الجمعة 29 جمادى الأولى 1428هـ الموافق 15 يونيو (حزيران) 2007م
—————————————————
الخطبة الأولى:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ الملكِ الجبّار، الواحدِ القهّار، العليمِ الستّار، الكريمِ الغفّار، يعلمُ خائنةَ الأعينِ ومرمى الأبصار، وما تُخفي الصدورُ وما خطر بالأفكار، مستغنٍ بعلمِه عن المساعدةِ والإخبار.
أحمدُه بما مكَّنني من حمدِه، مقراً بعجزي عن إحصاءِ ما أعطى من عندِه، وأسبغ عليّ وعلى كلِّ خلقِه من وجدِه، سائلاً إيّاه التوفيقَ لما يقربنا من رفدِه، وأن يهديَني وإيّاكم لنكونَ من جندِه، ويلحقَنا بعبادِه الصّالحين، ويثبِّتَ أقدامنا على خطى المؤمنين. وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له في مملوكاتِه، ولا نظيرَ له في ذاتِه وصفاتِه، وأشهدُ أنّ محمداً (ص) عبدُه الذي فضّله على خلقِه أجمعين، واصطفاه للرسالةِ إلى جميعِ العالمين، وأرسله خاتماً به الأنبياءَ والمرسلين، وجعل الصّلاةَ عليه مفتاحاً لبابِ رحمتِه بيدِ المؤمنين. اللهمّ صلِّ عليه وعلى أخيه عليٍّ أميرِ المؤمنين، وآلِهما الطيّبينَ الطّاهرين، صلاةً تنفعُنا بها في الدّنيا وفي يومِ الدّين، وتجللًنا بها رحمتُك يا أرحمَ الراحمين.
أيُّها الإخوةُ والأخوات، من المؤمنينَ والمؤمنات، اتَّقوا اللهَ في السرِّ والعلانية، واعلموا أنّه سبحانه لا تخفى عليه خافية، ولا تعصوه بما أتمّ عليكم من العافية، وما أسبغ من نعمِه الضافية، واعبدوه وحدَه بنيَّةٍ خالصةٍ صافية، من قبلِ أنْ يأتيَكم المنُون، ويفرِّقَ بينكم وبين ما تملكون، وينتزعَكم ممَّن تُحبِّون، فيساقَ كلٌّ منكم إلى مصيرِه وقرارِه، الذي سعى إليه بإرادتِه واختيارِه، كما أوضحَ الرَّحمنُ في أجلى وأصدقِ بيان، حيثُ قال في محكمِ القرآن: ((يومئذٍ يصدرُ النَّاسُ أشتاتاً ليُرَوا أعمالَهم، فمن يعملْ مثقالَ ذرَّةٍ خيراً يره، ومنْ يعملْ مثقالَ ذرَّةٍ شراً يره))(1)، فلا يدفعُ عنه أحدٌ من رفاقِه ولا عشيرتِه، فقد أفردوه بأعمالِه في حفيرتِه، واقتسمَ ورثتُه ما جمعَ من أموالِه وذخيرتِه، وأصبح إمّا مُنعَّماً في ملحودتِه، متقلباً في نِعمِ اللهِ ورحمتِه، أو مُسهَّداً كالمخدرين، لا يحسُّ ولا يدري هو أين، حتى ينفخَ في الصُّورِ، ويبعث كلُّ مَن في القبور، أو كان في قبرِه من المعذَّبين، بما شاءَ اللهُ ربُّ العالمين، الذي أوضحَ في القرآنِ العظيم، حقيقةَ ما ذكرناه من التقسيم، حيثُ قال في آياتِه السّاطعة، ضمن سورةِ الواقعة: ((فأمّا إنْ كان من المقرَّبين، فروحٌ وريحانٌ وجنَّةُ نعيم، وأمَّا إنْ كان من أصحابِ اليمين، فسلامٌ لك من أصحابِ اليمين، وأمَّا إنْ كان من المكذِّبينَ الضَّالِّين، فنُزُلٌ من حميمٍ وتصليةُ جحيم، إن هذا لهو حقُّ اليقين، فسبِّحْ باسمِ ربِّك العظيم))(2).
