الجماهير الواعية  في انتخابات أول … مجلس وطني…


 


بقلم: عبد الله المدني


 


شكر و تقدير:


أتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى أبناء الدائرة الانتخابية الرابعة عشرة الذين جاءوا من قرى: أبو صيبع والشاخورة والحجر وكرانة والمقشاع وحلة عبد الصالح والقلعة وكرباباد والقدم وجبلة حبشي وأبو قوة والسهلة الفوقية والسهلة التحتية وأبو بهام، للإدلاء بأصواتهم ومنحي ثقتهم في المجلس الوطني كما منحوني ثقتهم في المجلس التأسيسي سابقاً.


 


وإني أنظر إلى هذه الثقة بأمانة كبرى ومسئولية احملها أعاهدهم بالعمل مع كل الأيدي المخلصة للنهوض بالبلد ورفع مستوى العامل والفلاح متعاوناً مع إخواني ممثلي الشعب لخلق حياة أفضل ومجتمع سليم تحت ظل العدالة الإسلامية


عبد الله المدني


 


لقد حملت نتائج الانتخابات لأول مجلس وطني في البلاد أكثر من مغزى…تساقطت وجوه قديمة كانت تحتل مراكز اجتماعية وسياسية، وجاءت لمسرح السياسة وجوه جديدة بديلة. فلم يكن للجاه والمال تأثير يذكر في تسيير الانتخابات كما لم يكن من الماضي السياسي هالة تبهر الجماهير.


 


ومن الحقائق البارزة أن الريف جاء في هذه الانتخابات بنفس الوجوه التي مثلته في المجلس التأسيسي مما يؤكد أن الريف يصر على تبني الحلول النابعة من حضارته العربية الإسلامية، في حين أن الوجوه التي مثلت المواطن في المنامة والمحرق في المجلس التأسيسي قد تهاون في هذه الانتخابات مما يبرهن على أن سكان المدن لم يستقروا بعد على نوعية الحلول التي ينشدونها أو اتضح لهم بأنهم خدعوا في الانتخابات السابقة.. أن الشعب اكتسب درساً عملياً من خلال التجربة المجلس التأسيسي كان لنتائج ذلك الدرس الأثر الكبير في تسيير الانتخابات الجديدة.


 


ومن الحقائق التي تجلت في الانتخابات إنها جرت في جو نظيف، باشر كل ناخب الإدلاء بصوته بمحض إرادته وحريته.


 


ويمكن أن يقال الآن بأن البحرين قد اجتازت مرحلة المراهقة السياسية ووضعت قدمها على عتبة مرحلة ((النضوج السياسي)) فبعد أن كان المتدين الملتزم يعبر عن معارضته لوضع معين بابتعاده عن دهاليز السياسة وعدم الاقتراب من القائمين على تسييرها، اخذ الآن يشارك في تسيير البلاد منطلقاً من وجهة نظر إسلامية، واثبت جدارة وحنكة في تجربة المجلس التأسيسي، وصلابة وثباتاً في معارك انتخابات المجلس الوطني، وبعد أن كان القطاع المتطلع إلى تغيير الأوضاع إلى حياة أفضل يصب جام سخطه عن الوضع على منشورات ينثرها في الظلام وشعارات يسود بها الجدران اخذ الآن يشارك في مسيرة الحياة الديمقراطية ويخوض الانتخابات، وبعد أن كان العامل إذا سدت في وجهه الأبواب ولم يجد من يسمع مظالمه ويلبى مطالبه لجأ إلى الاضطرابات والاضطرابات، وأخذ الآن يتطلع إلى ممثليه ونشد الحلول العادلة عن طريق أولاهم الثقة..وبعد أن كانت الدولة تكتفي ببعض الوجوه القليلة لتسيير دفة الحكم، فتحت الباب لأبناء الشعب ليرسموا معها سياسة البلاد.


 


أن هذه الظروف الجديدة والمرحلة السياسية الدقيقة التي تمر بها البلاد تتطلب من جميع ممثلي الشعب أن يدفنوا انتماءاتهم التكتلية ويكونوا صفاً واحداً للحفاظ على الوحدة الوطنية ولإنجاح مطالب الشعب الأساسية والضرورية وأن يرسموا مواقفهم من المصلحة العليا دون مزايدة تؤدي لإفشال التجربة أو أي تهاون وتقصير يفقد التجربة معناها ويسقطها في نظر الشعب. كما يتطلب من الدولة أن تتطلع إلى مطالب الشعب العادلة بصدر رحب متعاونة مع ممثلي الشعب للأخذ بالمواطن إلى حياة أفضل وأنه يجب التأكيد على أن المجلس الوطني لا يمكن أن يكتب له الاستمرار والنجاح إلا إذا كان المجلس يناقش قضاياه ويصدر قراراته في ديمقراطي بعيد عن كل الضغوط.


 


إن هذه المرحلة الدقيقة تفرض على ممثلي الشعب ورجال الدولة وكافة أفراد الشعب أن يكونوا جميعاً على مستوى المسئولية لإنجاح هذه التجربة الرائدة والسياسة الحكيمة التي تنتجها دولتنا الناشئة، بتوجيه من رائدها.

... نسألكم الدعاء ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *