المحاكمة الكاملة لمحاكمة المتهمين في قضية اغتيال المدني
المدعي العام يقرأ اعترافات المتهمين الخمسة في الجلسة الأولى من واقع اعترافاتهم أمام قاضي التحقيق
المتهم الأول: أنا مذنب غصب عني
المتهم الثاني: أنا مذنب في اتهامين
المتهم الثالث: أنا مذنب في عملية الاختطاف
المتهمان الرابع والخامس: قالا إننا غير مذنبين
وسط إجراءات أمن مشددة بدأت أول أمس السبت محاكمة المتهمين الخمسة باغتيال الشهيد الأستاذ عبد الله المدني رئيس تحرير مجلة المواقف .. وقد أحيطت المحكمة بكردون من رجال البوليس كما انتشر رجال الأمن بأنحاء المنطقة.
وفي الساعة الثامنة وعشر دقائق بدأ وصول المتهمين إلى مبنى المحكمة فوصل المتهم الأول محمد طاهر وكان جالسا على كرسي ذي عجلات نظرا لإصابته في ساقيه بعد أن حاول القفز من نافذة إحدى الغرف بالقلعة أثناء التحقيق معه وحضر بعده المتهم علي فلاح وفي الساعة الثامنة والربع وصل المتهم أحمد مكي، و وصل المتهم إبراهيم مرهون في الساعة الثامنة والنصف، ثم وصل بعده المتهم عبد الأمير منصور حسين، وتم التحفظ على المتهمين الخمسة في السجن الملحق بالمحكمة ..
وحول مبنى المحكمة تجمع عدد كبير من المواطنين لمشاهدة المتهمين ومتابعة القضية ..
وفي الساعة التاسعة تماما سمح للمواطنين والصحفيين والمحامين اللذين يحملون بطاقات لحضور المحاكمة بدخول قاعة الجلسة بعد إثبات حضورهم في سجل أعد لذلك والتوقيع أمام كل منهم بالحضور ..
.. القاعة .. قاعة المحكمة الكبرى المدنية “الدائرة الجزائية” قاعة صغيرة .. ومنذ اللحظة الأولى منعوا التدخين نظرا لضيق القاعة ..
عدد كبير من المحامين حضروا لمتابعة القضية .. محامية واحدة حضرت أيضا .. عدد كبير من الصحفيين المحلين ومراسلي وكالات الأنباء العالمية والمصورين حضروا مبكرين لمتابعة القضية .. المحامون المنتدبون بجواب الادعاء وهم الأساتذة محمد جعفر عن المتهم الأول، والأستاذ هاشم الشيبة عن المتهم الثاني ، وحاتم شريف الزغبي عن المتهم الثالث، وحميد صنقور عن المتهم الرابع، وعبد الغني حمزة عن المتهم الخامس..
.. المدعي العام الأستاذ مصطفى السعيد رضوان يتصفح أوراق القضية ويفحص جواز سفر برفقة الأوراق .
.. الساعة التاسعة والربع .. يدخل الشيخ عبد الرحمن بن جابر الخليفة رئيس المحكمة الكبرى المدنية ويدخل المستشار إبراهيم حمدي والقاضي شكيب الجيوسي عضوا المحكمة وعبد الرحمن أحمد النعار أمين سر المحكمة .
.. بمجرد دخول هيئة المحكمة من الباب الجانبي ينادي الحارس محكمة .. ويقف الجميع حتى يجلس رئيس المحكمة والأعضاء ..
الادعاء العام يقدم جواز سفر المتهم الأول لتصحيح عمره وجعله 21 عاما
ويفتتح الشيخ عبد الرحمن بن جابر الخليفة رئيس المحكمة الجلسة باسم الله نفتتح الجلسة .. المتهمين حاضرين.
الحارس: أي نعم.
رئيس المحكمة: احضر المتهمين.
