الجمعة 19 ذي القعدة 1428هـ الموافق 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 2007م
————————————————-
الخطبة الأولى:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ الأولى بالحَمد، المُسبِغِ نعمُه على كلِّ أحد، جلَّت آلاؤُه عَنِ الإحصاءِ والعدّ، ولا حدَّ لها ولا أمَد، وجلَّ عَنِ المثيلِ والنَّظير، والشَّريكِ والوزير، والمُعينِ والمُشير، يفعلُ ما يشاءُ بإرادتِه، وكلُّ شيءٍ كائنٌ بمشيئتِه، وخاضعٌ كلُّ شيءٍ لعظمتِه، لا يمسُّه في ذلك تَعَب، ولا إعياءٌ ولا نَصَب، كما أوضحَ في خاتمِ الكُتُب، المُنزَلِ على مَن خُتِم به المرسلون: ((إنَّما أمرُه إذا أرادَ شيئاً أن يقولَ لَه كُنْ فيَكون)).
أحمدُه مقرًّا بعظيمِ أفضالِه، وأشكرُه على جزيلِ نَوالِه، حيثُ ابتدأَني قبلَ سُؤالِه، بَل قبلَ معرفتي بِه وبجلالِه، حيثُ كُنتُ عدما، فخلقَني مُتكرِّما، بدأَ خلقي مِنَ التُّراب، وتخيَّر لي مِنَ الأرحامِ والأصلاب، فأنزلَني مِن صُلبِ مؤمنٍ شريف، إلى رَحِمٍ طاهرٍ عفيف، وأخرجَني في أسرةٍ كريمة، مُتمسِّكةٍ بشرعتِه القويمة، مؤمنةٍ باللهِ العظيم، ورسولِه المُصطفى الكريم، مُواليةٍ لأئمَّةِ الهدى، مُتبرِّئةٍ مِن أهلِ الضَّلالِ والرَّدى، فلَه على كُلِّ ما أعطى شُكري، وأسألُه الثَّباتَ على ذلك في كلِّ دهري، حتّى آخرِ لحظةٍ مِن عُمري. وأشهدُ أن لا إلهَ إلاّ اللهُ وحدَه لا شريكَ لَه، وأشهدُ أنَّ محمَّداً (ص) عبدُه ورسولُه، الذي فتحَ بِه المَبَرّات، وختمَ بِه الخيراتِ والمسرات، صلّى اللهُ عليه وآلِه الطيبينَ الطّاهرين، اللهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وآلِه الدُّعاةِ المعصومين، كما بَلَّغوا أمرَك ونهيَك للعالمين، وبيَّنوا حلالَك وحرامَك إلى يومِ الدّين، واجعلنا بنورِهم مُهتدين، وبِما دَعَوا إليه مُؤمِنين، وثبِّتنا على ذلك يا أرحمَ الرّاحمين.
أيُّها الإخوةُ المُؤمِنون، أوصيكُم ونفسي بخيرِ ما تَزرَعون، وبثَمَرِه تنتَفِعون، يومَ خُروجِكم مِنَ الأجداثِ تُهرَعون، وهو العملُ الصّالحُ الذي أمرَ بِه الله، مُنطلِقين إليه مِن خشيتِه وتقواه، مُتعبِّدين إليه بِما أُمِرتُم، ومُجانِبينَ ما عنه نُهيتُم، آملينَ فيما أحسَنتُمُ الإحسان، وراجينَ فيما أسأتُمُ الغُفران، مُصدِّقينَ بِما وَعَدَكُم بِه في القُرآن، حيثُ يَقول: ((قُلْ يا عباديَ الذينَ أسرَفوا على أنفُسِهِم لا تَقنَطوا مِن رحمةِ الله، إنَّ اللهَ يغفِرُ الذُّنوبَ جميعاً، إنًَّه هُوَ الغفورُ الرَّحيم)).