فاتَّقوا اللهَ عبادَ الله، وبادروا إلى التوبةِ من كلِّ الذُّنوب، وسارعوا لاستغفارِ علاّمِ الغيوب، فقد نبّأكم في أصدقِ إخبار، حيثُ وصفَ نفسَه بالرَّحيمِ الغفَّار، فقال سبحانه: ((وإنّي لغفَّارٌ لمن تابَ وآمن وعمل صالحاً ثمَّ اهتدى))(3)، واحذروا أيُّها المؤمنون، أن تستصغروا شيئاً من ذنوبِكم، فتكبُرَ بذلك عند ربِّكم، كما ورد عن الصَّادق (ع) في الأخبار، أنْ “لا صغيرةَ مع الإصرار، ولا كبيرةَ مع الاستغفار”(4)، ولا تيأسوا من رحمةِ اللهِ مهما كبُرتْ المعصيات، وكثُرتْ الذنوبُ والزَّلات، فقد نهاكم عن ذلكم الرَّبُّ العظيم، في كتابِه الكريم، حيثُ أمر نبيَّه ليخبرَكم أنَّه بكم رحيم، فقال: ((نبِّئ عبادي أنّي أنا الغفورُ الرَّحيم))(5)، وقال جلَّ ذكرُه: ((قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسِهم لا تقنطوا من رحمةِ الله، إنَّ اللهَ يغفرُ الذُّنوبَ جميعا، إنَّه هو الغفورُ الرَّحيم))(6).
واعلموا هداني اللهُ وإيَّاكم إلى الصَّواب، وكفاني وإيَّاكم المضلَّ من البلاءِ وشرَّ العذاب، أنَّه سبحانه كما نهاكم وحذَّركم من اليأسِ من رحمتِه، فقد نهاكم وحذَّركم من الأمنِ من أخذِه وسطوتِه، ومن عذابِه وشدَّتِه، وآثارِه واستمراريَّتِه، الذي أخبركم عنه في دستورِ شريعتِه، فقال جلَّ جلالُه: ((إنَّ الذين كفروا بآياتِنا سوف نصليهم ناراً كلّما نضجتْ جلودُهم بدَّلناهم جلوداً غيرَها ليذوقوا العذاب، إنَّ اللهَ كان عزيزاً حكيما))(7).
فآمنوا باللهِ وما أنزل واحذروا وعيدَه، واعملُوا بما أمرَكم راجينَ وعودَه، فقد وعدَكم خيراً في القرآن، فقال في أوضحِ بيان: ((والذين آمنوا وعملوا الصَّالِحاتِ سندخلُهم جنَّاتٍ تجري من تحتِها الأنهارُ خالدينَ فيها أبداً لهم فيها أزواجٌ مطهَّرةٌ وندخلُهم ظلاً ظليلا))(8).
ألا وإنَّ خيرَ ما ختم به واعظٌ وتلاه، وأنفعَ ما تدبَّرَه مؤمنٌ ووعاه، كلامُ اللهِ العظيمِ في كتابِه الكريم، أعوذُ باللهِ من الشَّيطانِ الرَّجيم، ((بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم، والعصرِ، إنَّ الإنسانَ لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصَّالحاتِ وتواصوا بالحقِّ وتواصوا بالصَّبر))(9).
أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ لي ولكم وللمؤمنينَ والمؤمناتِ، إنَّه هو الغفورُ الرَّحيم، والتوَّابُ الكريم.
الجمعة 29 جمادى الأولى 1428هـ الموافق 15 يونيو (حزيران) 2007م
———————————————————–
الخطبة الثانية:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ خالقِ الأرضِ والسماوات، وما فيهِنَّ وما بيْنَهُنَّ مِنَ الكائنات، مُقَدِّراً على بعضها الجُمود، وباعِثاً في بعضها الحياة، لحكمةٍ بَيَّنَ بعضَ وُجوهِها بِوَحْيِه، وأذِنَ أنْ يَكتـشفَ بعضَها العاقلُ بِوَعْيِه، واحتفظَ بحقيقةِ حكمتهِ لِنَفْسِه، لمْ يُطلِع عليها أحداً مِنْ ملائكةِ قُدْسِه، وحجبَ عنها عقولَ جِنِّهِ وإنْسِه؛ فالمؤمنُ مَنْ سَلَّمَ للهِ بِقُدرتِه، وتَيَقَّنَ الحكمةَ في مشيئَتِه، والصَّوابَ في خلقتِه، وأقَرَّ على نفسِه بالجهلِ والقصورِ عَنْ غايَتِه، والكافرُ مَنْ خرجَ على فِطرتِه، ووضعَ نفسهُ في غيرِ منزِلته، وجحدَ ما ظهرَ مِنْ قُدرةِ اللهِ وعَظمتِه.
