المتهمون يعترفون
المهتمون يعترفون: بدأنا بضرب المدني لإرهابه وإيذائه في مشاعره وبعد ذلك ابلغناه بقرار قلته!
المهتمون جرّدوا المدني من ثيابه ليوثقوه به بعد أن قاومهم بعنف… ونزعوا سرواله “الهاف” ووضعوه فوق رأسه ليغطوا به عينيه حتى لا يتفادى الطعنات.
استمر محمد طاهر في طعن المدني بالسونكي حتى سقط قتيلا
كشف المتهمون الثلاثة في قضية مقتل المرحوم الاستاذ عبدالله المدني رئيس تحرير مجلة المواقف عن تفاصيل جديدة لكيفية ارتكابهم للحادث أمام الشيخ عبدالرحمن بن جابر الخليفة قاضي التحقيق الذي سجلت أمامه اعترافات المتهمين، سجل على حسن فلاح اعترافاته أمام قاضي التحقيق يوم السبت الماضي وسجل محمد طاهر اعترافاته يوم الأثنين وسجل ابراهيم عبدالله عبدالحسين مرهون اعترافاته يوم الخميس.
ظهر من اعترافات المتهمين أمام قاضي التحقيق أن إبراهيم عبدالله عبدالحسين مرهون رئيس نادي أبوصيبع والسائق السابق بمستشفى السلمانية واحد المتهمين في القضية قد تسلق جدار المنزل المرحوم الاستاذ عبدالله المدني وقام بجولة داخل فناء المنزل وتعرف على المكان الذي ينام فيه المجني عليه وبعد أن تأكد من وجوده عاد إلى زملائه عن طريق الباب، وبدأ في الطرق على نافذه غرفة النوم الذي تعرف عليها وتأكد من وجود المجني عليه بداخلها..
واعترف المتهمون أنهم جردوا المجني عليه من ثيابه ليوثقوه بعد أن قاومهم مقاومة عنيفة كما قاموا بنزع سرواله”الهاف” ووضعوه على رأسه ليغطوا به عينيه حتى لا يتفادى الطعنات التي توجه إلى جبينه الطاهر..
وقد حاول كل متهم من المتهمين الثلاثة أن يلقى التهمة على الآخرين وأن يؤكد أنه قام بتنفيذ الجريمة تحت تهديد زميليه له بالقتل أن تخاذل عن تنفيذ الجريمة.
الاتفاق المسبق
وعلمت “المواقف” إن المتهم محمد طاهر محمد وهو من قرية أبوصيبع كان يعمل جندياً سابقاً في قوة الدفاع قد قال في اعترافاته انه كان جالساً في نادي قرية ابوصيبع وجاءه ابراهيم عبدالله عبدالحسين مرهون رئيس نادي ابوصيبع وأبلغه أنه يريد التحدث معه في الموضوع خاص وعندما خرجا من النادي قاله هات الأسلحة اللي موجوده عندك وأنهم توجهوا لتوصيل الشخص الذي كان يقود السيارة الداتسون الحمراء المستعملة في الحادث وقال له إبراهيم وعلي حسن فلاح اننا قررنا قتل عبدالله المدني فاتفق معهم على ذلك وقرروا التنفيذ بعد ان اتفقوا على طريقة اختطافه وقتله..
