العنكبوت
العناكب أصناف كثيرة وكل صنف فعل خاص بها، فيعضها عرف بضعف قوائمها وأنها تعجز عن الصيد فإذا أعدت للصيد مصايد وحبالاً من الخيوط تخرجه من لعابها، وينسجه بشكل هندسي، وإذا اكتمل النسج يقعد في زاوية مترصداً وقوع الصيد فيها، فإذا وقع فيها شيء من الذباب أو البقّ بادر بأخذه، ومنها قصار الأرجل كبار العيون، وإذا أراد صيد الذباب لطأ الأرض وسكن أطرافه وجمع نفسه ثم وثب على الذباب فلا يخطئ، وقال أفلاطون أحرص الأشياء الذباب، وأقنع الأشياء العنكبوت، فجعل الله رزق أقنع الأشياء في أحرص الأشياء فسبحان اللطيف الخبير.
ومن خواصه، إذا علّق العنكبوت الذي ينسج في الكنيف على المحموم يبرأ بإذن الله، وإذا لفّ في خرقة وعلّق على صاحب حمّى الربع نفعه وأذهبها، ونسيج العنكبوت إذا وضع على الجراحات في ظاهر البدن حفظها بلا ورم ويقطع سيلان الدم، وإذا قطر على نسيج العنكبوت الخل وجعل على الدماميل أوّل ظهورها وترك عليها حتى يجفّ نفعه وجففه ومنعه من الزيادة، وإذا تبخّرت به المرأة نفعها من عسر الولادة، وأي امرأة تبخّرت به وهي حامل أسقطت جنينها من ساعته ونسج العنكبوت المقصود به الأبيض الكثيف، والله أعلم.