وقام رئيس الحرس بإحضار المتهمين ودخلوا القاعة حسب ترتيبهم في قائمة الاتهام وكان المتهم الأول محمد طاهر جالسا على كرسي متحرك نظرا لإصابته في ساقيه عندما ألقى بنفسه من النافذة محاولا الهرب ثم دخل المتهمون إبراهيم المرهون وعلي فلاح وأحمد مكي وعبد الأمير منصور.
وقال الأستاذ مصطفى السعيد رضوان ممثل الادعاء أن الادعاء يجب أن يؤكد توجيه للمتهمين الثلاثة الأول محمد طاهر محمد علي المحاري وإبراهيم عبد الله عبد الحسين المرهون وعلي أحمد حسين فلاح تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار المقترن بجريمة خلافا لأحكام المادتين 333 فقرة 1 و 2 و223 من قانون العقوبات الصادر بالمرسوم قانون رقم 15-لسنة 1976 وحيازة احراز سلاح ناري وذخيرة بدون ترخيص و سونكيا .
كما أن الادعاء العام يوجه إلى المتهمين الثاني والثالث أنهما من أعضاء المنظمة.
عضو اليسار: يا مصطفى الرابع الخامس.
المدعي العام: كما أن الادعاء يوجه إلى المتهمين الرابع والخامس تهمة الاشتراك في القتل العمد مع سبق الإصرار المقترن بجريمة.
ذلك أنهم في ليلة 19-11-1976 وبقرية جدحفص وبمنطقة سار المتهمون الأول والثاني والثالث وهم أعضاء بمنظمة غير مشروعة .. الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي قتلوا عبد الله أحمد علي المدني رئيس تحرير مجلة المواقف والبالغ من العمر 38 عاما عمدا مع سبق الإصرار بأن عقدوا العزم على قتله وأعدوا لذلك سلاحا ناريا وسنوكيا واستقلوا سيارة وهم حاملين هذه الأسلحة إلى سكن المجني عليه بنية استدراجه إلى خارجه لإزهاق روحه فكان أن أدعوا له أنهم من رجال المباحث وأن مطلوب بها فانخدع بذلك وتمكنوا من اصطحابه معهم بسيارتهم تلك وما أن ساروا بعضا من البعض حتى هددوه بما معهم من أسلحة ثم مزقوا ملابسه وأوثقوه بها لشلة مقاومته.
وتوجهوا به إلى مكان قصي غير معمور بالآدميين حيث ألقوه أرضا وانهال عليه المتهم الأول طعنا بحضور المتهمين الثاني والثالث اللذين كانا يشدان من أزره قاصدين ثلاثتهم قتله فكان أن أصيب بالإصابات الطعنية الوخزية الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أودت بحياته.
وقد تقدمت هذه الجناية جريمة أخرى، هي أنهم في الزمان والمكان سالفي الذكر تداخلوا في وظيفة وأجروا عملا من أعمالها دون أن يكونوا مختصين بذلك لتحقيق غرض غير مشروع أن زعموا للمجني عليه بأنهم من رجال المباحث وأنه مطلوب لإدارة المباحث ليتمكنوا من استدراجه إلى خارج سكنه لقتله.
والمتهمان الرابع والخامس هما من أعضاء المنظمة غير المشروعة سالفة الذكر اشتراكا بطريقي تحريض والاتفاق مع المتهمين الأول والثاني والثالث في ارتكاب الجريمة وكان ذلك بأن حرضا هم على ارتكابها واتفقا معهم على ذلك فكان أن تمت الجريمة بناءا على هذا التحريض وذلك الاتفاق.
والادعاء العام في هذا الاتهام كله يعتمد في طلباته ضد المتهمين الخمسة على أدلة بعضها قوليه والبعض الآخر فنية، ثم أدلة مادية، أما الأدلة القولية فهي تتلخص في اعترافات صدرت من كل من المتهمين الخمسة تم تسجيلها قضائيا أمام السيد القاضي التحقيق وعلى أقوال شهود عدول ورد ذكر أسمائهم بلائحة الاتهام.
