الفاتحة
على أثر اغتيال الشهيد عبدالله المدني في مساء يوم 19/11/1976 اقيمت الفاتحة على روحه في جدحفص دامت 5أيام .. كما اقيمت فواتح التعزية في جدحفص بعد انتهائها في المكان الأول.
وفي امسية الخميس ليلة الجمعة 251976/11/دعا الصندوق الحسيني الاجتماعي الى حفل تأبين في مأتم القصاب بالمنامة، وقد شارك في هذا الحفل التأبيني عدد من الخطباء بكلمات وقصائد أعربوا فيها عن سخطهم واستيائهم للجريمة البشعة التي ارتكبها القتلة المجرمون وراح ضحيتها الفقيد الاستاذ عبدالله المدني، ورفعوا تعازيهم ومواساتهم لأسرة الفقيد وفضيلة الشيخ سليمان المدني الذي أقيم الحفل تحل رعايتهن هذا وقد حضر الحفل جمع كبير من مختلف مناطق البحرين للمشاركة والمواساة وكان من بين الحضور بعض الشخصيات البارزة، وفيما يلي مقتطفات من تلك الكلمات والقصائد التي ألقيت.
قال سكرتير الصندوق الحسيني السيد جاسم سهيل: وإكان لنا من موقف تجاه شهيدنا العزيز فهو الالتزام بالمبدأ الحق الذي ضحى من أجله كافة الشهداء الصالحين، ومن أجل هذا فإن الصندوق الحسيني الاجتماعي ايماناً منه بما لهذا الرجل من مكانة عظيمة فإنه يقيم هذا الحفل التأبيني وذلك بمناسبة مرور اسبوع على استشهاده، فإلى جنات النعيم يا عبدالله وإلى الحج الدائم والسعي مع أرواح شهداء العقيدة والتصحية والفداء. وقال الاستاذ علي الشرقي: لقد تصور الجناة الغادرون أنهم باختطافهم شهيدنا المدني وانتزاع روحه من جسده سوف يقضون عليه إلى الأبد ويسدلون عليه ستور النسيان واعتقدوا إن جريمتهم الشنعاء سوف تضع حدا لصوته وجرأته في الحق، لقد خابت ظنونهم، فالمدني لا زال حياً عند ربه، وحياً في قلوب جماهيره، وسيضل صوته يدوي في الأذان، وستبقى مواقفه الجريئة منهجاً ينتهج و مواقفه المجله منبراً للحق، صريحاً وجريئاَ لا تأخذه في الله لومة لائم، (ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتاً بل أحياء عن ربهم يرزقون).
ومما قاله الشيخ جاسم النويدري في مطلع قصيدته:
قم من ضريحك واخله حلة الكفن
فراية الحزن قد رفت على الوطن
راموا شراءك عبد الله فاعتصمت
بالله نفسك يا لله والظفن
لم تنثن عن عهود قد وصفت بها
فبعت نفسك فيها غير مغثين
ومما قاله في كلمة الاستاذ مصطفى القصاب: كلنا يعلم أن فقيدنا العزيز قد عاش حياة مضنية مليئة بالمعاداة والمتاعب حتى انه لم يترك مجالاً لأحد يتستر وراء انحرافه إلا وسلط عليه الضوء وكشفه بثاقب بصره وصفاء إيمانه،، وكان من نتائج مواقفه البطولية المشرفة مع أولئك الناشرين المنحرفين ومع أولئك المارقين أن حقد عليه الجبناء الذين حاكوا في الظلام مؤامرتهم الدنيئة البشعة فاغتالوه وأيتموا أطفاله وعياله، ثم القى فضيلة الشيخ عبدالأمير الجمري كلمة جاء فيها: لقد استشهد المدني ليرسم بكل قطره عن دمه تاريخاً شامخاً عملاقاً، واستشهد ليرسم كل نفس من أنفاسه وبكل دفعة من نضاله الديني والوطني وجوداً حياً من التألق والأشراقن وليرسم بمبادئه الحية النابضة التي مات من أجلها دنيا زاخرة بالعطاء والذكر الخالد؟ن واختتم الحفل بتلاوة آية من القرآن الكريم وفي تمام الساعة التاسعة مساءً انتهى حفل التأبين.
المصدر: مجلة المواقف – العدد157 – 29 نوفمبر1976م