مواقفك يا عبد الله هي التي ستبقى
ماذا؟ أكتب عن مصابك واللوعة تمزق أحشاء كبدي! ماذا؟ أكتب عن وفاتك والألم يعتصر لب فؤادي! ماذا؟ أكتب عن فقدك والحسرة قد أحرقت كل خيوط قلبي.
بكيتك طويلا ولازلت أبكيك وهل؟ أنت رخيص حتى لا نبكيك، ونضج في بكائنا ألما ولوعة، فقد بكتك والله كل بلادك جميع أطراف جزيرة أوال اهتزت وتأثرت لفقدك. حتى الأطفال شهدتهم يبكون عليك حسرة على شبابك. لقد أحرق قلوب كل أبناء الشعب، موتك أذهل عقول المواطنين غياب شخصك. لست أنا وحدي الذي يبكيك ويرثيك. لقد بكاك الجميع مواطنين ومسئولين.
لقد أحز شعب جزيرة أوال موتك أيها الفقيد القتيل، وبكاك بدموع ساخنة كل من أدرك بعد أهدافك وحنكة رأيك، وعمق سياستك ..ثم ماذا؟
لم تهدأ نفوس المواطنين حتى عثر رجال الأمن على قاتليك ألأنك عزيز على قلوب عموم المواطنين، أم لأنك مثال الرجل الشريف المؤمن المناضل؟ أجل إنك أنت هو يا عبد الله رجل الصدق والإيمان والإخلاص لله والدين والوطن الأحزان مع الدموع والتأثر والحسرات، هيهات أن تعيدك إلى الحياة الدنيا. وكنك إن ذهبت فإن أمجادك ستبقى حية أبدا.
مواقفك يا أبا علي هي التي ستبقى في الوجود، من دمك الذكي، ومن زهرة شبابك، وصلابة عقيدتك، وصمودك، تخطو إلى الأمام مواقفك الغراء، وكأنك تغذيها بذاتك من عالم الخلود، وتحث القائمين على إخراجها أن يبذلوا كل ما في وسعهم، لتبقى أبدا ترفع أسمك واسم وطنك الحبيب.
السيد مصطفى السيد جواد – المصدر: العدد 163-الاثنين 20 محرم 1397 – 10 يناير 1977