أما عن الأدلة الفنية فهي تتمثل في تقرير من السيد الطبيب الشرعي وآخر صدر من خبير البحث الجنائي بوزارة الداخلية.
وأما عن الأدلة المادية فتتمثل في الأسلحة التي استعملت في ارتكاب الحادث والتي تم ضبطها بسكن المتهم الأول وبإرشاده.
رئيس المحكمة موجها كلامه للمتهم الأول: محمد طاهر أنت مذنب أم غير مذنب.
المتهم محمد طاهر: أنا مذنب غصب عني.
رئيس المحكمة: إبراهيم عبد الله عبد الحسين مذنب أم غير مذنب.
المتهم إبراهيم عبد الله: أنا مذنب في اتهامين فقط.
الرئيس: شنهو الاتهامين.
المتهم الثاني: الاتهام الأول انتحال اسم المباحث، والاتهام الثاني التخطيط لاغتيال عبد الله المدني.
الرئيس: وفي أي شيء موش مذنب.
المتهم: الاتهام بالانتماء للجبهة الشعبية.
عضو اليمين: ده موش محل اتهام.
المتهم: وعدم حيازة الأسلحة النارية.
الرئيس: أنت معترف بانتحال صفة المباحث والقتل معترف به.
المتهم: أنا معترف بانتحال صفة المباحث والقتل لا. أنا اقتدته فقط واشتركت في اختطافه وساعة تنفيذ القتل طلبت إنقاذه لكن زملائي صمموا على قتله.
الرئيس: علي فلاح أحمد حسين مذنب أم غير مذنب.
المتهم: أنا مذنب في عملية الاختطاف. أنا اختطفته لنطالب السلطة بإطلاق سراح المعتقلين.
الرئيس: والقتل.
المتهم: ما عندي ثقة إنه اتقتل.
الرئيس: أحمد مكي إبراهيم مذنب أم غير مذنب.
المتهم: غير مذنب.
الرئيس: عبد الأمير منصور مذنب أم غير مذنب.
المتهم: غير مذنب.
المدعي العام: يلتمس الادعاء العام بتصحيح سن المتهم الأول وذلك بجعله 21 عاما فالثابت من الاطلاع على جواز سفره إنه من مواليد 1955 وأتشرف بتقديمه إلى هيئة المحكمة الموقرة وقدم المدعي للمحكمة جواز سفر المتهم الأول وهو مستخرج بتاريخ 22-4-1972 وثابت به أن المتهم من مواليد عام 1955.
محام المتهم الأول: أنا أسجل اعتراضي على تعديل العمر، واحتفظ بحقي في تقديم العمر الصحيح.
الرئيس: المحكمة تعتز بالوثائق الشرعية.
الرئيس موجها كلامه للمحامي: هل تقدم الدليل على صحة هذا.
المحامي: أي نعم سيدي, فهو أقل من 19 سنة.
محامي المتهم الرابع: سيدي لدي اعتراض بالنسبة لإدخال المتهمين الرابع والخامس في لائحة الاتهام التي بها المتهمين الأول والثاني والثالث، ذلك لأنهم لم يقوموا باختطاف ولا قتل وإذا كانوا قد قاموا بالتحريض فالتهمة منفصلة والاتهام موجود والتحريض سيدي لا يعني القتل.
الرئيس: التهم الموجهة معروفة ومسجلة بلائحة الاتهام.
المحامي: هذا يحدث ارتباك واحد متهم بقتل و واحد بقتل بتحريض.
الرئيس: نسجل لك اعتراضك.
المحامي: وأطالب بفصل الاتهام طبقا للمادتين 95و111.
محام المتهم الخامس: أنضم إلى اعتراض الزميل حميد صنقور.