وقال المتهم محمد طاهر انهم توجهوا إلى المنطقة التي يقيم بها المرحوم الاستاذ عبدالله المدني وطرقوا الباب على المدرس جار القتيل ثم على شخص آخر أوصلهم إلى نفس المكان وعاد إلى منزله، وقبل أن يأتي الشخص الذي أوصلهم إلى نفس المكان وعاد منزله، وقبل أن يأتي الشخض التي أوصلهم إلى البيت تمكن إبراهيم عبدالله مرهون من تسلق السور الخارجي لمنزل المرحوم الاستاذ عبدالله المدني ولما لم يحس به أحد من المقيمين بالمنزل قام بالتجول في حوش المنزل وتأكد من وجود المجنى عليه بالمنزل عاد إلى زملائه خارج المنزل عن طريق الباب ثم توجهوا ليطرقوا النافدة ولما خرج لهم طلبوا منه اصطحابه إلى أحدى الجهات الرسمية كما ادعوا فطلب منهم امهاله حتى يرتدي ملابسه قالوا له لا داعي لأنك لن تغيب أكثر من نصف ساعة وانه ركب السيارة تحت تهديد المسدسين وكانا بدون ذخيرة وأنهم أخذوه بعد ذلك إلى منطقة احراش بر سار في براحة داخل المنطقة بدأ محمد طاهر استجوابه فناقشوه في بعض المواضيع منها تهجمه في كتاباته على الشيوعيين كما سألوه عن المصدر الذي حصلت منه المواقف على صور المتهمين الشيوعية وعما إذا كانت أجهزة الأمن هي التي تزود الصحف بهذه الصور أم انهم هم الذين حصلوا عليها، وبعد نقاش استمر ساعتين ابلغوه انه تقرر قتله.
طعنات السونكي
وقال المتهم محمد طاهر لقد انهلت على المجني عليه بالطعنات بالسونكي بعد أن هددني ابراهيم عبدالله مرهون بقتلي إن لم أنفذ ذلك وكنت في كل مرة أغرز فيها السونكي في صدره أغمض عيني واستمرت الطعنات حتى سقط على الأرض وقال إبراهيم مرهون وعلي حسن فلاح يكفي هذا وانصرفنا.
وقر المتهم علي حسن فلاح وهو من قرية الديه وفريج مدرسة جدحفص الصناعية ويعمل بدائرة الكهرباء انه اجتمع بزميليه في تلك الليلة في الحجرة الصغيرة بالمزرعة التي تقع بين قرية المقشع وقرية كرزكان وإن إبراهيم قد ابلغهم أن عليهم ان يقتلوا عبدالله المدني فوافقوا.
البدء بالضرب
وقرر المتهم على فلاح انه وزميلاه بدأوا في الاعتداء على المرحوم الاستاذ عبدالله المدني بالضرب لإرهابه وإيذائه في مشاعره ثم بعد ذلك ابلغوه بقرار قتله فأخذ يسترحمهم بأن له سبعة أولاد ليس لهم أحد غيره للإنفاق عليهم وطلب إبراهيم مرهون الاكتفاء بمنا ناله المرحوم الاستاذ المدني من طعنات وتركه فقال الآخران: ما دمنا صرنا متورطين فلابد من أن نقضي عليه لأننا لو تركناه سيتوجه لإبلاغ المباحث ويقبضوا علينا.
وقرر المتهم إبراهيم عبدالله عبدالحسين مرهون رئيس نادي ابوصيبع وأن هناك شخص من قرية جدحفص وهو تحت التحفظ الآن قد توجه لإرشادهم إلى بيت عبدالله المدني وقال أن الذي قام بتنفيذ عملية القتل هو محمد طاهر بطعن المجني عليه بالسونكي وإنه قبل أن يطعنه قال نسيبه ونمشي فرد محمد طاهر ما دمنا صرنا متورطين وهو عرفنا فلو تركناه فإنه سوف يتعرف علينا..
وقال إبراهيم مرهون إننا بعد أن أخذناه إلى منطقة احراش بر سار قلت نسيبه لكن محمد طاهر وعلي فلاح هدداني بالقتل إذا أنا تكلمت أو عدت على مسامعهم هذا الكلام مرة أخرى.
وعلمت “المواقف” إن أثنين من المتهمين قد قررا انهما يتعاطفان مع الجبهة الشعبية.. كما علمت “المواقف” أن الغرفة التي كان يجتمع بها بعض من تم التحفظ عليهم وينتمون إلى احدى الهيئات غير المسموح بمزاولة نشاطها كانت تضم ثمانية أشخاص..
