الضأن
هو الغنم، وهو حيوان معروف قد جعل الله تعالى البركة فيه، فهي تلد مرة ويؤكل منها ما شاء الله، ويمتلىء منها وجه الأرض بخلاف السباع فإنها تلد شتاءً وصيفاً ولا يرى منها إلا القليل، ومن عجيب طبعها أنها ترى الفيل والجاموس فلا تهابها مع عظم أبدانها وترى الذئب فيعتريها خوف عظيم لمعنى خلقه الله في طباعها، وقيل: إذا تسافد الغنم عند نزول المطر لا تحمل وإذا كان السفاد عند هبوب الشمال تكون الأولاد ذكوراً وإذا كان هبوب الجنوب تكون الأولاد إناثاً، وإذا رعت الضأن الزرع رجع، وإذا رعته المعز لم ينبت، وقالت العرب: جز ضائنه وحلق معز.
ومن خواصه، لحم الخصي منها يزيد في الباه، ودمها إذا أخذ وهو حار ساعة الذبح وطلي به الوضع غير لونه وضيعه، وكبد التيس إذا أحرقت طرية ودلك بها الأسنان بيضها، وقرن الكبش إذا دفن تحت شجرة يكثر حملها، وإذا غطي الإناء بصوف النعجة قطعت الحبل، وإذا أخذ قرن النعجة وقرىء عليه ثلاث مرات (يوم تجد كل نفسٍ ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً) ووضع تحت رأس إمرأة نائمة من غير أن تعلم وسألت عن شيء أخبرت به، ومرارة النعجة إذا أحرقت وخلطت بزيت وطلي بها الحواجب كثرت شعرها وسودته، والله أعلم.