المدعي العام: يرفض طلب هذا الاعتراض ذلك أن الأعمال الإجرامية المستمدة باللائحة إلى المتهمين الرابع والخامس قد وصفت وصفا منفصلا عن الجريمة الأولى المسندة للمتهمين الثلاثة الأول والتي فيها المتهمين الرابع والخامس شركاء بالاتفاق والتحريض.
الرئيس: والمحكمة تقرر رفض الاعتراض.
الرئيس موجها حديثه للمدعي العام: من فضلك اعترافات المتهمين: وبدأ الأستاذ مصطفى السعيد رضوان المدعي العام في تلاوة اعترافات المتهمين وبدأ بتلاوة اعتراف المتهم الأول محمد طاهر الذي جاء به:
انتقلت أنا القاضي الشيخ عبد الرحمن بن جابر إلى القلعة حيث كان المتهم الأول ملفوفه قدميه بالشاش وبسؤاله عن الذي حدث فيه، قال أنه قذف بنفسه من شباك حجرة بالقلعة وبعد أن أفهمه قاضي التحقيق بالتهمة المسندة إليه وهي الاعتداء على الحرية والقتل قال إنني متفهم التهمة المسندة إلي وسوف أعترف عن رضي، وقال: بتاريخ 12/11 في العاشرة إلى ربعا وكنت متواجد في نادي أبوصيبع أتابع برامج التلفزيون وكان معي عدد من أعضاء النادي وجاء إبراهيم مرهون وقال لي: أنا عاوزك في موضوع ولما خرجت معه طلب أن أصطحبه فركبت معه في سيارة تخص شخص من المقشع وهو نسيبه، وقبل أن أركب معه السيارة، قال: احضر المسدس الذي أعطيتك إياه منذ 4 أشهر، وطلب مني مسدس كان في حوزتي وسكين أيضا. وذهبت وأحضرت الأسلحة وكان معه في السيارة عيسى إدريس وعلي فلاح وقال لي علي فلاح وإبراهيم اركب وركبت معهم في السيارة وفتحوا السلاح وعاينوه وكان في الكيس ثلاث طلقات لا تصلح للاستعمال كما أن المسدس الصغير كان عطلان، ولما وصلنا قال لي إبراهيم إنني أشك فيك بأن تكون من رجال المباحث ولما نفيت له ذلك قالوا أن لدينا عمل سنخطف عبد الله المدني ولن نطلق سراحه إلا بعد إطلاق سراح المعتقلين، وإذا رفضت التنفيذ سوف نقتلك وقال علي فلاح إنه يعرف عبد الله المدني لكنه لم يعثر على البيت وحاول إبراهيم البحث وطرقنا الباب على شخص نعرف اسمه وهو عبد الله صالح ولم أكن أعرف أن هذا بيته وسلمت عليه وسألته عن بيت المدني فأشار لي على البيت وهو لا يبعد عن بيت عبد الله صالح وطرق إبراهيم الباب ولم يفتح أحدا. وتسلق جدار البيت ونزل بالداخل ثم عاد وطرق الباب وعاد ليقول إن شخصا قد خرج وحضر هذا الشخص مع إبراهيم وذهب علي فلاح وطرق شباك البيت وخرج عبد الله المدني وقال له إبراهيم إنني مباحث وسنذهب إلى القلعة وقال له عبد الله المدني: ومن يريدني في القلعة، فقال له: أنت مطلوب ضروري. وطلب عبد الله المدني: أن يرتدي غترته وجهت المسدس إلى عبد الله المدني وجلس في المقعد الخلفي للسيارة وجلست بجواره ثم ساق إبراهيم السيارة إلى شارع السهلة ثم عاد إلى بر السهلة وقال لعبد الله المدني أنت خائن وتنتقد مسرحيات نادي الديه وقام علي فلاح ومزق ثوب عبد الله وكان يضع المسدس على رقبته وقال له علي فلاح وإبراهيم مرهون من أين حصلت على صور المعتقلين التي نشرتها. فقال له: من المحكمة، فقال أنت كاذب وربط علي فلاح عبد الله وطلب منه أن ينزل من السيارة وكان موثوقا فزحف حتى سقط، ثم أخلعه الهاف سوف نبقيك لدينا حتى يفرج عن المعتقلين وحاول علي فلاح إدخال رصاصة في مسدسه لكن المسدس خذله، وقال لي: احضر السكين من السيارة، فأحضرته كفا. فقال لي: لو عدت لهذه الأقوال مرة أخرى سوف أقتلك. وقال لي اقتل عبد الله بالسكين. فقلت إن قلبي لا يطاوعني. فقال سوف أقتلك. وضربت عبد الله بالسكين وعاد وقال اضربه وطعنته طعنات كثيرة وأنا مغمض العينين. فقال لي علي فلاح أوصلني البيت، فأوصلته، وقال لي إبراهيم خذ المسدس والسكين، ولا تبلغ أحدا. وأوصلني إلى أبوصيبع وجلست يومين لا أنام. ويوم الأحد ألقت الشرطة العسكرية علي. وسلموني إلى شرطة التحقيقات..