أحمدُه على نِعَمِهِ التي جَلَّلَنيها، مُعترِفاً بأنَّني لا أُحصيها، ومُقصِّراً في شكرهِ عليها، وأسألُه العفوَ عمّا فرَّطتُ مِنْ أمرِهِ فيها. وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه وحدَه وحدَه، لا شريكَ له ولا محيطَ بما عنده. وأشهدُ أنَّ محمداً (ص) عبدُه الذي اصطفاه وأعدَّه، وأرسلَه حاكماً بأنْ لا نبيَّ بعده، خاتِماً به النَّبِيّين، ومُسَوِّداً لهُ على جميعِ المرسلين، صلّى اللهُ عليهِ وعلى عليٍّ أميرِ المؤمنين، وآلِهِما الأئمَّةِ المعصومين. اللهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وآلِ محمد، كما صلَّيْتَ على إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ إنَّكَ حميدٌ مجيد.
أيُّها الإخوةُ المؤمنونَ باللهِ وما أوحى، المحبورونَ بما أسبغَ وأعطى، المُستَخلَفونَ في أرضِه، على ما مَنَحكُم منْ فضلِه، المُبْتَلَوْنَ بحمدِه وشكرِه، أدعوكم ونفسي قبلكم إلى تقوى اللهِ تعالى ربِّكم، والالتزامِ بطاعتِه فيما أمرَكم ونهاكم، فإنَّ ذلكَ خيرُ زادِكم مِنْ مَمرِّكم، لِتُسعَدونَ به في دارِ مقرِّكم، فقد وردَ عنْ أميرِ المؤمنينَ (ع) إِمامِكم قولُه: ” الدُّنيا دارُ مَمَر، والآخرةُ دارُ مَقَر، فخُذوا مِنْ مَمَرِّكُم لمَقَرِّكُم، ولا تهتكوا أستارَكم عند من يعلمُ أسرارَكم، وأخرجوا من الدُّنيا قلوبَكم قبل أنْ تخرجَ منها أبدانُكم، ففيها اختُبرتم، ولغيرِها خلقتُم. إنَّ الجنازةَ إذا حُمِلت قال النَّاس: ماذا ترك؟ وقالت الملائكة: ماذا قدَّم؟”(10).
فتحصَّنوا أيُّها الأخيار، بتقوى العزيزِ الجبَّار، في الحضرِ وفي الأسفار، وتسلَّحوا بها في مواجهةِ الأهواءِ والشهوات، وكبحِ جماحِ النُّفوسِ الميَّالةِ للملذَّات، واستعينوا بها على عدوِّكمُ الشيطان، الذي أخرجَ أبويْكم من الجنان، وآلى على نفسِه أن يترصَّدكم من كلِّ جهةٍ ومكان، مستغلاً كلَّ فرصةٍ وإمكان؛ ليوقعَكم فيما وقع فيه من معصيةِ الديَّان، ويسخطَ عليكم الجليل، فتذُوقوا العذابَ الوبيل.
وحيث إنَّكم أيُّها الإخوةُ والأخوات، تعيشون أيَّامَ تعطيلِ البنين والبنات، بتوقُّفِ الدِّراسةِ في المدارسِ والجامعات، ويستعدُّ الكثيرونَ للسَّفرِ والتنقُّلات، فأنصحُكم باختيارِ الأماكنِ المقدَّسةِ المعظَّمة، من أمثالِ مكَّةَ المكرَّمة، والمدينةِ المنوَّرة بالهجرةِ النبويَّة، ومشاهدِ العترةِ المصطفويَّة، فإنَّها – ولا شك- تحظى بالأولويَّة، لدى أهلِ المعرفةِ والرويَّة، حيثُ فيها تُضاعفُ الحسنات، وتمحقُ السَّيِّئات، وتُستجابُ الدَّعوات. واحذروا ممّا يزيِّنُه الشَّيطانُ من الملذَّاتِ في حلِّكم وسفرِكم من المحرَّمات.
