بسم الله الرحمن الرحيم


 


فضيلة السيد جميل المصلّي حفظه الله


* أنا شاب ملتزم بنهج أهل البيت عليهم السلام وأهوى الأبحاث العقائدية واستمع المحاضرات، وامتلك كثيراً من الكتب.


بماذا تنصحون؟ وهناك بعض الأمور تخفى على فهمي.


 


الإجابة:


 


 اعلم يا أخي بأن تلكم الأبحاث تخصصّية تبتني على طي مقدمات تخدم هذا الفن، وهي ليست شرعة لكل وارد.


ومن جملة تلك المقدمات بل من أكبرها الصدق مع النفس وعدم الاستعجال. أي مدى قوة قابليتك لفهم المطالب من عدمها.


 ومجرد حبك لهذا الفن لا يعني هضمك لمطالبه وربما أدّى إلى نتائج سلبية لاستحكام الشبه وأنت تعلم بأن كل فن يحتاج إلى أستاذ خبير مسلّط على المادة العلمية.


أما القفز بهذه الصورة فيسمى تصحيفاً ولأجل ذلك يعسر عليك فهم بعض الأمور، وأضرب لك مثالاً حياً ألا وهو تعاملك من جهاز الحاسوب – الكمبيوتر- فإنك تتعامل معه بحسب المصطلحات ودرست في معهد علمي مكّنك من إجادة التعامل معه.


 وأنت تحرص دائماً على التعامل معه بحسب ما درست. وإن أي خطأ في التعامل فإن نتيجته معلومة وهي المعلومة الخاطئة كذلك تعاملك مع تلك الأبحاث يحتاج إلى دراسة قوية وقابلية عالية الاستيعاب.


لا أود أن أصف هذا الهوى بالتطفل لكنها الحقيقة التي لا مهرب منها وعليك أن تعيد النظر في مثل تلك القراءات وكذلك فإن هذه الأبحاث تحتاج إلى دقة عقلية بل هي عمادها. وإن بعض المطالب مرتبط مع بعضه البعض فهل يعقل أن تمتلك كتاب الحكمة المتعالية لصدر المتألهين رحمه الله وأنت بعد لم تهضم بداية الحكمة للعلامة الطباطبائي صاحب الميزان قدس سره؟!


أذن كيف ستفهم ما يطرحه السيد كمال الحيدري حفظه الله في المعاد مثلاً؟!


فاختر الأنسب لقابليتك ودع الصعب، وهناك أبحاثاً مبسّطة عامة، واشتغل بالأهم من القراءة النافعة الهادفة وإذا قرّرت أن تنخرط في الحوزة العلمية حينها يمكنك طي مقدمات تلك الأبحاث ولن يعسر عليك شيء وإذا عسر فسوف تبحث عنه مع أهل الصناعة.


        وحدّة الذكاء وحدها ليست كافية في أمثالك فينبغي عليك قبل كل شيء هو السعي لأستاذ بصير لدراسة أوليات هذا الفن.


 وأنا متأكّد بأنك سوف تعشق هذا الفن أكثر من الآن.


وشيء جميل أن يقوّي المرء من عقيدته في زمن الردة الفكرية الثقافية، لكن الأولى أن تكون تلك الاقوائية مبتنية على أسس صحيحة وفق المنهج العلمي الرصين.


هذا ما لزم بيانه ودمت في الحفظ ورعاية المولى تبارك وتعالى.


ولولا خشية الإطالة لأطلت ودمتم سالمين.  

... نسألكم الدعاء ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *