ميكائيل عليه السلام
وهو الملك الموكّل بركن الرزق، له جهة وأجنحة عقلانية يطير بها في الجهات العقلية ويتبعه في تلك الجهات أعوانه المجانسون لها، وله جهة وأجنحة نفسانية يطير بها في الجهات النفسية ويتبعه في تلك الجهات أعوانه المجانسون لها، وله جهة وأجنحة نفسانية يطير بها في الجهات النفسية ويتبعه في تلك الجهات أعوانه المجانسون لها، وله جهة وأجنحة جسمانية يطير بها في الجهات الجسمية ويتبعه في تلك الجهات أعوانه المجانسون لها، فهذه ثلاثة أركان لميكائيل عليه السلام يتصرف بها كما أمره الله تعالى في العوالم الثلاثة: عالم الجبروت، وعالم الملكوت، وعالم الملك.
وفي خبر ابن عباس: ميكائيل خلقه الله بعد إسرافيل بخمسمائة عام من رأسه إلى قدمه شعوره من الزعفران، وأجنحته من زبرجد أخضر على كلّ شعرة ألف ألف وجه في كل وجه ألف ألف فم، وفي كل فم ألف ألف لسان، وعلى كلّ لسان ألف ألف عين تبكي رحمة على المذنبين من المؤمنين، فيقطر من كل عين سبعون ألف ألف قطرة فيصير ملكاً على صورة ميكائيل وأسماؤهم الكروبيون، وهم أعوان لميكائيل موكلون على القطر والنبات والأوراق والثمار، فما من قطرة في البحار ولا ثمرة على الأشجار إلا وعليها ملك موكل.
وفي حديث كعب قال: ميكائيل عليه السلام لا يعرف أحد صفته ولا صفة ريشه ولا عدد أجنحته ولا يقدر أحد على وصف تسبيحه إلا الله تعالى، ولو أنّ هذا الملك يفرغ فاه لم تكن السماوات والأرضون في فيه إلا كالخردلة في البحر الأعظم، ولو أن هذا الملك أشرف على أهل السماوات الأرض لا حترقوا من نوره.