واعلموا أنَّ ما بيَّنه في كتابِه المبين، وتضمَّنته سنَّةُ سيِّدِ المرسلين، صلَّى اللهُ عليه وآلِه الطاهرين، من مضاعفةٍ في جزاءِ المحسنين، ومغفرةٍ للمقصِّرين، ورحمةٍ للمذنبين، لا تشملُ سوى الموحِّدين، وهي محجوبةٌ عن الكافرين والمشركين، كما بيَّن ربُّ العالمين في الذِّكرِ المبين، حيثُ يقول: ((إنَّ اللهَ لا يغفرُ أنْ يشركَ به ويغفرُ ما دونَ ذلك لمن يشاء، ومَنْ يُشركْ باللهِ فقد افترى إثماً عظيما))، وكذلك الذنوبُ المقترفةُ بحقِّ البشر، فإنَّها من الذُّنوبِ التي لا تغتفر، كما ورد بها صحيحُ الخبر، بالإسنادِ المعتبر، عن السادةِ الغرر، أنَّ اللهَ جلَّ ذكرُه وعلاه، قال في حديثٍ قدسيٍّ أوحاه: “إنْ تجاوزت عن ظلمِ ظالمٍ فأنا الظَّالم”.
فاحذروا يا ذوي الإيمان والسداد، أن تشركوا بربِّكم فيما أمرَ وأراد، أو أنْ يأتيَ أحدُكم حاملاً ظلمَ العباد، أو ولايةً لأهلِ الكفرِ والإلحاد، أو معونةً للظالمين الأوغاد، ولا تنافسوا على مواقعَ في دنياكم، ولا تُمَدَّنَّ إلى ما مُتِّع به أحدٌ عيناكم، ولا تتحاسدوا على ما هو زائل، أو صاحبُه عنه منتقلٌ راحل، واعتبروا بمن سبقكم من الأوائل، فأيْن مَن بنوُا الديار، وملكوا المعمورَ والقفار، ممَّن كان من الأخيارِ أو الأشرار، ممَّن آمنوا أو كانوا من الكفَّار، أين سليمانُ بنُ داود، وأين ذو القرنينِ باني السدود، وأين فرعونَ ونمرود، لقد خرجوا جميعاً من هذا الوجود، وسكنوا القبورَ واللحود، وذهبتْ آثارُهم في الغابرين، ووفدوا على ربِّ العالمين، مِمَّا ملكوه مجرَّدين، لم يحملوا متاعاً ولا زادا، ولم يصطحبوا حرَّاساً ولا أجنادا، تركوا الذخيرةَ والأسباب، وفارقوا الحلائلَ والأحباب، وانقلبوا إلى ذي العزَّةِ والجلال، بلا عشيرةٍ ولا أموال، بين مقيَّدٍ في الأغلال، رازحٍ في العذابِ والنَّكال، وبين منعَّمٍ في الجِنان، بينَ حورٍ وولدان، ورغائبَ أشكالٍ وألوان، ورضا من الرَّحيمِ الرَّحمن، بما قدَّمَ من الطَّاعةِ والإحسان، كما تقرؤون في القرآن، مِن وصفِ ربِّكم لأصحابِ الجِنان، حيثُ يقول: ((إنَّ أصحابَ الجنَّةِ اليومَ في شغلٍ فاكهون* هم وأزواجُهم في ظلالٍ على الأرائكِ متَّكِئون* لهم فيها فاكهةٌ ولهم فيها ما يدعون* سلامٌ قولاً من ربٍّ رحيم)).