وقد عرضت عليه الأسلحة المضبوطة وقال إن السكين والسدسين استعملوا في ارتكاب الجريمة وإن السونكي قد حصل علي بعد سقوطه من جندي سعودي.
محامي المتهم الأول: نسخة من الاعتراف.
الرئيس: نعطيك.
المدعي العام: اعترافات المتهم الثاني إبراهيم عبد الله عبد الحسين مرهون. أفهمت المحكمة المتهم بالتهمة المسندة إليه، فقال المتهم إنني متفهم تهمة وسوف أعترف عن رضى. وقال:
في يوم الخميس 18-11 كنت قد اتفقت مع ابن خالتي أن نسهر ليلة الجمعة في مزرعة وخرجت معه من القرية ومعه أحمد عيسى وعيسى إدريس وذهبنا إلى شركة لبيع الخمور في سيارة علي عبد العزيز. ثم ذهب كل واحد إلى بيته، وفي السابعة والنصف جاء علي عبد العزيز وكان معه عيسى إدريس و وجدنا علي منصور وأحمد عيسى وشخص اسمه جاسم وسعيد إبراهيم الشيخ وعلي فلاح وأخذت علي فلاح إلى سيارة عبد العزيز وأنا وعلي فلاح من المتعاطفين مع الجبهة الشعبية وجلست معه ننتقد جبهة التحرير وقلنا: نعتقل علي سيار أو محمود المردي أو عبد الله المدني، واستبعدنا محمود المردي لكونه بيته على الشارع، ولديه كلاب حراسة، وأما بيت علي سيار فلا نعرفه، وأما عبد الله المدني ففي جدحفص وسهل الوصول إليه. وطلبت من علي عبد العزيز سيارته بحجة التوجه لإحضار الخمور لكنه رفض، وفكرت في اغتيال هؤلاء الصحفيين وكان ذلك منذ 6 شهور وازددت حماسة له وبعد ذلك نذهب لمحمد طاهر ونأخذه معنا إلى بيت عبد الله المدني على أساس أننا من رجال المباحث ثم نستدرجه ثم نقتله ، وطلبنا من علي عبد العزيز أن يسلم السيارة لعيسى إدريس وذهبنا إلى محمد طاهر ونزل علي فلاح وطرق الباب، فلم يجب، وذهبت إلى نادي قرية أبوصيبع ورأيت محمد طاهر، وأخذنا عيسى إدريس وقال إن السيارة أمانة وأنتم سكارى.