وهذه الغرفة تقع داخل مزرعة احدى المواطنين بين قريتي المقشع وكرانه وتبعد عن طريق البديع 1.5ميل وعي غرفة سطحها4.5ياردة في 3.5ياردة ومبنية من الطابوق وارتفاع الغرفة 4ياردات ومسقفة بأعمدة من الخشب والواح الاسبستوس ولها 3 نوافذ وباب والأرضية رملية واعد المجتمعون وسط الحجرة منضدة ليلتفوا حولها…
وقال المدرس الذي أرشد المتهمين إلى منزل المجني عليه: كنت جالساً مع أسرتي في ليلة الجمعة 18نوفمبروفي حوالي الساعة الحادية عشر مساءً طرق شخص باب بيتي فخرجت لمعرفة شخص الطارق فوجدت شخصاً أعرفه جيداً ولكنني لا أعرف أسمه وهو متوسط القامة اسمر اللون يرتدي قميصاً أحمر وبنطلون كاكي اللن وسألني عن منزل المرحوم الأستاذ عبدالله المدني فأشرت بيدي إلى موقع البيت وعدت إلى أسرتي لمتابعة برامج التلفزيون ولا أعرف ماذا حدث.
عرفت السيارة
وفي التاسعة من صباح يوم الجمعة فوجئت بأن المرحوم الاستاذ عبدالله المدني قد اختطف من قبل أنا لا تعرف هويتهم وعلى الفور توجهت بصحبة السيد مصطفى القصاب وحميد إبراهيم الشيخ إلى مركز شرطة الخميس وأبلغتهم بإفادتي عن اوصاف الشخص والسيارة التي كانت تقف أمام بيتي وبداخلها عدد من الأشخاص وهي سيارة داتسون حمراء.
وقال المدرس الشاهد انني كنت متذكراً لشخصية هذا الشخص لأنه جاء منذ فترة ليسجل نفسه في وحدة محو الأمية في مركز أبو صيبع وعندما سألته أسمك أيه قال اسمي محمد طاهر قلت له محمد طه قال طاهر بخس ما يخالف كله واحد. وذلك فإن شكله كان منطبعاً في عيني لكنني لم أكن أعرف اسمه.
دراسة الدوسيه
وعلمت المواقف انه تم احالة دوسيه القضية إلى الإدعاء العام صباح يوم الخميس وان المستشار القانوني لوزارة الداخلية يعكف حالياً وهو المدعى العام في دراسة دوسيه القضية، وقد عقد صباح أول أمس السبت اجتماع حضره المستشار القانوني للوزارة والمدعى العام وخبير الطب الشرعي، ويتم حالياً دارسة القضية وإعطاء الوصف القانوني لها تمهيداً لإحالتها إلى المحكمة المختصة إلى محكمة الجنايات الكبرى فإنه يطلب تطبيق المواد333و357و 359 من قانون العقوبات الصادر في 20مارس 1976 وتنص المادة 333: من قتل نفساً عمداً يعاقب بالسجن المؤبد أو المؤقت مع الترصد أو مسبوقاً بإصرار أو مقترناً أو مرتبطاً بجريمة أخرى.
وتنص المادة357: يعاقب بالحبس من قبض على شخص أو حجزه أو حرمه من حريته بأية وسيلة بغير وجه قانون وتكون العقوبة السحن في الأحوال الآتية:
· إذا حصل الفعل بانتحال صفة عامة او إدعاء القيام أو التكليف بخدمة عامة أو الاتصاف بصفة كاذبة.
· إذا صحب الفعل استعمال القوة أو التهديد بالقتل أو بالأذى الجسيم أو أعمال تعذيب بدنية أو نفسية.
· إذا وقع الفعل من شخصين فأكثر أو من شخص واحد يحمل سلاحاً.
· إذا زادت مدة القبض أو الحجز أو الحرمان من الحرية على شهر.
· إذا كان الغرض من الفعل الكسب أو الانتقام أو اغتصاب المجني عليه أو الاعتداء على عرضه.
· إذا وقع الفعل على موظف عام أثناء أو بسبب أو بمناسبة وظيفته.
