الشيخ سليمان الدرازي
العالم الفاضل المحدث الصالح الشيخ سليمان ابن الحاج صالح الدرازي البحراني من أعمام جد صاحب (الحدائق) قال فيه الشيخ المذكور في اللؤلؤة بعد كلام في البين: أما الشيخ سليمان المذكور فكان عم جدي الشيخ ابراهيم بن الحاج أحمد بن صالح وكان فاضلاً فقيها محدثاً، حكى لي والدي طيب الله مرقده، أن الشيخ سليمان كان في حجر أخيه الحاج أحمد وهو كبير أولاد الحاج صالح المذكور ومرجع القرية المذكورة وكان الحاج صالح (ره) له سفن في الغوص فجعل أخاه الشيخ سليمان في أول شبابه ممن يعمل له في تلك السفن ثم أن أصابه المرض بسبب فلحبه له وشفقته عليه رفعه عن هذا العمل وتركه في البيت وامره بملازمة الدرس وطلب له الشيخ محمد ابن سليمان المقابي الذي مر ذكره وذكر أولاده في ص112 ، وظيفته يجريها عليه لذلك وكان الشيخ محمد بن سليمان المذكور في أول أمره فقيراً سيء الحال وهذا كان في أول أمر كل من الشيخين المذكورين حتى وفق الله سبحانه لبلوغ كل منها الرتبة العليا والفوز بسعادة الدنيا والأخرى وتلمذاً معاً علي الشيخ علي بن سليمان المتقدم ذكره (يعني به العلامة القدمي وكان الشيخ سليمان مع اشتغاله ) بالتدريس وملازمة العلم مشغولاً بأمر التجارة وكان جواداً كريماً إماماً في الجماعة في القرية المذكورة في مسجد القدم المعروف في تلك القرية وحكى لي واليد أن إذا كان وقت الغوص وأتت سفن أهل القرية من الغوص مضى الشيخ واشترى جميع ما أتي من اللؤلؤ والأقمعية وكان تجار البحرين الذين يشترون اللؤلؤ يقصدون بيت الشيخ المزبور حيث أن أهل القرية لا يبيعون على أحد غيره فكان الشيخ يبيع عليهم بالمرابحة والقسمة بينهم بحيث لا يرجع أحد منهم خائباً، ومن عجائب الزمان ما حكاه لي والدي (قدس سره) ايضاً إنه إذا كان رجل من قرية بني جمرة وهي قريب قرية الدراز قد باع على الشيخ المزبور لؤلؤه التي اشتر بناها منك قد بيعت بهذا الثمن والقيمة الزائدة وإنا انما أخذتها منك بشيء قليل فانا آخذ رأس مالي من هذا الثمن والباقي لك فامتنع الرجل وقال: أني بعتك والمال مالك ولو ظهرت فاسدة فنقصها عليك وعلى هذا فالزائد لك، فامتنع الشيخ من القبول حتى حصل من صالح بينهما بأن أعطى الرجل بعضاً وأعطى الشيخ لبعض الآخر، توفي الشيخ المذكور في كربلاء المعلى في السنة الخامسة والثمانين بعد الألف ورثاه أخوه الشيخ عيسى(ره) بقصيدة أولها:
بشراك ياباصالح بشراكا لما تضمن كربلاء مثواكا
ومنها قوله:
يبكيك مسجدك الشريف وقد غذا ما بينهم متسر بلا بفراكا
وقد ذكره في (امل الآمل) فقال: الشيخ سليمان بن عصفور البحراني الدرازي فاضل فقيه محدث ورع عابد من المعاصرين، انتهى كلامهما أعلى الله مقامهما وإنما أخرناه عن طبقته لندرجه مع طائفته ولم يذكر شيخنا المذكور له شيئاً من المصنفات وليذكر الآن إن شاء الله تعالى المشاهير من تلامذة العلامة الثاني الشيخ سليمان الماحوزي البحراني قدس الله أرواحهم ونور أشبحاحهم فالوهم.