فاتَّقوا اللهَ عبادَ الله، واكبحوا أنفسَكم عن رغباتِها، وصدُّوها عن الدُّنيا وشهواتِها، وجِدُّوا في طلبِ الآخرةِ وملذَّاتِها، وفرُّوا من غضبِ الديَّان، ومعصيتِه المركِّسةِ في النِّيران، التي سجَّرها بغضبِه، لمن أشرك أو كفر به، ومن صدف عن طاعتِه، ومال إلى معصيتِه، واطلبوا رضاه وما عنده من النعيم، بسلوكِ صراطِه المستقيم، وتعاونوا على طاعتِه، ليدخلَكم في جنَّتِه، وانزعوا الأحقادَ من نفوسِكم، وحلُّوا بالشرعِ والعقلِ خلافَكم، ولا تحكموا فيه بأهوائِكم، بل ارجعوا فيه إلى علمائِكم، وكبرائِكم وعقلائِكم، ولا تتركوه يعشعشُ في نفوسِكم، فقد نهاكم ربُّكم عن ذلكم، مبيِّناً آثارَه الوخيمةَ على دربِكم، حيثُ قال فيما أنزل عليكم: ((وأطيعوا اللهَ ورسولَه، ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهبَ ريحُكم))، واعملوا بوصيِّةِ اللهِ سبحانه إليكم، فيما أنزل من الكتابِ عليكم، مصغين إليه بأسماعِكم، متدبِّرين معناه بقلوبِكم، وحاملين عليه سلوكَكم، فها هو يناجيكم ويدعوكم، بلسان رحمتِه فيكم، فيقول: ((يا أيُّها الذين آمنوا أطيعوا اللهَ وأطيعوا الرسولَ وأولي الأمرِ منكم، فإنْ تنازعْتم في شيءٍ فردُّوه إلى اللهِ والرسولِ إنْ كنتم تؤمنونَ باللهِ واليومِ الآخر، ذلك خيرٌ وأحسنُ تأويلا)). جعلنيَ اللهُ وإيَّاكم، من الذين يتعلَّمونَ القرآنَ ويعلِّمونه، ويتبصَّرون به إذ يرتِّلونه، ويبحثون عن أحسنِ القولِ ويتَّبعونه، وأسألُه أنْ يجعلَ خيرَ أعمالِنا خواتيمَها، وخيرَ أيَّامِنا يومَ نلقاه، متَّعظين بما أنزله وأوحاه، فبيَّنه النبيُّ (ص) وتلاه.
واعلموا أنَّ خيرَ كلامِ الواعظين، ما بُدئ وخُتِمَ بكلامِ ربِّ العالمين، واعظاً به عبادَه المؤمنين، أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرَّجيم، ((بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم* والعصرِ* إنَّ الإنسانَ لفي خُسْر* إلا الذين آمنوا وعملوا الصَّالحاتِ وتواصَوا بالحقِّ وتواصَوا بالصَّبر)).
وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، ولجميعِ المؤمنينَ والمؤمناتِ، الأحياءِ منهم والأموات، إنَّه سميعُ الدَّعواتِ غفورٌ رحيم.
الجمعة 19 ذي القعدة 1428هـ الموافق 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 2007م
————————————————-
الخطبة الثانية:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ الذي ليس بمربوب، بلْ هو ربُّ كلِّ مربوب، الملكِ الحقّ، خالقِ الخلق، باسطِ الرزق، مستقلٍّ بذاتِه، مستغنٍ عن مخلوقاتِه، مبدعٍ في مصنوعاتِه، متجلٍّ بآياتِه، الدالَّةِ على تفرُّدِه، وعظمتِه وتوحُّدِه، وكرمِه وأياديه، وسموِّ صفاتِه ومعانيه، ليدركَ العقلُ بما توحيه، وجوبَ التعبُّدِ إليه.
أحمدُه بعددِ ما خلق ويخلق، وما قدَّر لخلقِه من الرِّزق، على نعمةِ الخلق، والهدايةِ إلى الحق، حمدَ مقرٍّ على نفسِه بالرقّ، لا مفرَّ له من العبوديَّة، لا يسعُه إنكارُ ما للهِ من المولويَّة، ولا ينفعُه ادِّعاءُ الحريَّة، لا في حياتِه الدنيويَّة، ولا في الحياةِ الأخرويَّة، فلنقُلْها بلسانٍ واحد، برغمِ الملحدِ والجاحد، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ الله، ولا معبودَ سواه، وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمَّداً (ص) عبدُه ورسولًُه الذي ختم به رسلَه، وشرَّفه على جميعِ خلقِه وفضَّله، وصلَّى عليه ليرفعَه إلى أعلى منزلة، وأمرَ بالصَّلاةِ عليه وآلِه أنبياءَه ورسلَه، وجعلَها في هذه الأمَّةِ مفتاحاً للأبوابِ المقفلة، وسبباً لاستجابةِ الدُّعاءِ ووصولِ المسألة، وجعلها ركناً في خطبتي الجمعةِ والعيديْن، ولا تُقبلُ خاليةً منها صلاة، ومن تركها فليس من المصلِّين. اللهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ الطيبين الطاهرين، وثبِّتنا على ولايتهم أجمعين، والبراءةِ من أعدائِهمُ الظالمين، السابقين منهم واللاحقين، برحمتِك يا أرحمَ الراحمين.