وتنص المادة 358يعاقب بالسجن مدة لاتزيد على عشر سنوات من خطف شخصاً بنفسه أو بواسطة غيره وتكون عقوبة السجن إذا كان المجني عليه أنثى وإذا وقع الخطف بالحيلة أو توافرت فيه احدى الحالات بالحيلة أو توافرت فيه احدى الحالات المبينة في المادة السابقة عد ذلك ظرفاً مشدداً.
وتنص المادة 359إذا افضت الجريمة المنصوص عليها في المادتين السابقين إلى موت المجنى عليه كانت العقوبة الاعدام أو السجن المؤبد.
المحكمة الخاصة
وإذا ثبت أن للجريمة أبعاداً سياسية فإن للمدعى العام أن يطلب إحالة القضية إلى المحكمة الخاصة ويطالب بتطبيق المادة 185..
وقد صدر المرسوم بتشكيل المحكمة المنصوص عليها في المادة 185 في 2يونيو سنة 1976وتكون في الاحكام الصادرة من المحكمة نهائية وغير قابلة للطعن فيها بأي طريقة من طرق الطعن..
وبالنسبة للمتهم محمد طاهر الذي يعمل بقوة الدفاع فإنه يجوز محاكمته أمام المحاكم المدنية بعد الحصول على موافقة سمو وزير الدفاع خاصة وإن كلا من المتهمين متربط بالآخر في ارتكاب الجريمة، وإن كان قد قيل إن المتهم قد قصل من عمله بسبب كثرة تغيبه وذلك قبل ارتكاب الجريمة.
وعملت المواقف أنه حتى الآن لم يتم الانتهاء من التكييف القانوني للقضية كما أن الطبيب الشرعي لم ينته بعد من إعداد تقريره التفصيلي حول الحادث وقد قام الطبيب الشرعي بفحص المتهمين قبل توجههم للإدلاء باعترافاتهم أمام قاضي التحقيق من حيث مدى سلامة كل منهم ومدى إداراكه وتمييزه ومدى صحة قواه العقلية كما إنه ينتظر الآن نتيجة فحوص بعض التحاليل ونتيجة خبير البصمات وقد سلم السونكي الذي ارتكب به المتهمون الحادث للطبيب الشرعي لفحصه.
اعترف احد الذين تم التحفظ عليهم وهو عضو بالتنظيم الشيوعي بأنه كان قد سافر مع بعض أعضاء القيادة إلى احدى العواصم العربية قبل مصرع المرحوم الاستاذ عبدالله المدني وانهم عادوا منها قبل الحادث بأيام قليلة وعلل سفره بأنه كان بقصد الاتصال برجال احدى الدول العربية المعروفة بمحاولة تكوين اتحاد عام للقوى “الثورية” وانهم حصلوا على وعد بمساعدة قدرها عشرة آلاف دينار إذا اصبحت الجبهة عضواً في الاتحاد.
وقال أن احد أعضاء اللجنة المركزية للجبهة والموجود حالياً خارج البلاد سبقوم بزيارة تلك الدول لإكمال المفاوضات.
أشخاص تحت التحفظ
عملت المواقف انه تم التحفظ على عدد آخر من الشباب لسؤالهم في قضية مقتل المرحوم عبدالله المدني ومنهم علي عبدالعزيز أحمد من قرية المقشاع وهو صاحب السيارة الداتسون التي ارتكب بها الحادث.
وعبد العزيز أحمد الخياط من قرية جدحفص وهو الذي ارشد المتهمين إلى منزل المجني عليه ولم يبلغ الشرطة بذلك وقد قام بتعزية أسرة الفقيد كما اشترك في تشييع الجنازة وشوهد وهو يبكي بجوار قبر المدني كذلك عيسى ادريس عبد الله من قرية المقشاع.
المرحوم عدل وضعه تجاه القبلة
عندما أحس المرحوم الاستاذ عبد الله المدني انه في اللحظات الأخيرة من حياته زحف على الأرض وعدل وضعه بحيث يكون رأسه تجاه القبلة.
المصدر: مجلة المواقف – العدد 157 – 29نوفمبر1976م