الشيخ أحمد بن جمال من أجداد المصنف
العالم العامل العلامة الفقيه الكامل المحقق الأمجد المعروف بالفاضل الشيخ أحمد ابن الشيخ عبدالله بن جمال البلادي البحراني يروى عن العلامة الشيخ سليمان الماحوزي ومن مشاهير تلامذته قال المحدث الصالح الشيخ عبدالله بن صالح في اجازته المشهورة في تعداد معاصريه وتلامذة شيخه المذكور: وأخي الفاضل الكامل الفقيه النبيه الثقة العدل الأمجد الشيخ احمد ابن المرحوم الشيخ عبدالله بن الشيخ حسن بم جمال البلادي وهذا الشيخ فاضل فقيه نحوي صرفي كاتب شاعر حسن الإنشاء والشعر في غاية ذلة النفس والمسكنة والإنصاف ليس في بلادنا مثله في التواضع والإنصاف وذلة النفس والورع.
له مصنفات منها شرح رسالة الشيخ (قدس الله روحه ونور ضريحه) في الصلاة نفيسة حسنة التحرير إلا أنها لم تكمل ورسالة في إثبات الدعوى على الميت بشاهد ويمين وقد صنفها قبل أن يصنف الشيخ أحمد رسالته (أدام الله نفعه وأفادته وأقام مجده وسعادته) انتهى كلامه علا مقامه.
وقال شيخنا الشيخ يوسف (ره) في لؤلؤته وهو من جملة مشائخه والشيخ الأمجد الأواه الشيخ أحمد بن الشيخ عبدالله ابن حسن البلادي وكان على ما هو عليه من الفضل يف غاية الإنصاف وحسن الأوصاف والذلة والورع والتقوى والمسكنة لم أر مثله قط في ذلك كانت وفاته (قدس سره) في يوم الأثنين رابع عشر شهر رمضان من السنة السابعة والثلاثين بعد المائة والألف وقد حضرت درسه وقابلت في (شرح اللمعة) عنده انتهى كلامه.
وقال السيد أحمد في تتمة الأمل فيه: الفقيه الزاهد والعالم العابد قاضي القضاة وخليفة الأئمة الهداة العالم العامل المعروف في وقته بالفاضل، ثم قال بعد أوصاف جميلة له: رسائل فيما يحرم نكاحهن تدل على فضل وافر وعلم زاخر رأيتها في يد ولده العالم خلف العلماء الصالحين وخليفة العلماء المتأهلين (انتهى كلامة علا مقامه).
ولهذا الشيخ ولد فاضل محقق كامل يسمى (الشيخ محمد) كأبيه في المعقول وهو الذي ذكره السيد في كلامة المتقدم، له رسالة جليلة في الهيئة سماها (بياض الأصل) وقد شرحها الشيخ عبدعلي الخطيب التوبلي البحراني شرحاً حسناً وسيأتي إن شاء الله تعالى ولم أقف على شيء من أحواله غير ما ذكره السيد المتقدم ذكره والشيخ عبدعلي الخطيب في صدر شرحه.
وما أدري أن هذا الشيخ أعني به الفاضل الأمجد جدنا الشيخ أحمد هو الشيخ أحمد بن حاجي الإحسائي الشاعر المشهور وهو أيضاً من العلماء الأعلام وهو أيضاً جدنا أم لا؟ والظاهر بحسب بعض القرابين إنه غيره أو هو ابن عمه ولم يبق لنا من آثار آبائنا ما نستكشف به أحوالنا مع كثرتها لكثرة ما وقع على البحرين من الحوادث والوقائع في البين ولا سيما على بلادنا (البلاد) لأنها المنظور إليها في أعين الحكام والرصاد وقد وقعت على كتب آبائنا بعد وفاة جدي الشيخ علي قضية فتركها الوالد بالكلية تورعاً بحصول شبهة في البين وكان (قدس الله روحه وطيب ريحه ونور ضريحه) على غاية من الورع والتقوى والتمسك بالعروة الوثقى، حدثني بذلك شيخنا الثقة العلامة الأمجد الصالح الشيخ أحمد ابن الشيخ صالح تغمده الله برحمته وحشرنا الله وإياه وآبائنا ودار كرامته وذهبت كلها مع كثرتها وحسنها فلم نحط بشيء منها لنعرف منها بعض الآثار ولم أدرك أحداً من أهل التصنيف منا حتى أسأله عن تلك الديار على أني لم أنشاُ في بلادي وأنظر آثار آبائي وأجدادي ولقد من الله الكريم على عبده الأثيم بالنعم الوافرة التي من جملتها أن أعطاني كتباً فاخرة كثيرة وافرة ونسأله تعالى وهو الرحمن الرحيم أن يعطيني كما أعطاني خير الدنيا خير الآخرة إنه الرب الكريم الغني العظيم وهذا الشيخ اعني جدنا الشيخ أحمد بن حاجي لم أقف على أحواله سوى اشتهار أشعاره وكثرتها حتى سمعت أن له من المراثي والقصائد الحسينية ما يقرب من ألف قصيدة دون غيرها من التواريخ والمدائح وكانت له ملكة في التواريخ لم تكن عند أحد غيره كان يتلكم بالتاريخ الذي يريده بداهة وارتجالاً بلا تأمل وتدبر وسمعت من بعض أعمامي أن ديوانه الحسيني مجلدان وقف على أهل قريتنا من البلاد وتلف في الوقعة الأخيرة التي قتل فيها حاكمها على بن خليفة.
وله حكايات حسنة بل كرامات مستحسنة نقلها لي بعض الأرحام، ثم أن ابنه الشيخ سليمان وهو جد والدي أيضاً لم أقف على شيء من أحواله بتفصيله وأجماله سوى كتابته اسم بالشيخ سليمان.
وأما جدي الشيخ علي فكان فاضلاً وحيداً في المعرفة بأصول الدين وعليه قرأ والدي في النحو والعربية وكان على ما هو عليه من الفضل تاجراً بزازاً في السوق للكسب على العمال الذي هو من أفضل الجهاد والأعمال ولليأس عما في أيدي الناس وكذلك الوالد المقدس المرحوم المؤتمن الشيخ حسن وكان من اتقى أهل زمانه و أورع أهل دره واو أنه ولم أدرك أيامهم وقد توفي (قدس الله روحه ونور ضريحه) بعد الحج مهاجراً لزيارة رسول الله وآله حجج الله (صلى الله عليه وآله) ودفن في (رابغ) وقبله بأيام قليلة توفي العابد الزاهد الصالح الشيخ صالح من جملة من صلحاء البحرين وكانوا حجاماً من الطاعون في ذلك العام سنة 1281 هجرية غفر الله لنا ولهم جميع الذنوب والآثام وجمعنا وإياهم في دار السلام والجنة الباقية بسلام والفقير يومئذ ابن ثمانية أعوام نسأله تعالى حسن الختام انه الكريم الرحيم ذو الفضل والأنعام.