السيد عبد القاهر النوبلي
السيد الفاخر الفاضل الماهر السيد عبدالقاهر التوبلي البحراني كان رحمه الله تعالى من أفاضل تلامذة العالم المشهور الشيخ حسين آل عصفور مشهوراً بالعلم والفضل إلا أني لم أقف على شيء من أحواله ولا شيء من مصنفاه والحوادث التي وقعت على بلاد البحرين، أذهبت أكثر آثارها في البين وحدثني شيخنا الثقة العلامة (أعلى الله مقامه) أن المرحوم الشيخ حسين آل عصفور رأى ليلة من الليال في الطيف إنه أتى إلى محراب مسجده الذي في قريته الشاخورة الذي يصلي في الجمعة والجماعة المعروف بمسجد حبيب وبال في سبع بولات (أي سبع مرات من البول) فانتبه متكدراً من هذه الرؤبا حتى أنه لميخرج للبحث والتدريس فلما اجتمعت العلماء والطلبه من أطراف البحرين وغيرها وقد كان العلم رائجاً في زمانه كما قدمنا سألوا عما بالشيخ فأخبروا أنه غير طيب النفس ولم يعملوا بالسبب فدخل عليه هذا السيد (صاب الترجمة) وكان أجرا تلامذته عليه بعد طلب الإستئذان إليه فرآه حزيناً كثيباً فسأله عن سبب ذلك فأخبره بما هنا لك، فقال له السيد المذكور أن رؤياك هذه حسنة مبشرة ينبغي لك أن تحمد الله عليها وتلبس ثياب المسرة والبشرى إليها فقال له: وماذاك؟ فقال له السيدان رؤياك تدل على أن الله تعالى يرزقك سبعة أولاد ذكوراً علماء فضلاء وكلهم يخلفونك ويصلون في هذا المسجد أئمة للناس وكان الشيخ قبل ذلك ليس له ولد ذكر أصلاً فلما سمع الشيخ من السيد بتفسيرها وتعبيرها انجلى عنه ما بجده من الهم والثبور وتبدل ذلك عليه بالبشرى والسرور وخرج للتدريس على عادته حامداً مستبشراً فما كان إلا وقت يسير حتى من الله عليه بما ذكره السيد المذكور فرزفه الله سبعة أولاد علماء فضلاء وكلهم يخلفونك ويصلون في هذا المسجد أئمة للناس وكان الشيخ قبل ذلك ليس له ولد ذكر أصلاً فلما سمع الشيخ من السيد بتفسيرها وتعبيرها انجلى عنه ما يجده من الهم والثبور وتبدل ذلك عليه بالبشرى والسرور وخرج للتدريس على عادته حامداً مستبشراً فما كان إلا وقت يسير حتى من الله عليه بما ذكره السيد المذكور فرزقه الله سبعة أولاد علماء فضلاء مجتهدين وكلهم صلوا الجماعة والجمعة في ذلك المسجد المزبور والعلم كله في العالم كله إلا ما استأثر الله به دون خلقه واختص به رسله وأنبيائه وأمنائه (صلى الله عليهم أجميعن).
ومثل هذه القضية والشيء بالشيء بذكر ما حدثني به شيخنا العلامة بو أه الله في دار المقامة قال (قدس سره) لما كنا في النجف الأشرف آخر زياراته وكان في أيام مرض العالم العامل الفاضل الفقيه الشيخ محمد حسين الكاظمي ذكر لي العالم الفاضل رفيع الشأن الشيخ محمد بن عيثان الإحسائي وكان مجاوراً في النجف الأشرف للأشتغال يوماً من تلك الأيام أني رأيت البارحة في الطيف كأن العالم الفقيه الشيخ محمد حسين الكاظمي أني إلى بر أني الشيخ الفاضل ذي الشرف الشيخ محمد طه نجف المزبور فما بقي بعد هذه الرؤيا إلا قليلاً يوماً يوماً أو يومين فانتقل إلى رحمة الله ورضوانه وفسيح جناته وكان الشيخ محمد حسين رئيس العلماء من العرب بل والعجم الذين في النجف وانتقلت الرئاسة للشيخ محمد طه كما عبرنا، إنتهى كلامه نقلناه بمعناه (قدس الله جميعاً أرواحهم ونور في الملأ إلا على أشباحهم).