الأيل
وهو المعز الجبلي ومن صفاته إذا خاف، من الصياد يرمي نفسه من رأس الجبل ولا يتضرر بذلك وهو كثيراً ما يأكل الحيّات وإذا لسعته الحيّة أكل السرطان، ولذلك قيل: إنّ السرطان دواء للدغ الحية، وأيضاً إذا لسعته الحيّة تسيل دموعه إلى نقرتن تحت محاجر عينيه، يدخل الإصبع فيهما فتجمد تلك الدموع وتصير كالشمس فيتخذ ترياقاَ لسم الحيات، وهذا الحيوان عدد سنّي عمره عداد العٌقد التي في قرنه، ولا تنبت له قرون إلا بعد مضي سنتين من عمره، فإذا نبتت قرناه نبتاً متقيمين كالوتدين وفي الثالثة يتشبعّان ولا يزال التشعب في زيادة إلى تمام ست سنين، فحينئذِ يكونان كالشجرتين في رأسه، ثم بعد ذلك يلقي قرنيه في كل سنة مرة ثم ينبتان، فإذا نبتا تعرض بهما للشمس ليصلبا، وذلك من قدرة الله وحكمته لأن الناس فيها من المنفعة، منها أنهم يطردون بقرنه كل دابة سوء وييسر عسر الولادة وينفع الحوامل ويخرج الدود من البطن إذا أحرق منه جزء ولعق بالعسل.
ومن خواصه، إذا سحق قرنه وطلي به البهق والبرص يزيلهما، وإذا بخر قرنه طرد الهوام وكلّ ذي سم، وإذا علّق على صاحبة الطلق تضع في الحال، وإذا شرب المصروع من برادة قرنه وزن مثقال مع مسك في قراح على الريق نفعه، ولحمه إذا دّلك به لسعة العقرب أو الزنبور يسكن ألمها، وجلده يتخذّ منه سفرة لا يقربها فأرة ولا حيّة ولا شيء من الهوام، وإذا أحرق ذنبه مع قرنه ويخلط رمادهما بدهن شحمها ويطلى به أسفل القدم، فإنه يزداد نشاطاً في السير ولا يجد تعب الميسر، وإذا دخّن شعره يهرب من رائحته جميع الهوام وإذا ذّر بعره على سيلان الدم يحبسه، والله أعلم.