الشيخ لطف الله البحراني
الأديب الكامل الفاضل الشيخ لطف الله بن عطاء بن علي بن لطف الله البحراني، الراقي في درجات الأدب إلى محل الرتب والصاعد في دوحة الكمال إلى أعلى محل لم تنله سائر الرجال، اصبحت به الفصاحة ناشرة الأعلام منشورة الأعلام، شعره ألذ من رجع القيان، وأعذب من رشف الدنان أن نثر نظم شوارد الآداب، وأن نظم نثر الئالي وسحر المعقول والآلباب قاله السيد في تتمة الأمل.
(قلت): وله في الشعر مراثي الحسين (ع) يقرأ في المجالس الحسينية والظاهر أنه من مدينة جدحفص ومن شعره قوله رحمه الله تعالى:
مهامه لا تهدى إليها القطا أثرا | وصلنا السرى بالسير نقطعها قفرا |
وترصدها الجربا فتقذفها سعرا | يضل بها الخريت أن حل أرضها |
أحاديث من تهوى فطاب لها المسرى | على يعملات كالقسي تفاوضت |
قدحن من الصلد الصفاة لها حجرا | تسابق ليديها على السير أرجل |
تلهف ملهوف توهمه زجرا | وما أن زجرناها ولكنها متى |
تخب وتستقري إذا اتشقت عطرا | وما اتخذت منا دليلاً وإنما |
إلى دار من أهوى وقد أقفرت دهرا | إلى أن أجازت ساحة الحي وأنتهت |
فلم تبعث في السير أرجلها شبرا | فلما عرفنا الدار حنت وأرزمت |
فسابقت الأجفان أفواهنا فخرا | فملنا عن الأكوار للأرض سجداً |
ثلاثاً فسلمنا عليها بها عشرا | وعدنا فسلمنا سلاماً فسلمت |