ولا تجعلوا من أيَّامِ الرَّاحةِ والتَّعطيل، مسرحاً يلعبُ بكم فيه الضلِّيل، فتُضِيعونَ نهارَكم في النَّومِ وتسهرون الليل، فيما لا عائدَ منه ولا تحصِيل، من متابعةِ المسلسلات، والتَّسكُّعِ في الطُّرقات، والتهاونِ في أوقاتِ الفرائضِ والصلوات، فما خلقكمُ اللهُ للَّهوِ والكسل، بل خلقكم للعبادةِ والعمل.
فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ واستعينوا به على أنفسِكم، واستعيذوا به من عدوِّه وعدوِّكم، وتوسَّلوا إليه برحمتِه المرسلِ إليكم، والأئمةِ الأطهارِ حججِه عليكم، وأعِلنوا البراءةَ من أعدائِهم، الذين أزاحوهم عن مراتِبِهم، واستعانوا بكلِّ وسيلةٍ في الحربِ عليهِم، فأصبح أئمتُنا(ع)، بين قتيلٍ مضرجٍ بالدم، وبين مقطعةٍ أحشاؤُه بحرارةٍ السم، حتى غيَّبَ اللهُ خاتمَهم، حافظاً بإرادتِه قائمَهم، وسيُخرجُه في الوقتِ المناسبِ طالباً ثأرَهُم من السابقينَ الذين قتلوهم، واللاحقينَ الذين تتبعوا آثارَهم، معلنينَ عن أسفِهِِم وندمِهم، حيث لم يشتركوا في سفك دمائِهِم، فراحوا يعملون على هدمِ مشاهدِهم، وإراقةِ دماءِ زاِئرِهم وقاصدِهم. وما حصلَ أمس لمرقدِ الإمامين العسكريين عليهما السلام، ليس إلا دليلاً على ما نقول. وإنَّني لأتمنى أنْ لا يتسرعَ الأخوةُ المؤمنونَ من العراقيين بتوجيهِ الاتهامِ إلى أيِّ فئةٍ تنتمي إلى المسلمين، وإنَّني لأحتملُ أنَّ الفاعلَ لهو من أعداءِ هذا الدين، من الشيوعيين والبعثيين، أو من عملاءِ الغربيين والأمريكيين، وبغرضِ إثارةِ الفتنةِ الطائفية، وإشعالِ الحربِ بين الفرقِ الإسلامية. فأعلنوا أيُّها المؤمنونَ التمسكَ والالتزامَ بولايةِ حججِ اللهِ على الأنامِ، بالإكثارِ جهرةً من الصَّلاةِ والسَّلامِ على النَّبيِّ محمدٍ وآلِه الهداةِ الأعلام.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على صفيِّكَ ونجيِّكَ، وحبيبِكَ ووليِّك، من لمْ تخلُق شيئاً لولاه، أبي القاسمِ محمدِ بنِ عبدِ الله.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على الفادي بنفسِهِ المختار، النائِمِ في فراشِه ليلةَ الغار، قامِعِ الأشرار، وقاتِلِ الكفَّار، وصيِّ رسولِكَ بالنصِّ عليٍّ الكرار.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على الطَّاهرةِ الزكيَّة، والحوراءِ الإنسيَّة، سيِّدةِ نساءِ العالمينَ أجمعين، فاطمةَ الزهراءِ أمِّ الحسنين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على زينةِ عرشِ الرَّحمن، سيِّديْ شبابِ أهلِ الجنان، الإماميْنِ الفاضليْن، بنصِّ سيِّدِ المرسلين، أبي محمَّدٍ الحسن، وأخيهِ الشهيدِ الحسين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على مزلزلِ عرشِ الظَّالمين، بخطابِه في مجلسِ يزيدَ اللعين، الإمامِ بالنصِّ، أبي محمدٍ عليِّ بنِ الحسين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على مؤسِّسِ حوزةِ الدِّين، وناشرِ علومِ المرسلين، من أهداهُ النبيُّ سلامَهُ على يدِ جابِر، الإمامِ بالنصِّ، محمَّدٍ الباقر.