الذباب
من عجائب الذباب لم يخلق لها أجفان لصغر حدقتها، ومن شأن الأجفان تصقيل الحدقة من الغبار فخلق سبحانه وتعالى لها يدان يقومان مقام الأجفان، فلهذا ترى الذباب على الدوام يمسح بيديه حدقتيه، وله خرطوم يخرجه إذا أراد المص ويدخلها إذا شبع، ولها بطن وفيها يجري الصوت كما يجري في العصب من النفخ، ولا يقدر على المشي إذ ليس له مفصل، وخلق رؤوس أرجلها خشنة لئلا تنزلق إذا وقعت على الأشياء الملسة.
ومن خواصه، قال أبو جعفر عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله: في الذباب إذا وقع في إناء أحدكم فليغمسه فيه فإن في أحد جناحيه شفاءً وفي الآخر سماً، وأنه يغمس جناحه المسموم في الشراب ولا يغمس الذي فيه الشفاء فاغمسوها لئلا يضركم، وقال أبو عبدالله عليه السلام لولا ما يقع من الذباب على طعام الناس ما وجد منهم إلا مجذوماَ.