الجمعة 28 جمادى الثانية 1428هـ الموافق 13 يوليو (تمّوز) 2007م

————————————————-

الخطبة الأولى:

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

      الحمدُ للهِ خيرِ المسئولين، وأوسعِ المعطين، وأكرمِ المنعمين، لكلِّ العالمين، لا يُردُّ سائلُه، ولا ينفد نائلُه، ولا يخِيبُ آملُه، يُنعمُ على سائليه، ويصلُ قاطعيه، ويمنُّ على جاهليه، ويجزي شاكريه، ويتفضَّلُ على منكريه، يضاعفُ لمن شكره، في الدنيا والآخرة، ويمهلُ من جحده وأنكره، فإن تراجع بصَّره، وإذا تاب عن ذنبِه غفرَه، وأسقطه عنه وكفَّره، وجلَّله بالرحمةِ وستره، فإذا تقرَّب إليه بالصالحات، بدَّل سيئاتِه إلى حسنات، كما أخبرَ فيما أنزلَ من بيِّنات، موضحاً في محكمِ الآيات: ((إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يبدِّلُ اللهُ سيئاتِهم حسنات، وكان اللهُ غفوراً رحيما)).

      أحمدُك ربِّي وأشكرُك، وأجلُّك وأكبرُك، وأتوبُ إليك وأستغفرُك، وأستعينُ بك وأستنصرُك، على شرورِ ووسوسةِ النَّفس، وأعدائي من الجنِّ والإنس، فحبِّبْ نفسي لمراضيك، وكرِّهها لمعاصيك، وخذ بناصيتي إليك، واجعلني والسامعين، وإخوانَنا المؤمنين، عالمينَ وعاملين، بما أنزلته من الدين، مصدِّقينَ سيِّدَ المرسلين، ومهتدين ومقتدين، بآلِه الأئمةِ المعصومين، صلواتُك عليهم أجمعين، وثبِّتنا على ذلك ما أحييتنا، وارحمنا به إذا توفَّيتنا، برحمتِك يا أرحمَ الرَّاحمين. وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمَّداً (ص) عبدُه ورسولُه. اللهمَّ صلِّ وسلِّم على المصطفى محمَّدٍ وعلى وصيِّه المرتضى علي، وآلِهما الطيبين الطاهرين.

      أيُّها الإخوةُ المؤمنون، أوصيكم ونفسي قبلَكم فاسمعون، بتقوى اللهِ في ما تعملون، ممَّا تُبدون وما تُخفون، وما تسرُّون وما تعلنون، فإنَّه لا تخفى عليه خافيةٌ أينما تكون، ولا يجهلُ مُصدِرَها كائناً من يكون، بل يعلمُها قبلَ أن تكون، فاعرفوا من هو وقدِّروه، واذكروا آلاءَه عليكم واشكروه، وأقلِعوا عن معصيتِه واستغفروه، فقد أخبرَكم أنَّكم إذا استغفرتم، غفرَ لكم ما أذنبتم، ومحا عنكم ما أسأتم، وبالمداومةِ على الاستغفار، يضاعفُ الخيرَ في الآخرةِ بل وفي هذه الدار، كما قال في أصدقِ إخبار، حيثُ أوضح في بيانِه الجلي، على لسانِ نوحٍ النَّبي (ع): ((فقلتُ استغفروا ربَّكم إنَّه كان غفّاراً، يُرسلُ السماءَ عليكم مدرارا، ويمددكم بأموالٍ وبنين، ويجعلُ لكم جنَّات، ويجعلُ لكم أنهارا)).

