الظبي
وهو الغزال، وقيل إن الغزال ولد الظبية إلى أن يشتد ويطلع قرناه، وهو من أشد الحيوانات نفوراً، وأيضاً يلحق بهذا النوع غزال المسك، ويكون فيها نابين أبيضين خفيفين خارجين من فيه، وحقيقة ذلك المسك دم يجتمع في سرتّها في وقت معلوم من السنة بمنزلة المواد التي تنصب إلى الأعضاء، وهذه السرّة جعلها الله تعالى معدناً للمسك فهي تثمر كل سنة كالشجرة التي تؤتي أكلها كل حين بإذن ربّها وإذا حصل ذلك الورم مرضت له الظباء إلى أن يتكامل، فيفزع حينئذٍ إلى صخرة حادة فيحتك بها ملتذاًَ بذلك فتنفجر المادة حينئذٍ وتسيل على ذلك الحجر كانفجار الخراج والدماميل إذا نضجت فيجد الغزال بخروجها لذّة وراحة، وأجود المسك ما ألقاه الغزال، أما إذا صيدت الغزال والمسك في سرّتها قبل نضجه يكون فيه زهومة لأن مثله الثمار إذا قطعت قبل الإدراك فإنها تكون ناقصة الطعم.
ومن خواصه، لسانه يجفف في الظل ويطعم للمرأة السلطة تزول سلاطتها، وخصي الظبي إذا أخذت وجففت وسحقت بزيت وتحملته المرأة المستحاضة فإنه ينقطع دم الحيض، وجلده يحرق ويسحق ويجعل في طعام الصبي فيأكله فينشأ ذكياً فصيحاً حافظاً، ومسكه يقوّي البصر وينشف الرطويات ويقوّي القلب والدماغ ويجلو بياض العين وينفع من الخفقان, والله أعلم.