البوم والبومة
وهي قوية السلطان بالليل، لا يحتملها شيء من الطير ولا تنام الليل، فإذا رأها الطير بالنهار قتلها ونتف ريشها للعداوة التي بينهن وبينها، وعن الحسين بن أبي غندر عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول في البومة: قال هل أحد منكم رأها بالنهار قيل له لا تكاد تظهر بالنهار، ولا تظهر إلا ليلاًَ، قال: أما أنها لم تزل تأوي العمران أبداً فلما أن قتل الحسين عليه السلام آلت على نفسها أن لا تأوي العمران أبداً ولا تأوي إلا الخراب، فلا تزال نهارها صائمة حزينة حتى يجنها الليل فإذا جنها الليل فلا تزال ترنّ على الحسين عليه السلام حتى تصبح، وهي تحب الخلوة بنفسها وفي طبعها تبغض الغرباء ولا تأمن نفسها من أحد، وهي القائلة عند قتل الحسين عليه السلام: بئس الأمة أنتم قتلتم ابن بنت نبيكم ولا آمنكم على نفسي.
ومن خواص البوم أن إحدى عينيه منومة والأخرى مسهرة، فإذا أردت معرفة المنومة من المسهرة، فاذبحه فإذا بقيت إحدى عينه مفتوحة والأخرى مضمومة فالمفتوحة إذا جعلت تحت فص خاتم أسهرت حامله مادام عليه، والأخرى بالعكس، وقيل: إن تجعلهما في ماء فالتي تطفو على الماء فهي المسهرة والتي ترسب هي المنومة، وقلب البومة إذا جعل على اليد اليسرى من المرأة في حال نومها تكلمت بكل ما فعلته في يومها، وإذا شدّ قلب البومة الكبيرة في جلد ذئب وعلّق على العضد أمن حامله من اللصوص وسائر الهوام ولم يخف أحد من الناس، ومن اكتحل بمذاب شحمها فأي مكان دخله ليلاً رآه مضيئاً، ومن خلط عيناً البوم بالمسك وحمله فمن شّم رائحة ذلك أحب حامله وهّيج بالشّم روحانية المحبة، ومن وضع ريشة البوم على رأسه لم ينم مادام الريش على رأسه، والله أعلم.