وفي الطريق قلت لمحمد طاهر أننا سوف نغتال عبد الله المدني، فوافق على ذلك وشجعنا، وذهبنا إلى البيت في جدحفص، وكان بيت عبد الله بعيدا وتذكرت أننا نعرف شخصا اسمه عبد العزيز الخياط، فتوجهنا إليه، فأرانا بيت عبد الله المدني، وتسلقت الجدار و وصلت إلى الحوش، وعدت وخرجت إلى الخارج وطرقت الباب، ثم النافذة وخرج عبد الله المدني وقال: ماذا تريدون. فقلت له أننا من رجال المباحث لدينا أمر باعتقالك فقال حاضر بس أبلغ اللي في البيت وألبس الغترة ، لكننا أخذناه ومشت السيارة وتوجهنا جنوبا وقلت له لماذا يريدك الشيخ خليفة في هذا الوقت بالذات. وسأله علي فلاح هل لك صلة بالشيخ خليفة. فقال صديقي. وأشهرنا المسدسات، وقلت له سوف نختطفك حتى تفرج الحكومة عن المسجونين السياسيين وسقنا السيارة وبسرعة ، وكان محمد طاهر يخفف من روعه، و وصلنا إلى البر، وقال لي عبد الله إنني مستعد للإجابة، على جميع أسئلتكم، وسألته: ما موقفك من قانون أمن الدولة؟ فقال إني موقفي صريح، من أين أتيت بصور المعتقلين التي نشرت في المجلة؟ فقال: حصلت عليها من المحكمة، فقال له علي فلاح : أنت كاذب. لقد حصلت عليها من المخابرات. وسألناه عن مقال سبق أن كتبه باسمه عن ثوار ظفار. وسأله محمد طاهر عن الجمعية الإسلامية، فقال: إنه ليس عضوا فيها. فقال له محمد طاهر: يجب أن تخبرنا بأهداف الجمعية.
وسأله علي فلاح عن صلته بجهاز المخابرات. فقال له: إنه ليس له صلة به. وسأله محمد طاهر عن خططه بالنسبة للأندية وخاصة نادي أبوصيبع والديه، وكان في كل فترة يسترحمنا ويطلب العفو، وكنت أقول له، سنعفو عنك..
وفي الواحدة وخمس دقائق طلبت من علي النزول من السيارة ونزلوا وابتعدت عن المكان قليلا ، ثم جاؤا لي وقالوا لي لنعد. خلاص قتلناه وركبنا السيارة وانطلقنا وطلبنا الذهاب إلى بيوتنا واتفقنا أن نجتمع عند علي في اليوم الثاني في الساعة الثامنة صباحا، وأخذ محمد طاهر معه المسدسين والسكين وتوجهنا لتسليم السيارة وسألنا صاحبها أين ذهبتم. فقلت: إلى فندق الشرق الأوسط، حيث شربنا.
وقد عرضت السكين والمسدسان على المتهم فتعرف عليهم وقال إنهما تخص محمد طاهر، وقال إنه أرسل في العام الماضي رسالة إلى أحد أفراد الشرطة لتهديده وعنون الرسالة باسم الجبهة الشعبية في البحرين.
وفي يوم الجمعة بعد الحادث ذهبت إلى بيت عبد العزيز ولا أذكر أنني قلت أننا قتلنا عبد الله المدني وإنني كنت قد شربت باقي زجاجة الخمر بعد اغتيال عبد الله المدني.
وعرض عليه ثوب ملطخ بالدماء فقال إنه ثوب عبد الله المدني، وعرض عليه هاف، فقال إنه شاهده، وعرضت عليه فانيلة، فقال إنه شاهدها على عبد الله المدني، وأن علي فلاح قد قيده بها، وإن السبب لارتكابنا هذا الجرم، أن عبد الله المدني يهاجم الشيوعيين والقوى التقدمية وقلت له، أن محمود المردي وعلي سيار سيلقيان نفس موقفك.
وسألناه عن تشغيل سعيد العويناتي بمجلة المواقف، فقال: إن كنتم تريدون أن أفصله سأفصله.
المصدر: مجلة المواقف – العدد 159– الاثنين 22 ذو الحجة 1396 – 13 ديسمبر 1976