شهادته


استشهد (ع) يوم العاشر من محرم الحرام سنة إحدى وستين للهجرة في كربلاء بالعراق ودفن هناك وله مزار عظيم يتكدس على اعتابه الذهب ، في بناءٍ تعب الفن المعماري الإسلامي لإخراجه ، فكان كما أراد الله عظمة وسمواً ورفعه يقصده مئات الألوف من الزوار .


وقد استشهد (ع) مع سبعة عشر من أهل بيته وأثنين وسبعين من أنصاره ، ليس لهم على وجه الأرض من مثيل قُتيلوا شهداء مظلومين عطاشى صابرين محتسبين ، ثائرين على الظلم والفساد ، والباطل ن وهم على مقربة من نهر الفرات ومياهه العذبة المتدفقة .


وقد بقيت أجسادهم الطاهرة ملقاة على وجه التراب بلا رؤوس ثلاثة أيام بلياليها إلى أن قدم الإمام زين العابدين ودفنهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، وساعده في ذلك أناس من بني أسد لم يشهدو وقعة كربلاء ، فدفنوا جثثهم الطاهرة الزكية بلا غسل ولا حنوط ولا كفن فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون .


وأيام الحسين (ع) أيام خالدة أنارت الدرب للناهضين والمجاهدين ، للمستضعفين والمحرومين ، وحياة الحسين (ع) كلها مشاعل اضاءت طريق الأحرار الذين لا يقبلون الذل والهوان ، ويرفضون العبودية إلا لله الواحد القهار .


لقد وقف الحسين (ع) بوجة يزيد بن معاوية الذي مارس مختلف أنواع المحرمات ، وقتل النفس المؤمنة بغير حق ، واستعبد الأمةالإسلامية وأعاد الأيام الجاهلية الأولى . ويزيد هو الذي استباح المدينة المنورة في وقعة الحرة لجنوده ، فهتكت الأعراض ، وقتلت الأنفس ، وكان كل مدني بعد تلك الوقعة يزوج ابنته ولا يشترط بكارتها ، وهو الذي أمر عاملة الحجاج بضرب الكعبة المشرفة بالمنجنيق ، فتصدعت حيضانها واشتعلت النيران فيها ، بسبب تحصن عبدالله بن الزبير فيها ،فأي شخصِ هذا الذي يبايعه الحسين .
وكانت نهضة الإمام الحسين رفضاً للظلم وطلباً للإصلاح في الأمة الإسلامية ، وفي كربلاء الحسين انتصر الدم على السيف ، فأين ذكر يزيد بن معاوية ( لعنه الله ) وأتباعه ، بينما ذكر الحسين باق في كل مكان ، وكل زمان .


وتسابق آل بيت الرسول وهم بني هاشم على نصرة الحسين والدفاع عنه ، وتقدمهم الأنصار الذين رفضو الأنصياع والأنقياد إلى زمرة الظلم والجور والعدوان ، ونالوا شرف الشهادة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، أمثال العباس بن علي بن ابي طالب (ع) والحر بن يزيد الرياحي (رض) وزهير بن القين (رض) وحبيب بن مظاهر الأسدي (رض) وأمثالهم ممن اقترنوا مع الحسين في الدنيا والأخرة .


ولم يكتفِ عمر بن سعد (لعنه الله ) بقتل الحسين ، حتى اوطئ الخيل صدر الحسين سلام الله عليه ، بعد قتله (ع) وسبي نساءه بغير ستر ولا وطاء بأمر من يزيد بن معاوية ( لعنه الله ) وذهبو بأل الرسول إلى الكوفه ثم أرسلوهن إلى الشام على دربٍ طويل .
ولقد غربت شمس يوم عاشوراء عن عقائل بيت النبوة وهن ثاكلات حائرات بلا محامي أو كفيل وحولهن اليتامى يتضاغون من الجوع والعطش هذه تندب أخاها والأخرى تندب ولدها وتلك تندب عمها وأباها :


وكان يزيد بن معاوية (لعنه الله ) عند وصول السبايا إلى الشام على جبل جيرون خارج دمشق يتنزه فلما رأى السبايا والرؤوس على اطراف الرماح فرح فرحاً شديداً وأنشأ يقول :


وأدخلوهن مجالس الرجال ، وضربوهن وأهانوهن ، واستقبلهم اهل الشام بفرحٍ وسرور، وزينة وحبور ، ضاربين الدفوف ، وكان المنادي يصيح بهم في الشام بالخوارج ، وأدخل زين العابدين (ع) والسيدة زينب على يزيد وأخد يعبر عما في نفسه من حقد وكره ، وأدخل رأس الحسين (ع) ووضع في طشت من ذهب فأخذ يزيد (لعنه الله) القضيب وجعل ينكث ثغر الحسين (ع) وهو يقول معبراً عن انتقامه من الرسول (ص) ومن الإمام علي (ع) وما صنعه ( الإمام علي ) بأشياخ قريش في يوم بدر وحنين وكافة الغزوات :


وبعد أن ساد الوعي وتنبه الناس إلى قبح ما ارتكبه يزيد ( لعنه) ، وكثرالنقد له ، والتنديد به خاف يزيد ( لعنه) وقوع الفتنة في الشام فعجل بإخراج أهل البيت (ع) وأعادهم إلى المدينة المنورة .ألا لعنة الله على القوم الظالمين ، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين . والصلاة والسلام على الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى الشهداء بين يدي الحسين جميعاً ورحمة الله وبركاته

... نسألكم الدعاء ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *