الديك
من أعجب ما فيه معرفته أوقات الليل فيسقط أصواته عليه تقسيطاً معتدلاً سواء طال أو قصر اللّيل، ويوالي صياحه قبل الفجر وبعده فسبحان من ألهمه ذلك، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تسبوا الديك فإنه يدل على مواقيت الصلاة، ومن صفاته قال الرضا عليه السلام: في الديك خمس خصال من خصال الأنبياء، ومعرفته بأوقات الصلاة والغيرة والشجاعة والسخاوة وكثرة الطروقة.
ومن خواصه، اتخاذه في البيت يطرد الجنّ فعن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا تسبوا الديك فإنه صديقي وأنا صديقه، وعدوه عدوي، والذي بعثني بالحق لو يعلم بنو آدم ما في قترته لا شتروا ريشه ولحمه بالذهب والفضة، وأنه يطرد مذمومة من الجن، وعنه صلى الله عليه وآله : من أتخذ ديكاً أبيض في منزله يحفظ من شر ثلاثة، من الكافر والكاهن والساحر.
وعرف الديك الأبيض إذا بخّر به المصروع نفعه نفعاَ عجيباَ، وأيضاً الإكتحال بمرارة الديك ينفع المصروع، ومن خلط مرارته بمرق الضأن وأكل الريق ذهب بالنسيان وتذكر كل شيء، وإذا طلي دمه أو دماغه مكان لسع الهوام أبرأه، وعرف الديك إذا أحرق وسقي منه من به سلس البول أبرأه وشافاه، وقيل: إنّ عظم جناح الديك الأيمن يورث القبول حملاً، ومخلبه اليمنى يظفر بالخصم، وعظم الأسود منه إذا حرق بمثله من حطب الكرم وعجن بوسخ كوارة النحل وحمل أعاد البكارة وهو سر خفي، والله أعلم.