      فاتَّقوا اللهَ عبادَ الله، واطلبوا جوائزَه الفاخرة، في الدنيا والآخرة، واستثمروا أعمارَكم، وحوِّلوا عن الدنيا أنظارَكم، وأشخصوا إلى الآخرةِ أبصارَكم، وأعمروا ما تقدرون عليه من أوقاتِكم، بما دُعيتم إليه من عباداتِكم، وقدِّموا الأهمَّ على المهمِّ من طاعاتِكم، قبل أنْ يأتيَ الأجل، وتنتهيَ الفرصُ والمُهَل، فتفارقَ الأرواحُ الأبدان، ويسلِّمَكمُ الأقاربُ والخلاَّن، ويخذلَكم الأصدقاءُ والأعوان، ويقتسمَ الورثةُ ما تركه المورِّثُ من مالِه، ويتركوه بما هو فيه من حالِه، وما بعد الموتِ من أهوالِه، لا ينفعُه إلاَّ الصالحُ من أعمالِه، وما رضيَ اللهُ عنه من أفعالِه، وما كان صواباً من أقوالِه، فقد رُصدتْ عليه كلُّ تحركاتِه، ودوِّنتْ في صحيفتِه كلُّ كلماتِه، منذُ بدايةِ تكليفِه وإلى لحظةِ مماتِه، على يدِ ملائكةٍ مكرَّمين، لصحبتِه ملازمين، وبتدوينِ ما يقولُ ويفعلُ مأمورين، كما أخبرَ ربُّنا العظيم، في كتابِه الكريم، محذِّراً من عذابِه الأليم، وعقابِه الجسيم، وأنَّه سبحانه الخبيرُ العليم، بما توسوسُ به نفوسُكم، مشهِّداً ملائكتَه على ما أبديتُم من أفعالِكم، وأبرزتم بأقوالِكم، حيثُ قال: ((ولقد خلقنا الإنسانَ ونعلمُ ما توسوسُ به نفسُه، ونحنُ أقربُ إليه من حبلِ الوريد، إذ يتلقَّى المتلقيان عن اليمينِ وعن الشمالِ قعيد، ما يلفظُ من قولٍ إلا لديه رقيبٌ عتيد، وجاءت سكرةُ الموتِ بالحقِّ، ذلك ما كنتَ عنه تحيد، ونفخَ في الصُّورِ، ذلك يومُ الوعيد، وجاءت كلُّ نفسٍ معها سائقٌ وشهيد، لقد كنتَ في غفلةٍ من هذا، فكشفنا عنك غطاءَك فبصرُك اليومَ حديد)).

      فاتَّقوا اللهَ أيُّها المؤمنونَ والمؤمنات، في أنفسِكم وما خوَّلكمُ اللهُ من المكرمات، وادرءوا سخطَه بالتعصي على المعاصي والسيِّئات، واستدُّروا عطفَه ورحمتَه بالإكثارِ من الصَّالحات، وجمعِ الحسناتِ بما شرَّعَ من الطاعات.

      وقريباً سيدخلُ عليكم شهرُ رجب، وهو شهرٌ جعلَه اللهُ موسماً لأنواعٍ من القرب، التي منها الصِّيامُ والقيام، كما كان يفعلُ سيِّدُ الأوصياءِ أميرِ المؤمنينَ عليه السلام.

      ومنها العمرةُ وهي زيارةُ البيتِ الحرام، الذي جعلَه اللهُ للنَّاسِ خيرَ مقصدٍ ومقام، ووعدَ زائرُه بالأمنِ ونيلِ المرام.

      ومن الأعمالِ العباديَّةِ في شهرِ رجب، زيارةُ الحسينِ (ع)، فمن تمكَّنَ فلا تفتْه الزِّيارة، فإنَّها إلى اللهِ خيرُ تجارة، ومن لم يتمكَّن من الذَّهاب، فليكلِّفِ الزَّائرين، وليطلبْ منهمُ الدُّعاءَ عندِ قبر سيِّدِ الشُّهداء، ولْيُحسنْ في ربِّه الأملَ والرَّجاء.

