الشيخ محمد بن عبدالجابر المنعمي
كان في البدء من أبناء السنة التابعين للمذهب الشافعي في البحرين ولكنه اقتنع بمذهب أهل بيت النبي (ص) فتشيع وأعلن ذلك بكل شجاعة فصار في زمانه –كما ينقل ذلك الشيخ محمد علي العصفور في تاريخه المخطوط للبحرين صار- علماً للشيعة وحافظاً للشريعة والنافي بلوامع سيوف حجته كل بدعة شنيعة وحافظاً للشريعة والنافي بلوامع سيوف حجته كل بدعة شنيعة والجاعل لمخترعات المخترعين فيها كسراب بقيعة.
وهكذا كان ابن عمه-على ما يبدو من القرائن الإسمية والزمنية- الشيخ راشد بن عبدالقادر المنعمي (عليهما الرحمة والرضوان) حيث هجر البحرين إلى الشام قاصداً طلب العلم هناك..فلما عاد فقيهاً تصدر للإفتاء لدى المسلمين السنة في المدينة المنورة حتى بلغ فيها إماماً للشافعية..وله رسالة تدل على أنه أختار مذهب أهل البيت (ع) كالشيخ محمد..
وهذا الشيخ توفى سنة 1004هـ ودفن في مقبرة البقيع.
أما الشيخ محمد فكان في البحرين متردداًً على مسقط ودفن فيه عام 1011هـ. له كتاب كبير حول الفقه الإسلامي.
(المنعمي) نسبة إلى جزيرة المنامة ذلك لأن لفظة المنامة كان في الأصل المنعمة-كما يبدو من الشواهد التاريخية، بالإضافة إلى لفظة المنامة هذه لا تحمل مفهوماً واضحاً إلا بإرجاعها إلى المنعمة نظراً لأن هذه الجزيرة كانت كثيرة النعم ومحلاً لها من التجارة والحيوية سابقاَ وحاضراً.
أما كيف صارت المنامة؟ ربما السيطرة الفارسية على البحرين في مقاطع زمنية عديدة إلى جانب تواجد الجاليات الفارسية الدائمة كانت السبب الأساس في تحويل العين إلى الهمزة ثم تخفيفاً لها صارت الفاً.
هذا وإن الشيخ محمد المنعمي رحمه الله تعالى، قد جعل من قفزته الشجاعة وقناعته الإيمانية مناراً للهدى وسبيلاً سالكاً نحو العُلى بالاعتماد على الحرية الفكرية والبحث الموضوعي عن الحقيقة..فإن الحقيقة كثيراً ما يسترها انسحاب المصالح الدنيوية ليس على الصعيد المذهبي والديني السياسية مثلاً ونهاية بالحقائق تبقى مستورة فإن الضعف والضياع والبلاء والشقاء يبقى في حياة الأمة يعذبها في كل أجيالها.
فعلى قدر بصيرتها للحقائق يأتي تحررها من العذاب والتخلف.
إن حرية الفكر وتجنب العصبية والنظرة الفاحصة والنية الخالصة لله..هي الكفيلة لإزالة الحواجز من على الحقائق كلها وفي كل العصور.
هكذا صنع العالم الكبير الشيخ محمد المنعمي.. وهكذا كان أمثاله الصالحون قبله وبعده. تغمدهم الله جميعاً بواسع رحمته وأسكنهم فسيح جنته.
أبرز صفاته وعطائه
العلم..الجرأة..التأليف