تأبين شهيد


 


 


أغراك من دنياك برق خلب


والبرق يغري المرء إذ يلتهب


ويصك سمعك كل قول باطل


ولرب قول باطل يستعذب


وتهز عطفك نغمة من عانق


عن مقول هو في الحقيقة أشطب


وتخال أن البوم أصبح مطربا


كالعندليب له تميل فتطرب


وتعب من عسل الوعود من الأولى


كانوا “للينين” شياها تحلب


بل قل كلابا غير ذيولها


مقطوعة لكن لذلك تنسب


بل هم ذيول للكلاب طويلة


لكنما دعوى التقدم يغلب


***


يا موقظ الأحلام إن سباتها


قد طال لولا خطبك الموعصوصب


يا موقظ العزمات إن جراحنا


نكئت وأمسيت فاغرات تعرب


فلقد أشرت لنا وصوتك لم يزل


يعطي من الهمسات ما يستوجب


وكشفت عورات تستر أهلها


حتى استبان المضمر المتحجب


وإذا الرزايا في البلاد كثيرة


يحتار فيها عاقل ومجرب


وإذا بنا طورا نباع ونشتري


ماذا نحدث أو نقول فنسهب


وإذا البلاد نكاد تذهب لقمة


يجترها قوم وقوم تنهب


هيهات ما هذا بفعل مواطن


ينمى لأمة يعرب أو ينسب


فاسم العروبة رمز كل فضيلة


يحيى به الشرف الرفيع الأطيب


***


أ أبا عماد كفى بذلك نكبة


فالملة الغرى بمثلك تنكب


قسما بقانيك المسيل وأنه


قسم عظيم إذا يسيل ويسكب


وبقلبك المطعون طعنة غادر


يطفو على سطح الاثان ويرسب


وبكل جرح من جراحك فاغر


يورى الزناد لثورة تتوثب


وبمزبر متوثب فكأنه


عضب يلوح به الردى إذ يكتب


أو مارد ينقض من أفق السما


حمما يسيل وجذوة تتلهب


أن يقتلوك وهم أرذال أمة


حادوا عن النهج القويم فكبكبو


فالشمر قتل الحسين وقلبه


بحسام نذل شيب حيدر يخضب


وكذا دنى النفس يأتي منكرا


تنهد منه الراسيات وتقلب


عكس وطرد في الزمان وأهله


وإذ عجبت فذاك شيء أعجب


***


أ أبا عماد وفي الأضالع حسرة


ماذا أقول إذ استحال المطلب


إن يقتلوك فكم قتلت بموقف


هو في “المواقف” ماثل متأهب


أسكت شقيقة تؤمل أن ترى


عزما يحك النجم فيك يخيب


هدمت ما شادوا وشيدت الذي


هدموا بتصميم وعزم يثقب


لا تحسبن الجرح جرحا واحدا


فالكل في جزع يعج ويندب


لا نندب الجسم النحيف ولم نكن


نبكي لأحداث تروح وتذهب


لكننا نبكي لأعجب حادث


إذ كيف تفتك بالأسود الأرنب


***


وذهبت مأسوفا عليك وما الأسى


إلا لمثلك إذ يجاز ويبدب


تبت يد مدت إليك وقد علت


قسمات صدرك إذ تنوش وتضرب


ما أنصفوك وقد أقمت بمرقم


حججا يهد لها الأشم الأخشب


وأقمت بالحق الصراح موائلا


والحق يقهر للانام ويغضب


ونذرت نفسك للعقيدة معلنا


إن  العقيدة حقها لا يسلب


وأزالت من شبهات كل مهوس


ما كان عند أولى الهوى يترسب


صادرت من أفكار كل مغفل


ما كان من بلد الزديلة يجلب


لكنما العقل المريض ومن به


مس من الشيطان حتما يغلب


والعقل إن كثرت به زلاته


لابد من أن يعتريه تسيب


“لا تشتمن الخطب أو تبكي له”


فالخطب لا يخشى البكاء ويرهب


لكنما العزم الأكيد بأننا


هيهات لا نخشى ولا نتهيب


فجراح عبد الله تلك جراحنا


ودماه تلك دماؤنا إذ تشخب


***


هيهات ثأرك لا يضيع وإنما


لليم عند أولى السفين تحسب


فتراه من قبل الهياج سكونه


يفرى ولكن بعده ما يعقب


نحن الأولى عقدوا على وجه العلى


وسما يذل له الكمي الأصعب


وتغنت الدنيا بخالد مجدنا


والمجد عن أهليه كيف يجنب


وبديننا الإسلام حطت خيلنا


بالصين لكن المهند يخطب


بعقيدة الإسلام ليس بغيرها


غزت البلاد فأصبحت تتغلب

... نسألكم الدعاء ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *