الطاووس
أحسن الطيور جمالاً وحسناً وأرقها ألواناً ولله تعالى حكمته في اختلاف ألوانها فترى في وسط كل ريشة دائرة من الذهب مختلطة بالزرقة والخضرة وغيرها من الألوان التي يلائم بعضها بعضاً، فانظر إلى قدرة الصانع كيف خلق في بيضة تلك النقوش العجيبة والألوان الحسنة، وفي طبعه العفة وحب الزهو بنفسه والإعجاب بريشه، وعقده لذنبه كالطاق لا سيما إذا كانت الأنثى ناظرة إليه، ويستفيد الطاووس في أيام الربيع ويلقي ريشه في الخريف كما يلقي الشجر ورقه، فإذا بدأ طلوع الأوراق في الشجر طلع ريشه.
ومن خواصه، مرارته تورث الجنون وريشه المحبة، وزبله إذا طلي به الثأليل قلعها وعظامه إذا أحرقت وسحقت وطلي بها الكلف أبرأته، ومن أخذ معه من عظمه شيء أمن من العيون الحاسدة، وإذا شد مخلبه على فخذ صاحبة الطلق تضع في الحال، والله أعلم.