فلسفتنا لليد محمد باقر الصدر وعلى حسب حديثه إن الكتاب استطاع أن ينقل فكره من الإيمان بالمادية إلى الإيمان بالإلوهية أي الإيمان بالله. في ذلك الوقت كنت أعرف أن ممارسته ممارسات إسلامية.
الإدعاء: هل تعرف أحدا آخر من الجبهة المذكورة؟
الشاهد: رسميا لا وحديث الناس لا يمكن أن أعتمد عليه.
الإدعاء: هل في إمكانك الجزم بهذا التخلي الذي قال به لك المتهم عن تلك الجبهة تؤكد أنه انفصل عنها واللا لا ؟
الشاهد: الله العالم.
الدفاع عن المتهم الخامس: هل تعرف أن لعبد الأمير دراسات نقدية ضد الشيوعية وأطلعك عليها أو لا.
الشاهد: خلال الفترة التي ذكر فيها أنه تحول من الاتجاه المادي إلى الاتجاه الألوهي ولان تغيره جاء على أساس دراسته لكتاب فلسفتنا فقد قام بتلخيص بعض الأجزاء من هذا الكتاب تتعلق بنقد الفكر الماركسي وأعطاني نسخة منها.
المحامي: هل أطلعت على هذه النسخة ؟
الشاهد: نعم.
المحامي: هل تستطيع أن تعطي للمحكمة فكرة موجزة عن هذه الدراسات ؟
الشاهد: الدراسة تلخيص لكتاب والملخص لا تظهر آثاره في نفس الدراسة.
المحامي: هل ما أبدى آراؤه؟
الشاهد: لا ادري.
المحامي: هل أنت عضو في جمعية التوعية الإسلامية اللي مقرها قرية الدراز؟
الشاهد: نعم..
المحامي: هل حدثك عبد الأمير عن إمكانية قيام الجمعية بطبع هذا الكتاب ونشره؟
الشاهد: حدث..
المحامي: هل اتفق المتهم الخامس معك بأن يقوم بإعداد دراسة عن المرأة والأسرة تشمل أو تتضمن نقدا للفكر الشيوعي الماركسي حول هذا الموضوع وإبراز وجهة النظر الإسلامية؟
الشاهد: تم الحديث أما العمل نفسه لا هو تم الحديث لكن ما وجدت إنتاج أي إن الفكرة كانت لديه ولم تنفذ.
المحامي: ما ورد على لسان الشاهد هو الدراسة الموجودة لدى الادعاء العام.
الرئيس: عندك نسخة موجودة.
المحامي: نسخة مطبوعة.
المحامي: هل أخبرك المتهم الخامس بأن لدية شباب من قرية الديه مسئول عن تثقيفهم ثقافة إسلامية.
الشاهد: هو مع مجموعة.
الرئيس: قالك اسماءهم.
الشاهد: أنا اعرفهم شخصيا وهم إبراهيم صالح عبد المحسن الخير وهو من ضمنهم كانوا مشرفين على حلقة دراسية للطلاب وهي دراسة إسلامية.
الرئيس: الإدعاء عندك حاجة؟
الإدعاء: نختتم بياننا حاليا مع الاحتفاظ بتقديم أية بينات أخرى قد تسفر عنها التحقيقات التي لا زالت جارية.
الرئيس: محمد جعفر عندك شيء؟
محامي المتهم الأول: عندي شهود بالنسبة لموكلي.
الرئيس: في الجلسة القادمة نستمع لأقوال المتهم الأول والشهود.
المصدر: مجلة المواقف – العدد 160 – الاثنين 29 ذو الحجة 1396 – 20ديسمبر 1976