أيُّها المؤمنونَ باللهِ ربًّا ووليًّا، وبمحمَّدٍ (ص) نبيّا، أوصيكم ونفسيَ بما كُلِّفت به وجوباً شرعيّا، ألا وهو تقوى اللهِ وطلبِ مرضاتِه، بما أوجب وحبَّب من طاعاتِه، والابتعادِ عن معصيتِه بنعمِه وعطاءاتِه، وعن تجاوزِ نواهيه إلى محرَّماتِه.
فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ في أنفسِكم، ولا تتَّبِعوا الهوى فإنَّه مُتعِسُكم، ولا تستجيبوا للشَّيطانِ فإنَّه مُنحِسُكم، وتقرَّبوا إلى اللهِ بما أمكنَ من صالحِ الأعمال، والمرضيِّ من الأقوالِ والأفعال، وأنفقوا في سبيلِه بما رزقكم من الأموال، وانتهزوا ما أتاح لكم من الفرصِ والأحوال، واقتدوا بسادةِ العالمين، محمَّدٍ وعليٍّ وآلِهما المعصومين، صلواتُ اللهِ عليهم أجمعين، الذين سخَّروا كلَّ حياتِهم، في سكونِهم وحركاتِهم، وأقوالِهم وأعمالِهم، وما جمعوه من أموالِهم، فيما يحقِّقُ لهم مرضاةَ الله، مقدِّمين الأهمَّ على المهمَّ في سبيلِ الله.
أيُّها الإخوةِ المتَّّقون، وهذا موسمُ الحجِّ قد دخل عليكم، وخطابُ اللهِ به قد ارتفع فيكم، فمنكم مَن خُوطِب به أداءً، أو استقرَّ في ذمَّتِه قضاءً، وفي الإتيانِ به مندوباً أجرٌ عظيم، من الربِّ القادرِ الكريم، فلا يفوتنَّكم أيُّها القادرون، بأنفسِكم وبما تملكون، فمن كان عاجزاً عن الحجِّ ببدنِه، وقد خوطب به فيما مضى من زمنِه، وتركه متكاسلا، وصدَّ عنه متثاقلا، فعليه أن ينيبَ عنه أحدَ المؤمنين، ليحجَّ عنه طالباً العفوَ من ربِّ العالمين، ومَن كان مستطيعاً وأغفله، وبلغَ كتابُه أجلَه، خرج من الدنيا على غيرِ الإسلام، كما ورد في الحديثِ المأثورِ عن السَّادةِ الكرام: يخيَّرُ عند موتِه بين أن يموتَ يهوديًّا أو نصرانيًّا، وقد قال اللهُ تعالى: ((فمنْ يبتغِ غيرَ الإسلامِ دينًا فلنْ يقبلَ منه، وهو في الآخرةِ من الخاسرين))، وقد عدَّ اللهُ سبحانه تاركَ الحجِّ قادراً في كتابِه المجيدِ كافرا، حيثُ يقول: ((وللهِ على الناسِ حِجُّ البيتِ من استطاع إليه سبيلا، ومَن كفرَ فإنَّ اللهَ غنيٌّ عن العالمين)).
واعلموا أنَّ ما تنفقونه من المال، وما تتكبَّدون من مشقَّةٍ في التِّرحال، وما يصيبُكم من تعبٍ في تأديةِ الأعمال، فإنَّه مدوَّنٌ لا يُهمَل، عند مَن لا ينسى ولا يغفل، فيجزيكم عليه الجزاءَ الأوفى، في الآخرةِ والأولى، كما ورد عن الباقرِ (ع): “تابِعوا بين الحجِّ والعمرةِ فإنَّهما ينفيان الفقرَ والذُّنوب، كما ينفي كيرُ الحدَّادِ خبثَ الحديد”، وورد أيضاً: “ما حجَّ هذه البنية أهلُ بيتٍ إلاَّ استغنوا”، وجاء في الحديث القدسيِّ الشريف، أنَّ اللهَ سبحانه وتعالى قال: “ما شهد أحدٌ موقفَ عرفات إلاَّ أعطيتُه، ولو كان كافراً متَّعتُه في الدنيا”.