      ولا تتكاسلوا أيُّها المؤمنون، عن إحياءِ ما فيه من المناسبات، التي يشدُّ إحياؤها الأمَّةَ بالقيادات، من ذكرياتِ مواليدِهم والوفيَّات، فأحيوها ناصبينَ أصحابَها قدوات، آخذينَ من أفعالِهم وأقوالِهمُ العِبرَ والعِظات، وتوجَّهوا إلى اللهِ بما ورد عنهم في رجبَ من الدَّعوات، والأورادِ والمناجاة، واسألوا ربَّكم أنْ يستجيبَ لكم بهم ويجعلَكم من السائرينَ على دربِهم، ويدخلَكم في رحمتِه بجاههم، واعلموا أنَّه لا نجاةَ من النِّيران، ولا فوزَ بدخولِ الجنان، إلا لمن ثبتَ في قلبِه الإيمان، وعمِلَ بما أمرَ به الرَّحمن، كما أخبرَكم في محكمِ القرآن، موضِّحاً في أجلى بيان، فتدبَّروا ما أنزلَ الملكُ العلاَّم، وهو خيرُ ما أختمُ به الكلامَ في هذا المقام، أعوذُ باللهِ من الشَّيطانِ الرَّجيم، ((بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم، والعصرِ، إنَّ الإنسانَ لفي خسر، إلا الذينَ آمنوا وعمِلوا الصَّالحاتِ وتواصَوا بالحقِّ وتواصَوا بالصَّبر)).

      وأستغفرُ اللهَ لي ولكم ولجميعِ المؤمنينَ والمؤمنات، إنَّه هو الغفورُ الرَّحيم.

الجمعة 28 جمادى الثانية 1428هـ الموافق 13 يوليو (حزيران) 2007م

————————————————-

الخطبة الثانية:

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

      الحمدُ للهِ ربِّنا، إلهِنا وسيِّدِنا، من العدمِ خلقنا، وبقدرتِه أوجدَنا، وبنعمِه غمرنا، وإلى الهدى أرشدنا، وعلى الخيرِ دلّنا، وبعبادتِه ألزمنا، وبطاعتِه كلّفنا، وبأرضِه عمّرنا، ثمَّ يُميتُنا ويقبرُنا، ثمَّ إذا شاءَ حشرَنا، ليجزيَ المسيءَ والمحسنَ منّا، كما أخبرَ في كتابه المنزلِ على نبيِّنا، حيثُ قال سبحانه: ((من يعملْ سوءاً يجزَ به، ولا يجدُ له من دونِ اللهِ ولياً ولا نصيرا، ومن يعملْ من الصَّالحاتِ من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن، فأولئك يدخلونَ الجنَّةَ ولا يُظلمون نقيرا)).

      أحمدُه تكرَّم فأعطى، وتفضَّل فأغنى، وحقَّقَ الكثيرَ من المُنى، وأسبغَ من النِّعمِ ما لا يُحصى، ودفع ما أحذرُ من البلوى، وما لم أدركْ من الأسواء، وفرَّجَ الكربَ وصرفَ الضرَّاء، وأراني ما لا يُعدُّ من السَّرَّاء، فله على كلِّ ذلك جزيلُ الشكرِ والثناء. وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمَّداً (ص) أعظمُ من خلقه وأفضلُ من أرسله، وخيرُ من بلَّغ عنه ما أوحاه وأنزله. صلَّى اللهُ عليه وعلى عليٍّ أميرِ المؤمنين، وآلِهما الأئمةِ المعصومين. اللهمَّ صلِّ وسلِّم عليهم صلاةً تميزهم بها على السَّابقين، وشفِّعهمْ فيمن صحبَهم بصدقٍ واللاحقين، واهدِنا بهم لما اختُلفَ فيه من الحقِّ يا ربَّ العالمين، برحمتِك يا أرحمَ الرَّاحمين.

      أيُّها المؤمنونَ الأخيار، اتَّقوا اللهَ العزيزَ الجبَّار، الذي خلقكم من صلصالٍ كالفخار، وفضَّلكم على كثيرٍ ممَّن خلقَ تفضيلا، وأحسنَ صورَكم وعدَّلكم تعديلا، وحباكمُ العقلَ والإرادةَ تكريماً وتكميلا، وكلَّفكم بطاعتِه تهذيباً وتذليلا، وفتح لكم إلى كلِّ خيرٍ مسلكاً وسبيلا.

      فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ حكّاماً ومحكومين، وقادةً ومقودين، واعملوا بدينِه فيما جعلكم مستخلفين، فإنَّ شريعةَ اللهِ أُنزلتْ لتحقيقِ أمرين:

الأول: التعبُّدُ للهِ سبحانه فيما أمر، وتنفيذِ حكمِه في الأمورِ الصغيرةِ وذاتِ الخطر، ولا تبطروا بما أنعمَ عليكم فيهلككم البطر، ولا تستكبروا عن عبادتِه فيذيقكم الأمر.

الأمرُ الثاني: أنْ تتوحَّدوا بعبادتِه، وأنْ لا يعلوَ أحدٌ على أحدٍ بنعمتِه، وما آتاه اللهُ من سلطانِه وقوَّتِه، مستذكِراً عظمةَ اللهِ وقدرتَه، وأنَّه كما أعطى بإرادتِه، يسلبُ ما أعطى بمشيئتِه، فتآخَوا على أساسِ التوحيدِ والإيمان، وحقِّقوا بسلوكِكُم ما أنزلَ في القرآن، حيثُ يقولُ الرَّحيمُ الرَّحمن: ((إنّما المؤمنونَ إخوة))، ولاحظوا أنَّ الآيةَ الكريمةَ حصرتْ وصفَ الإيمانِ في الذينَ يعيشونَ الأخوَّةَ فيما بينهم، ولا رابطَ لهُم إلا دينُهم.

      فتآخَوا أيُّها المؤمنونَ فيما بينكم، وتعاونُوا في مسارِكُم وعبادتِكُم، مستجيبينَ لأمرِ ربِّكُم، حيثُ يقول: ((وتعاونوا على البِّرِ والتقوى، ولا تعاونُوا على الإثمِ والعدوان، واتَّقوا اللهَ إنَّ اللهَ شديدُ العقاب)).

      ولا تُفرِحوا أعداءَكم، باستمرارِ الصراعاتِ بينَ جماعاتِكم، والنِّزاعاتِ الحدوديَّةِ بينَ دولِكم، فإنَّه وبعدَ تقسيمِ البلادِ الإسلاميَّةِ إلى دول، قد استقرَّ عرفٌ بحدودِ كلِّ دولةٍ واستقلالِها. والبحرينُ دولةٌ عربيةٌ إسلاميةٌ مستقلَّة، لها شأنُها وخصوصيَّاتُها، تتميَّزُ بعلاقاتٍ طيِّبةٍ مع الجيران، وصداقاتٍ حميمةٍ مع سائرِ البلدان، ويرفضُ شعبُها تدخُّلَها في شئونِ غيرِها، كما يرفضُ تدخُّلَ أيّ جهةٍ خارجيَّةٍ في شئونِها أو ما يؤثِّرُ على استقلالِها.

      وعمِّروا أوطانَكُم، وانهضوا ببلدانِكُم، بسواعِدِكُم وسواعِدِ إخوانِكُم، في دينِكُم وديارِكُم، فأهلُ كلِّ إقليمٍ من أقاليمِ المسلمين، أولى بثرواتِها من كلِّ العالمين، وفقراءُ كلِّ مِصرٍ أولى بخيرِ وعطاءاتِ مُحسِنيه، وصلةِ قادِريه لعاجِزيه، فالأقربونَ أولى بالمعروفِ.

      وإنَّ ما أطلعتنا عليه بعضُ وسائلِِ الإعلام، قبلَ ثلاثةِ أيَّام، عن عددِ المستفيدينَ من الأجانب، مزاحمينَ المواطنينَ في أرزاقِهم، ومضيِّقينَ عليهم في معائِشهم، في بحرينِنا بلدِ المكارمِ والمناقب، وطنِنا ووطنِ آبائِنا الأطايِب، مع صِغَرِ مساحتِه، وقلَّةِ مواردِهِ وثروتِه، وكثافةِ سكَّانِه، واتِّساعِ رقعةِ الفقرِ فيه، وانتشارِ البطالةِ بينَ قاطِنيه، لهُوُ أمرٌ شديدُ الخطورةِ عليه، وعلى أمنِهِ واستقرارِه، وتطوُّرِهِ وازدهارِه.

