عن أبي جعفر عليه السلام قال: خلق الله تبرك وتعالى أرض كربلاء قبل أن يخلق الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام، وقدسها وبارك عليها، فما زالت قبل أن يخلق الله الخلق مقدسة مباركة ولا تزال كذلك حتى يجعلها الله أفضل أرض في الجنة، وأفضل منزل ومسكن يُسكن الله فيه أوليائه في الجنة.
وعن على بن الحسين عليه السلام قال: إتخذ الله أرض كربلاء حرماً آمناً مباركاً قبل أن يخلق الله أرض الكعبة ويتخذها حرماً بأربعة وعشرين ألف عام، وانه إذا زلزل الله تبارك وتعالى الأرض وسيرها، رفعت كما هي بتربتها نورانية صافية، فجعلت في أفضل روضة من رياض الجنة، وأفضل مسكن في الجنة لا يسكنها إلا النبيون والمرسلون {وأولوا العزم من الرسل} وإنها لتزهر بين رياض الجنة كما يزهر الكوكب الدري بين الكواكب لأهل الأرض، يغشى نورها أبصار أهل الجنة جميعاً وهي تنادي أنا أرض الله المقدسة الطيبة المباركة التي تضمنت سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة.
وقال صفوان الجمال سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إن الله تبارك وتعالى فضل الأرضين والمياه بعضها على بعض، فمنها ما تفاخرت، ومنها ما بخت، فما من ماء ولا أرض إلا عوقبت لتركاه التواضع لله، حتى سلط الله المشركين على الكعبة وأرسل إلى زمزم ماء مالحاً حتى أفسد طعمه، وأن أرض كربلاء وماء الفرات أول أرض وأول ماء قدس الله تبارك وتعالى فبارك الله عليها، فقال لها تكلمي بما فضلك الله تعالى، فقد تفاخرت الأرضون والمياه على بعضها البعض، قالت أنا أرض الله المقدسة المباركة الشفاء في تربتي ومائي ولا فخر بل خاضعة ذليلة لمن فعل بي ذلك، ولا فخر على من دوني، بل شكراً لله، فأكرمها وزاد في تواضعها وشكرها الله بالحسين عليه السلام وأصحابه، ثم قال أبو عبدالله عليه السلام من تواضع لله رفعه ومن تكبر وضعه الله تعالى.
وقال عليه السلام: إن أرض الكعبة قالت من مثلي وقد بنى الله بيته على ظهري، ويأتيني الناس من كل فج عميق، وجُعلت حرم الله وأمنه، وأوحى الله إليها أن كفي وقري فوعزتي وجلالي، ما فضل ما فُضلت به فيما أعطيت به أرض كربلاء إلا بمنزلة الإبرة غرست في البحر فحملت من ماء البحر، ولو لا تربة كربلاء ما فضلتك ولولا ما تضمنته أرض كربلاء لما خلقتك ولا خلقت البيت الذي أفترخت به فقري واستقري وكوني دنياً متواضعاً ذليلاً ميهناً غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء وإلا سخت بك وهويت بك في نار جهنم.
وعن أو جعفر قال: الغاضرية هي البقعة التي كلم الله فيها موسى بن عمران عليه السلام، وناجى نوحاً فيها، وهي أكرم أرض الله عليه، ولولا ذلك ما استودع الله فيها أوليائه وأنبيائه.
وعن أبي عبدالله عليه السلام قال: موضع قبر الحسين عليه السلام من يوم دفن روضة من رياض الجنة ومنه معراج يعرج بأعمال زواره إلى السماء، فليس ملك في السماء ولا في الأرض إلا وهم يسألون الله في زيارة قبر الحسين عليه السلام ففوج ينزل وفوج يعرج