الشيخ علي ابن الشيخ محمد الإصبعي

أما ابنه…فقد كان رحمه الله عالماً فاضلاً محققاً مدققاً..أثنى عليه أبوه الشيخ محمد في إجازته له الرواية قائلاً.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ما أنعم وصلى الله على محمد وآله وسلم.

وبعد…فإن جملة ما من الله به من السوانح القدسية وأفاض علينا من النفحات الرحمانية أو وفق الولد الأغر علياً لقراءة تهذيب الأحكام في معرفة الحلال والحرام فقرأه من أوله إلى آخره قراءة تنقيح وتحقيق في معرفة الحلال والحرام فقرأه من أوله إلى آخره قراءة تنقيح وتحقيق وتقرير وتدقيق، فأفاد كما أنه استفاد، واستخرج الفرع من الأصل وأجاد، وكان ذلك في مدة مديدة وأوقات عديدة، آخرها قبيل ظهر ثاني عشر من شهر الحج الحرام سنة 1160هـ فاستجازني فأجزتُ له أن يرويه عني بل أجزت له رواية باقي الكتب الأربعة التي عليها المدار في هذه الأعصار، وهي الكافي والفقيه والتهذيب والاستبصار، وكذا رواية ما صح لي روايته ووضح لدي درايته من جميع الفنون العقلية والنقلية والتواريخ والآداب، فليرد ذلك قاصداً سبيل الاحتياط لمن أحب عني عن مشايخي وأساتذته…وهي سلسلة الثقات من العلماء الذي حافظوا على سلامة مسيرة الأحاديث وجاهدوا أمام محاولات الدس والتحريف جزاهم الله خير الجزاء وكتب لهم الأجر الأمناء.

وكتب عنه الشيخ يوسف في (لؤلؤة البحرين):

أما بعد فإن من سوانح الأقدار الإلهية و رواشح الألطاف السبحانية أن وفق الله للاجتماع في أشرف البقاع والأرض المقدسة بالإجماع بالشيخ الأجل الأكمل الفاضل نتيجة الأفاضل الأماثل الجامع بين رتبتي العلم والعمل، والعري عن وصمتي الخطل والخلل، الشيخ التقي الزكي البهي الشيخ علي ابن الشيخ الفاضل الأوحد الشيخ محمد ابن الورع الألمعي الشيخ علي ابن الشيخ العلامة الشيخ عبدالنبي ابن الشيخ الفاضل وحيد الزمان الشيخ محمد بن سليمان المقابي البحراني…وفقه الله للعروج إلى أعلى معارج الكمال والفوز بأعلى مراتب الاستنباط والاستدلال..).

وأما مؤلفاته فمنها كتاب (التراجيح) مجلد واحد حول ترجيع الأحاديث والأدلة الشرعية…واشتهر الكتاب بـ(الترجيحية). ومنها كتاب اسمه (رسالة الروح) يبحث فيها عن (الروح) وينقل فيها الأقول المختلفة يشبعها بالتدقيق والتحقيق. ومنها (رسالة في الجهر والإخفات) كتاب عن جواز الجهر بالتسبيحات الأربعة في الركعتين الأخيرتين لصلاة الظهر والعصر والعشاء والركعة الثالثة من المغرب.

جاء في (أنوار البدرين) قوله:

هذا الذي وقفت عليه من مصنفاته، والظاهر أن له ولأبيه مصنفات غير ما ذكرناه لهما إلا أن حوادث الزمان والتفرق في البلدان وعدم وجود من يسأل من المطلعين في هذا الشأن أوجبت عدم الوقوف على أحوالهم وغيرهم من العلماء الأعيان…ولهذا الشيخ ذرية صلحاء في فارس متسمون بالعلم إلى زماننا ولم أعلم بتاريخ وفاته ووفاة والده قدس الله عز وجل روحيهما ونور ضريحهما وحشرهما مع أئمتهما المعصومين.

وباهتداء القرائن التاريخية نستكشف أن عصره كان سنة 1167هـ.

أبرز صفاته وعطائه

العلم …التأليف