وإنَّني لأناشدُ من على هذا المنبر، جميعَ المعنيِّينَ بالأمر، من القادةِ الموقَّرين، وتجَّارِنا المحترمين، والمنظِّرين والمشرِّعين، وجميعِ الإخوةِ المواطنين، أنْ يُعيدوا الحساب، ويدرسوا الأسباب، لتصحيحِ الأوضاع، وإشباعِ الجياع، ، والدراسةِ والتفكيرِ في مستقبلِ هذا البلدِ الصغير، فإنَّه بعزمِكُم وتعاونِكُم كبير، وبعطائِكُم والدراسةِ والتفكير وصدقِكُم جدير، واستعينوا في ذلك باللهِ العليِّ القدير، مُكثرينَ من الصَّلاةِ والسَّلام، على من خصَّهُمُ اللهُ بالتَّطهير، محمدٍ سيِّدِ المرسلين، وآلِه الطَّيِّبينَ الطَّاهرين.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على من منحتَهُ الكرامةَ والجلالة، على حمَلةِ النُّبوةِ والرِّسالة، أشرفِ الأنبياءِ وسيِّدِ المرسلين، محمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ الصادقِ الأمين.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على وصيِّهِ المرتضى، وحسامِكَ المنتضى، على من بغى واعتدى، فرسِ الإسلامِ والمسلمين، عليِّ بنِ أبي طالبٍ أميرِ المؤمنين.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على أمتِكَ المعصومة، الشريفةِ المهضومة، والوديعةِ المظلومة، سيِّدةِ نساءِ العالمين، فاطمةَ الزهراءِ أمِّ الحسنين.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على سبطيْ حبيبِكَ المصطفى، وولديْ وليِّكَ المرتضى، المتَّصلَيْنِ بالبتولِ شرفا، ومَن عن النبيِّ بالإماميْن عُرِفا، الممنوعِ عن جوارِ جدِّه من زمرةِ الطريد، أبي محمَّدٍ الحسنِ وأخيه الحسينِ الشهيد.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على أركانِ الهدى، أهلِ السدى والندى، والعُورةِ الوُثقى، وأعلامِ التُّقى، وآياتِكَ العليا، وحججِكَ على أهلِ الدُّنيا، عليِّ بنِ الحسينِ زينِ العابدينَ، ومحمَّدٍ الباقرِ لعلمِ النبيِّين، وجعفرٍ الصادقِ نورِ المؤمنين، وموسى الكاظمِ مصباحِ المُهتدينَ، وعليِّ بنِ موسى الرِّضا حصنِكَ الحصين، ومحمَّدٍ الجوادِ البارِّ الأمين، وعليٍّ الهادي إلى الحقِّ المبين، والحسنِ العسكريِّ والدِ قائمِ الصَّالحين.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على إمامِ زمانِنا، وحجَّتِكَ في أيَّامِنا، كاشفِ ظُلَمِ الدُّجى، وناشرِ العدلِ المرتجى، بأهلِ الدِّين والحِجى، شريكِ القرآنِ، وإمامِ الإنسِ والجان، المنتظرِ المهديِّ صاحبِ الزَّمان.

اللهم عجِّلْ له فرجَك، وانشرْ به منهجَك، واقمعْ به المستكبرين، وانصرْ به المؤمنين، واجعلْنا من أنصارِه الصَّالحين، وبيْنَ يديْه مِنَ المستشهدِين، بحقِّه وحقِّ آبائِه الطَّاهرين، صلواتُك عليهم أجمعين، يا أرحمَ الرَّاحمين.

ألا وإنَّ خيرَ ما تُختمُ به المواعظ، كلامُ اللهِ العزيزِ الحافظ، أعوذُ باللهِ من الشَّيطانِ الرَّجيم، ((بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم، إنَّ اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذي القربى، وينهى عن الفحشاءِ والمنكرِ والبغي، يعظكم لعلَّكم تذكَّرون)).

وأستغفرُ اللهَ لي ولكم وللمؤمنينَ والمؤمنات، إنَّه هو الغفورُ الرَّحيم، والتوَّابُ الحليم.

... نسألكم الدعاء ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *