السيد شبر الستري
العالم المحدث الأجل السيد شبر ابن علي ابن السيد مشعل الستري البحراني الغريفي كان رحمه الله من العلماء المحدثين والفقهاء المتبحرين والظاهران أكثر تحصيله عند علماء الجزائر المعروفين بالأخياريين وله منهم الإجازة وأول تحصيله في البحرين عند العالم الأواه الشيخ عبدالله ابن الشيخ عباس الستري البحراني وكان مسكنه البصرة تارة والمحمرة أخرى.وله تصانيف منها سماها (معراج التحقيق إلى منها التصديق)، مبسوطة في أصول الفقه، ورسالة سماها (مهذب الأفهام في مدارك الأحكام) مختصرة من تلك الرسالة وله رسالة في أجوبة تسع في التوحيد وأصول الفقه من مشكلات المسائل في غاية البسط والتحقيق والمسائل المذكورة لشيخنا العلامة الأمجد الصالح الشيخ أحمد ابن الشيخ صالح في مبادئ أمره، وله أجوبة مسائل وحواشي على بعض الرسائل وله رسالة في النقض على جواب السيد التقي السيد علي ابن السيد إسحاق البلادي لمسائل للسيد شبر المذكور (ره) في غاية الجودة والأحكام والجميع عندنا والظاهر أن له غير ما ذكرنا من المصنفات لم أقف عليها وكان شاعراً مفوهاً.وله أربع مسائل في أصول الفقه تشبه الألغاز أرسلها للعالم الزاهد الصالح الشيخ صالح والد شيخنا الأمجد العلامة الشيخ أحمد فأجابه فيها عنه إبنه شيخنا المذكور جواباً شافياً مبسوطاً في مجلد حسن سماها (الدرر الفكرية في أجوبة المسائل الشبرية) عندنا وكان السيد شبر المذكور في آخر عمره أخذته الغيرة الإيمانية على ما جرى على أهل البحرين من الحكام المتغلبين عليها من الظلم والعدوان وغصبهم الأموال وتشتتهم في كل مكان وأداه نظره واجتهاده وان لم يوافقه عليه أكثر العلماء زمانه إلى جمع العساكر من أهل البحرين والقطيف الساكنين هناك لأخذ بلاد البحرين من أيدي أولئك المتغلبين الظالمين فاقتضى نظره الشريف أن يستند أولا إلى سلطان العجم وهو ((ناصر الدين شاه الفاجاي-ره)) ليكون له ظهراً ولكون البحرين ملكاً للعجم آنذاك وتغلب عليها أولئك فلما سمع بذلك المغلبون عليها هنا لك أرسلوا إلى حاكم شيراز فلم يجتمع به ذلك الحاكم ولم ينظر إلى ما جاء إليه ذلك العالم فبقي في شيراز مقدار أربعة أشهر متكدر الخاطر عادم المعين والناصر إلى أن توفي (قده) بغصته قبل بلوغ أمنتيه ((وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر)) والدنيا عدوة الأحرار معاندة للأبرار تغمده الله برحمته وحشره مع آبائه وأئمته.