تساؤلات .. بلا غضب .. للزملاء !
بقلم : عبد الله المدني
التنافس بين أصحاب المهنة الواحدة ظاهرة انسانية مفيدة تدفع بالانتاج نحو الأفضل والأكمل, وكن عندما ينحرف الافراد أو المؤسسات من التنافس الشريف الى الحسد الذميم فهنا تحدث الانتكاسة. فبدلا من ان يعملوا على تقديم الافضل, يعملون على تشويه الطرف المنافس.
ومجلة المواقف التي هي آخذة في تسنم مكانة مرموقة في عالم الصحافة يوما بعد يوم، و تعمل بجد و إخلاص لتقديم نتاج أفضل لقرائها تواجه من زملاء االمهنة بالقذف و التشويه الخارج عن اللياقة و أصول النقد أو طرح وجهات النظر المخالفة.
و الغريب من أـمر هؤلاء الوملاء أنهم لم يخجلوا أن يناقضوا أنفسهم أمام الملأ. فالصحفي الشيخ ضياء الدين بيبرس عندما جاء إلى البحرين و لم يكن له صلة بمجلة المواقف كان وقتها ضيفا عزيزا، و كل الزملاء في صدى الأسبوع و الأضواء أكلوا و شربوا معه على شرفه. و لكن عندما اتصل بالمواقف تبدل موقف الزملاء في صدى الأسبوع و الأضواء منه رأسا على عقب و صار عندهم كذاب و دجال و صحفي فاشل، و رغم قولهم هذا عنه و قولهم أنه “لا يستطيع أن يكتب إلا إذا كانت هناك رزمة بنكنوت أمامه” و مع ذلك فهم ينشورن نتاجه في صدى الأسبوع و طلبوا منه أن يكتب في الأضواء فاعتذر.
و ها نحن نعتب على الصحفي الضيف لأنه لم يتق الشتم و التشهير. فلو انه حصر علاقته بصدى الأسبوع و الأضواء لما ناله من المواقف أي سوء لأن المواقف لم تطلق لنفسها العنان في شتم و احتقار الآخرين و الخوض في شرف مهنة الصحافة كما سمح الزملاء في صدى الأسبوع و الأضواء لأنفسهم بذلك.
ولعله عندما وصفت المواقف الصحفي بيبرس – صاحب القلم في المصور وروز اليوسف القاهرية والاسبوع العربي البيروتية والقبس الكتويتية ولمواقف وصدى الأسبوع بالبحرين – بأنه نجم الصحافة العربية لعام 74 – 75 فإنها قد اثبتت انه نجم الصحافة في البحرين على الاقل حيث اصبح بيبرس موضع اهتمام صحافة البحرين ككل.
ونحن هنا لا شأن لنا بالدفاع عن بيبرس هل جاء الى البحرين ليعمل أم لا؟ وهل جاء على ضيافة وزارة الاعلام ام استضافته بعد مجيئه؟ هذه المواضيع التي جعل منها صاحب صدى الاسبوع وكأنها مسالة على غاية كبيرة من الاهمية في حين انها امو شخصية جدا وتهم القارئ بقليل او كثير.
ولكن لنا ان نتساءل مالذي أثار حفيظة القوم في صدى الاسبوع والاضواء حتى اخرجهم الغضب عن لغة الصحافة الى لغة السوقة والمتشردين والمشعوذين. فالزميل علي سيار يفرغ من ألفاظه على المواقف وعلى الصحفي الضيف فينسب اليهما الكذب والسذاجةو العباطة, ويستغرق الزميل علي سيار في ألفاظه السوقية ويقول “ونتحدى أيا منهم أن يبت عكس ذلك .. ولن يقدروا .. ويكفي هذا لكي تخر ورقة التوت التي تحاول أن تستر بها مجلة المواقف عورها المكشوفة.. ؟”.
ويجازيه الزميل محمد قاسم الشيراوي في الاضواء في سجع مكلف ثقيل يخاطب به عفريتا من الجان أطلق عليه اسم (نتشان ابن بكبشان آل نفقشان), لنا أن نتسائل هل مرد هذه الحملة هو اثاة التعتيم والضباب حول مجلة المواقت التي شقت طريقها في عالم الصحافة في فتة وجيزة ما لم يكن يتوقعه الزملاء أن يكون وآثروا التشوسه والتعتم على المنافسة الشريفة لإنه طرسق أقصر وأسهل .. ؟
أم مرد هذه الحملة هو أن عقليات الزملاء في صدى الاسبوع والاضواء واقعة تحت تأثير حرب الأعصاب للدعاية الصهيونية وتحطم اسطورة الجيش الذي لا يقهر وشعب الله المختار. وآخر هذه الاغلفة التي استطاع النضال العربي العادل أن يعرى الصهيونية منه هو قرار الأمم المتحدة باعتبار الصهيونية دعوة عنصرية. وكيف أن مندوب اسرائيل فقد اعصابه واتزانه فقام بتمزيق نسخة م نالقرار واخذ يتهدد ويتوعد الامم المتحدة في حالة هيستيرية. فهل الزملاء في صدى الاسبوع والاضواء لا تسمح لهم خلفياتهم بأن يصدقوا أن دبلوماسيا اسرائيليا يمكن أن يقع في كمين صحفي عربي فيفضى اليه بأسرار عن دولته وهو واقع تحت تأثير الخمر وتأثير الكمين الذي استدرجه إليه الصحفي العربي؟ ..
أم أن مرد هذه الحملة هي أمور شخصية جدا تتعلق بالزميلين علي سيار ومحمد قاسم الشيراوي من المواقف؟
أم لها اسم غير هذا؟ ..
المصدر: العدد 110 – 19 ذو الحجة 1365 هـ – 22 ديسمبر 1975 م