وفاء بالعهد
ليس غريبا أن يمت في زماننا من يناصر الحق ومن ينطق بالشهادتين ..
ولكن الغريب في وقتنا الحاضر أن نرى شرذمة يعيثون الفساد في أرضنا فندعهم وشأنهم يأكلون خيرات هذا البلد ويدنسون أرضه ويقتلون رجاله ويروعون شعبه بجرائمهم.
أنهم عادة دعاة جرائم جديدة لم يحدث عنها تاريخ البشرية أو حياة الغاب بل وتستنكرها القيادات البربرية وتشجبها بجميع معانيها وأساليبها التعسفية, والمستهترون بالقيم لا يقبلونها إلا بأساليب العجز, لضعف أنفسهم وانحطاط شخصياتهم, ومنحطو الشخصية لا يهنأ لهم العيش إلا بخلو الجو ممن يعلوهم شخصية وقيما ودينا وحقيقة ليتمكنوا من نفث سمومهم في الأبرياء الوادعين.
أن إراقة الدماء ليست أسلوبا للإطاحة بالأفكار النيرة وإنما هي وقود يوهج الطريق للعابرين, وجرس ينبه الغافلين عن المجرمين المتسترين وراء اخباءة الخسة والنتونة.
رحمك الله يا عبد الله نصرت الحق حيا ونصرك الحق ميتا انتحرت بقتلك شرذمة الباطل وتحطمت آمالهم بشهادتك, قضيت شهيد وطنك وشهيد عقيدتك ودينك .. فهنيئا لك هذه الشهادة وهنيئا لك الجنة مع الأبرار والويل ثم الويل للمجرمين العتاة أعداء الله .. أعداء الوطن – أعداء الحق .. فقتلك جريمة اهتز لها الشعب بجميع فئاته وكأنه كله مقتول, فقوله تعالى من قتل نفسا متعمدا فكأنما قتل الناس جميعا .. وقال تعالى ” ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب” فلن ننسى تلك النفس الطيبة والروح الوادعة والشخصية الفذة والجانب اللين واللسان الرقيق والخصال الحميدة ولكن جولة الباطل ساعة وجولة الحق قيام الساعة ..
أبو ياسر– المصدر: العدد 160 – الاثنين 29 ذو الحجة 1396 – 20ديسمبر 1976