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على أستاذِ الفضلاء، المتباهِي بحضورِ درسِهِ العلماء، مظهرِ دقائقِ الحقائق، الإمامِ بالنصِّ، جعفر الصَّادق.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على مهذِّبِ الشيعةِ في سلوكِهِم، وآمِرِهِم بالدَّعوةِ إلى الدِّينِ بغيرِ ألسنَتِهِم، القائمِ الصَّائم، الإمامِ بالنصِّ موسى الكاظم.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على المظلومِ المهتظم، بما يحسبُ الجاهلُ أنَّهُ مكرَّم، المفرَّقِ بينَهُ وبين أهلِهِ وأوليائِهِ حتى قضى، الإمامِ بالنصِّ، عليِّ بنِ موسى الرِّضا.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على المغرَّبِ مثلَ أبيه، عن شيعتِهِ وذويه، المبتلى بصحبةِ أهلِ العنادِ والتيه، الناشِرِ لأمرِكَ بالسَّداد، الإمامِ بالنصِّ، محمدٍ الجواد.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على الهادييْنِ المهدييْن، الحجَّتيْنِ الولييْن، المتقصَّدَيْنِ حتّى في قبرَيْهما، المهدومِ بالتفجيرِ والقصفِ مشهدُهما، محاولةً فاشلةً لإطفاءِ نورِ اللهِ المتجسِّدِ فيهما، الإماميْنِ العلييْن، عليِّ بنِ محمدٍ الهادي وابنِهِ الحسنِ العسكرييْن.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على مظهرِ العدلِ والإيمان، الدَّاعي لنفسِهِ بالفرجِ والأمان، حجَّتِكَ على الإنسِ والجان، المنتظرِ المهديِّ صاحبِ الزَّمان.
اللهمَّ عجِّل لهُ فرجَك، وأوضِح به منهجَك، وانصُر به أولياءَكَ وحججَك، واكتُبنا في أحبَّائِهِ وأودَّائِه، وأنصارِه على أعدائِه، والمستشهدينَ تحت لوائِه. اللهمَّ وثبِّت قلوبَنا على الدِّين، واكفِنا شرَّ الحاسدين، وكيدَ الجائرين، وأعزَّنا وجميعَ المؤمنين، وأعِنَّا على أنفسِنا بما تعينُ به الصَّالحين، بمحمدٍ وآلِه الطَّاهرين، يا أرحمَ الراحمين.
واعلموا أيُّها المؤمنون، بأنَّ خيرَ ما يختمُ به الواعِظون، كلامُ مَنْ يقولُ للشيءِ كنْ فيكون، أعوذِ باللهِ من الشيطانِ الرَّجيم، ((بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم، إنَّ اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ و إيتاءِ ذي القربى، وينهى عن الفحشاءِ والمنكرِ والبغي، يعظكُم لعلَّكُم تذَّكرون))(11).
وأستغفرُ اللهَ لي ولكم ولجميعِ المؤمنينَ والمؤمنات، الأحياءِ منهُم والأموات، إنَّه سميعُ الدعاءِ، مجيبٌ كريم.
____________________________________________________________________________________
* الهوامش:
(1) سورة الزلزلة/ الآية 6-8.
(2) سورة الواقعة/ الآية 88-96.
(3) سورة طه/ الآية82.
(4) الكافي للكليني/ ج2/ ص288.
(5) سورة الحجر/ الآية 49.
(6) سورة الزمر/ الآية 53.
(7) سورة النساء/ الآية 56.
(8) سورة النساء/ الآية 57.
(9) سورة العصر كاملة
(10) بحار الأنوار للعلاَّمة المجلسي/ ج75/ ص67.
(11) سورة النحل/ الآية 90.