فبادروا أيُّها المؤمنون والمؤمنات إلى الحجِّ بأبدانِكم، فإنْ لم تتمكَّنوا فبأموالِكم، وقلِّدوا الدعاءَ والزيارةَ من سيحجُّ من إخوانِكم، فهو دعاءٌ لكم بغيرِ لسانكم، ولا تنسوا أيُّها الحجَّاجُ إخوانَكم، فاسألوا اللهَ لكم ولهم التوفيق، إلى سلوكِ سواءِ الطريق، وأن يبدلَنا بالسعةِ عن الضِّيق، ويقضيَ حاجةَ المحتاجين، ويشفيَ المرضى والمعلولين، ويؤيِّدَ العلماءَ العاملين، وينصرَ الإسلامَ والمسلمين، ويذلَّ الكافرين والمنافقين، ويعجِّلَ الفرجَ لإمامِ المؤمنين.
ومن أجلِ أن يستجيبَ لكم الملكُ العلام، استهلُّوا دعاءَكم واختموه بالصلاةِ والسلامِ على محمدٍ وآلِه سادةِ الأنام.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على أقرب خلقك إليك، خاتم رسلك وأفضلهم لديك، الشفيع الأعظم بين يديك، المحمود الأحمد، أبي القاسم محمد.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على أعظم الخلق بعده، وصيه المحيط بما عنده، فارس بدر وأحد وحنين، علي بن أبي طالب أمير المؤمنين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على الجوهرة الفاخرة، المعصومة الطاهرة، الإنسية الحوراء، الدرة النوراء، أم الحسنين فاطمة الزهراء.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على سبطيْ سيد الورى، من الصديقة الكبرى، سيديْ شباب أهل الجنة أجمعين، الإماميْن الفاضليْن بالنص من سيد المرسلين، أبي محمد الحسن، وأخيه أبي عبد الله الشهيد الحسين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على كثير البكاء من خشية الله، وعلى الشهيد أبي عبد الله، معيد الأمة لدينك بعد الارتداد، الإمام بالنص علي بن الحسين السجاد.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على جامع النسبيْن، إلى الحسن والحسين، كنز المفاخر والمآثر، الإمام بالنص محمد الباقر.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على محيي الشريعة، ومطهر القيم الرفيعة، كنز الحقائق والدقائق، الإمام بالنص جعفر الصادق.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على حجتك العالم، بدقائق الشريعة والمعالم، المستخف به حياً وميتاً من ذوي المآثم، الإمام بالنص موسى الكاظم.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على شمس الشموس، محيي القلوب أنيس النفوس، مظهر العدل فيما قضى، الإمام بالنص علي الرضا.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على معجزة الإمامة، مقدم الأكابر قيادة وزعامة، المرشد في صغره بالسداد، الإمام بالنص محمد الجواد.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على السيد بن السادات، مرجع العلماء والدعاة، قامع أهل الجحود والمغالات، بعلمه المنير البادي، الإمام بالنص علي الهادي.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على السيد السري، الإمام العبقري، فاضح الملحد والمفتري، الإمام بالنص الحسن العسكري.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على مظهر الإيمان، المدخر لنشر العدل والأمان، حجتك على الإنس والجان، أبي القاسم المهدي صاحب الزمان.
اللهمَّ عجل فرجه الشريف، وأظهر به الدين الحنيف، واحفظه في غيبته وظهوره، واكشف الغمة عنا بنوره، واكتبنا في أنصاره وأحبائه، وثبتنا على ولايته وولاية آبائه، واختم لنا بالشهادة تحت لوائه، برحمتك يا ارحم الراحمين.
وخيرُ ما يختمُ به خطابُ الواعظين، لأتباعِهم من المؤمنين، ما جاء في كلامِ ربِّ العالمين، مرشداً عبادَه المتأمِّلين. أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرَّجيم، بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ ((إنَّ اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذي القربى، وينهى عن الفحشاءِ والمنكرِ والبغي، يعظُكم لعلَّكم تَذَكَّرون)).
وأستغفرُ اللهَ لي ولكم ولجميعِ المؤمنين والمؤمنات، إنَّه هو الغفورُ الرَّحيم.