البغل


وهو مركب من الفرس والحمار ولذلك صار له صلابة الحمار وعظم آلات الخيل، وكذلك شحيحة أي صوته، مولد من صهيل الفرس ونهيق الحمار، وهو عقيم لا يولد له، وإذا كان الذكر حِماراَ يكون شديد الشبه بالحمار، ومن العجب أن كل عضو منه يكون بين الفرس والحمار، وكذلك أخلاقه ليس له ذكاء الفرس، ولا بلادة الحمار، لكنه يوصف بالهداية في كلّ طريق يسلكه مرّة واحدة.


ومن خواصه، إذا جفف قلبه ونحت وسقي من نحاته امرأة لم تحبل أبداً، وكذلك وسخ أذنه إذا تحملت به المرأة لم تحبل أبداً وإذا علقته في جلد بغل عليها لم تحبل مادام عليها، وإن وضع وسخ أذنه في بندقة من فضة وعلّق على الحبالي منعهن من الولادة مادام عليهن وشحمة أذنه أيضاّ إذا سقيت منه المرأة لا تحبل، وإذا سحق رماده حافره وعجن بدهن الآس وجعل على رأس الأقرع أو الموضع الذي لا ينبت فيه الشعر نبت، وإذا دفن حافر البغل الأسود أو دمه تحت عتبة باب لم يقربه فأر، وإذا بخر البيت بحافر بغل ذكر هرب منه الفأر وسائر الهوام، وزبله إذا شمه المزكوم وتفل عليه ورماه على الطريق، فمن تخطاه انتقل الزكام إليه وبرئ التافل عليه والله أعلم.

... نسألكم الدعاء ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *