السيد أحمد الغريفي
هو السيد أحمد بن السيد علوي ابن السيد أحمد ابن السيد هاشم، ينتهي نسبه رحمه الله إلى الإمام موسى الكاظم عليه السلام. ولد في المنامة في السابع من ذي الحجة 1365هـ الأول من نوفمبر 1946م، وعندما بلغ السابعة صحب والده في رحلته إلى مدينة النجف الأشرف، حيث واصل والده دراساته العالية بعدما أنهى المقامات. وهناك أكمل الدراسة الابتدائية ولكنه عند رجوعه للبحرين أدخل مرة ثانية الصف السادس الابتدائي وحصل على الشهادة الابتدائية في مايو 1962م، الموافق ذي الحجة 1381هـ، ثم أكمل دراسته الثانوية العامة-القسم الأدبي- في عام 1967م بتقدير جيد جداً، بعدها سافر إلى العراق والتحق بكلية الفقه وحصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية في عام 1971م، بتقدير جيد جداً، وقد واصل بعدها دراسته الحوزوية العالية برهة من الزمن، ولما كان رحمه الله طموحاً فقد سافر إلى القاهرة وسجل رسالة الماجستير في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وبقي فترة ثم عاد إلى النجف حيث كتب مسودات الرسالة وقفل راجعاً إلى القاهرة. ونوقشت الرسالة التي عنوانها (البراءة الأصلية في الشريعة الإسلامية) وحصل في عام 1979م على شهادة الماجستير في العلوم الإسلامية بتقدير ممتاز.
وقد تتلمذ أثناء دراسته الحوزوية على يد كل من:
1-والده سماحة السيد علوي الغريفي حيث أنهى المقدمات في البحرين على يديه.
2- آية الله السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي.
3- آية الله الشهيد السيد محمد باقر الصدر.
4- آية الله السيد علي الفاني.
5- آية الله السيد محيي الدين الغريفي.
زواجه وأولاده
تزوج رحمه الله في شهر جمادى الأول عام 1388هـ من كريمة السيد حسين الغريفي وأنجب ثمانية أولاد، أربعاً من الإناث وأربعة من الذكور وهم محمد وعلي وحسن وحسين.
أخلا قــــه
نقلاً عن أحد تلامذته: لقد كان رحمه الله بشوشاً مبتسماً، لين العريكة، دمث الأخلاق، مرحاً يحب الناس، يزورهم في أفراحهم وأتراحهم. كثير السؤال عن المؤمنين وتفقد أحوالهم يسأل عنهم إذا افتقدهم ولو مدة قليلة قصيرة. أما البعيدون عنه فكان يكلف المسافرين بإيصال سلامه وتحياته إليهم، حتى الذين لا يعرفهم شخصياً ولكن يعرف فيهم التزامهم بالإسلام وإخلاصهم له كان لا يستثنيهم من ذلك. وأما المقربون منه فكان لا يجد حرجاً في سلاطفتهم كلما كان ذلك مناسباً. وقلما يغيب في مناسبة زواج أو تشييع جنازة.
هذا اللين والذل للمؤمنين رافقته شدة وغلظة على أعداء الدين. فلم يكن يتهاون أبداً مع الذين يحاولون أن ينالوا من الإسلام أو الذين يكيدون للمؤمنين. لقد كان حقاً يحب في الله ويبغض في الله.
ثقافته وإطلاعه
كان رحمه الله خريج الحوزة العلمية في النجف الأشرف، ودرس على يد كبار العلماء المجاهدين أمثال الشهيد محمد باقر الصدر، وحصل على ماجستير في الشريعة من القاهرة. وقد حالت ظروف خارجة عن إرادته من أن يكمل الدكتوراه. كان رحمه الله يتابع الأخبار من عدة إذاعات إسلامية وعالمية، ويقرأ مالا يقل عن جريدتين يوميتين أو أكثر من ذلك من الصحف الأسبوعية ونادراً ما تطرح قضية سياسية أو محلية أو عالمية ليس له موقف واضح فيها.
وحتى في الحج كان يرسل من يشتري له الجرائد والمجلات حتى وإن كان مكان بيعها بعيداً، كما كان يوصي الآخرين بضرورة الإطلاع التي تعرف وتعي ما يدور حولها، فتنزل للواقع العملي على هدى وبصيرة من أمرها إضافة لالتزامها بتعاليم الإسلام وأحكامه. كان ذلك ضرورياً لكي يتمكن من تقديم هذا العطاء الكبير.
نشاطه الإسلامي
كان رحمه الله شعلة حيوية والنشاط، كان يصلي إماماً للجماعة على مدار الأسبوع في مناطق مختلفة من البحرين، يقلي كلمات بعد كل عشاء ويقوم بالتدريس بعد كل صلاة عشاء ويقوم بالتدريس في بعض المناطق بعد صلاة العشاء أيضاً. وفي الصباح يقوم بالتدريس مجموعة من طلاب العلوم الدينية في بيته ويخصص وقتاًُ للقاء الناس والتحدث إليهم والإجابة على أسئلتهم واستلام الحقوق الشرعية منهم. وفي العصر يدرس طلبة معهد الدراسات الإسلامية للرجال كما يلقي محاضرات في أوقات أخرى على طالبات المعهد نفسه، وفي أيام الجمعة يقيم جماعة في وسط العاصمة يؤمها الكثيرون ويتطرق فيها إلى موضوع أو قضية معاصرة تهم المسلمين.
أما هاتفه فمشغول في أكثر الأوقات. فالذين لا يمكنهم الذهاب إليه، لا يجدون حرجاً في التحدث إليه عن طريق الهاتف وسؤاله عن أمور الدين وكان يرد على ذلك برحابة صدر.
كان رحمه الله يعرف كثيراً من العلماء والعاملين الإسلاميين من مختلف أنحاء العالم، بل يعرف أماكن تواجدهم ويبذل جهداً كبيراً في الاتصال بهم والاجتماع إليهم.
مجلســــه
أما مجلسه فكان عامراً بالناس صباحاً ومساءً من مختلف الأعمار والمناطق. وأكثرهم من الشباب الواعين العاملين الذين يفدون إليه أما بقصد السؤال عن أمور الدنيا أو تسليمه الحقوق الشرعية أو حتى الإلتقاء بالمؤمنين. وقد سهل منزلة في المنامة العاصمة زيارة كثير من الناس له.
وفـاتــــه
انتقل السيد الغريفي إلى جوار ربه أثر حادث اصطدام أودى بحياته الطاهرة، في التاسع من ذي القعدة سنة 1405هـ، الموافق 27/7/1985م. وبدأت مراسم العزاء بإقامة الفاتحة لعدة أيام على روح الفقيد العزيز.