علاقة أوثق من الاتفاقيات
بقلم: عبد الله المدني
في إحدى لقاءاته المفتوحة في باريس قال للسفير الفرنسي لدى دولة البحرين: كان من المقرر أن أمكث مدة طويلة في جنيف بعد انتهاء زيارتي الرسمية لباريس، ولكنني الآن قررت أن أقلص المدة في جنيف حيث إنني أتوقع قدوم زائر مهم.
والتقطنا نحن الصحفيين المتواجدين هذه العبارة وأخذنا نفكر ونستعرض، من هو هذا الزائرالمهم الذي سوف يقطع سمو الأمير زيارته الخاصة من أجل اللقاء معه.
والتقت جميع التقديرات على أن هذا الزائر المهم ليس إلا العاهل السعودي الكبير.
وعلى الفور قامت “المواقف” بالاتصال بمصادرها الخاصة ونشرت موعد قدوم العاهل السعودي الكبير وأجرت مقابلة مع السفير السعودي في البحرين قبل أن تعلن عنه الدوائر الرسمية وفي هذا وغيره فقد سبقت المواقف الصحافة المحلية والخليجية بإعلان زيارة العاهل السعودي وبل وتحديد موعد الزيارة وعن المواقف نقلته وكالات الأنباء العربية والعالمية خبر الزيارة الكريمة.
والأيام العشرة التي سيزور فيها جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز لدولة الكويت فالبحرين فقطر فاتحاد الامارات العربية فسلطنة عمان تعتبرها الدوائر السياسية العربية والعالمية حدثاً تاريخياً كبيراً وأنها من أهم الزيارات التي تشهدها المنطقة ولها من التأثير والإيجابيات ما ستحقق مزيداً من التنسيق والتعاون بين الشقيقة الكبرى وهذه الدول وسيتيح للمنطقة تحقيق طموحاتها الكبيرة في التقدم والإزدهار الاقتصادي والاستقرار السياسي وأمن المنطقة.
والمسئولون في البحرين يعلقون أهمية خاصة على هذه الزيارة التاريخية ويعتبرون البحرين والسعودية كدولة واحدة وشعب واحد تجمعهم أماني مشتركة ومصير مشترك، وإن العلاقة بين البحرين والسعودية هي فوق الشكليات والبروتوكولات والاتفاقيات والزيارات انها علاقة البلد الواحد والجسم الواحد، وإن المسئولين في البحرين يعملون على تنسيق مواقفهم مع الشقيقة الكبرى وخاصة في المجالات الداخلية والخارجية وأنهم يرون أن السياسة التي تنتهجها السعودية هي سياسة حكيمة ومستقرة.
ويصرح سمو رئيس الوزراء الشيخ خليفة: إن العلاقات الوثيقة التي تربط بين الشعبين الشقيقين والتي تعززها الروايط القوية بينهما وهي روابط الدين الإسلامي الحنيف والعروبة والجوار والمصالح المتبادلة التي تمت وتوثقت عبر التاريخ وأصبحت أقوى مما هي عليه في أي وقت، وإن العلاقات بين البحرين والسعودية هي في الواقع أبعد بكثير من تبادل الزيارات وتوقيع الاتفاقيات، وإنما هي علاقة أخوة وأهل ومصير مشترك.
الاستعدادات في البحرين لقدوم العاهل الكبير لم يسبق لها مثيل في استقبال رؤساء الدول على جميع المستويات، فمن جنيف اتصالات مستمرة بين سمو الأمير ورئيس الوزراء وولي العهد لترتيب الزيارة والاستعداد لها، وتشهد دار الحكومة اجتماعات متواصلة لعدة لجان مشكلة من وزارات الداخلية والإعلام والدفاع والأشغال والتربية والبلدية المركزية من أجل تنسيق برنامج الزيارة التاريخية، وأمتلأت شوارع البحرين الرئيسية بأعلام الدولتين الشقيقتين السعودية والبحرين، وأقواس الترحيب والاحتفاء بالضيف الكبر تشاهد من مطار البحرين الدولي بمدينة المحرق متصلة بالمنامة العاصمة وحتى بين بساتين النخيل والأرياف وعلى امتداد شارع الشيخ عيسى الكبير الذي يربط بين المنامة والعوالي.
أما كيف ستكون صورة اللقاء التاريخي على الصعيدين الرسمي والشعبي، أما كيف تستقبل البحرين حكومة وشعباً العاهل الكبير، ذلك ما سيسجله المشهد التاريخي لهذا اللقاء يوم غذ الثلاثاء بكل ما يحمل من مشاعر ووحدان وأخوة.
المصدر: مجلة المواقف – العدد 122 – 22مارس1976م