السنّور
من أسماء الهّر القطّ والضيوع والخيدع والخيطل، وهو حيوان أليف شبه الأسد في صورته يحّب النظافة، يمسح وجهه بلعابه، وإذا تلطخ شيء من بدنه لا يلبث حتى ينظفه، وعند هيجان شهوته آخر الشتاء ينال ألماً شديداً من لذع مادة النطفة، فلا يزال يصيح حتى ينفض تلك المادة، وإذا ولدت الأنثى يغلب عليها الجوع الشديد فإذا لم تجد ما تأكله أكلت إحدى أولادها، وإذا رمت برازها تدفنه حتى لا يشم رائحته الفأر فيهرب ولذلك تشمه فإن وجدت رائحته ألقت عليه من التراب مرة أخرى، إذا ظفر بالفأر لعب بها زماناً طويلاً وربّبما خلّى سبيلها حتى تمكن في الهرب فإذا ظنت أنها نجت وثب عليها ويلتذ بتعذيبها ثم يأكلها، وإذا ألف السنور منزلاً منع غيره من السنانير الدخول إلى ذلك المنزل وحاربه أشذّ محاربة لعلمه أنّ سكان المنزل ربما استحسنوه وقدّموه عليه أو شاركوا بينه وبينه في المطعم، وقد جعل الله في قلب الفيل الهرب من السنور.
ومن خواصه، قال القزويني مرارة الأسود ومرارة الدجاجة السوداء إذا جففتا وسحقتا واكتحل بهما ظهر له الجن وخدموه، ومن اكتحل بمرارة القط يرى باليل مثل ما يرى بالنهار، وإذا شد طحاله على المستحاضة انقطع دمها، وعيناه إذا جففتا وتبخر بهما إنسان لم يطلب حاجة إلا قضيت، ومن استصحب نابه لم بقزع بالليل، والله أعلم.
... نسألكم الدعاء ...