الجمعة 28 شوال 1428هـ الموافق 9 نوفمبر (تشرين الثاني) 2007م
————————————————-
الخطبة الأولى:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ أحسنِ الخالقين، وافرِ العطاءِ خيرِ الرَّازقين، لا يحرمُ مِن رزقِه عبدَه، ما دام في أجلِه مدَّة، بلْ يُغدِقُ عليه ممَّا عندَه، وإنْ عصاه بما أمدَّه، يُملي له ويُعطيه، ويمكِّنُه من التصرُّفِ فيه، ويُريه من فضلِه وأياديه، ويبصِّرُه قدرتَه عليه، فإنْ تبصَّرَ كان هاديه، وإنْ استحبَّ العَمى فهو مُردِيه، ثمَّ يقبضُه إليه، ما من شفيعٍ يشفعُ فيه، ولا جاهَ ولا مالَ لديْه، يعضُّ على يديْه من الندم، ويتمنَّى حينها العدم، كما أخبرَ بارئُ النسم، في آياتِه النيِّرة، كاشِفاً حالَه في الآخرة، حيثُ يقول: ((وأمَّا من أوتيَ كتابَه بشمالِه، فيقولُ يا ليتني لم أوتَ كتابِيَه. ولم أدرِ ما حسابِيه. يا ليتها كانتِ القاضية. ما أغنى عنِّي ماليَه. هلك عنِّي سلطانيَه))(1).
أحمدُه على أن خلقنا، ومن فضلِه رزقنا، وإلى معرفتِه وفَّقنا، وبحكمتِه بصَّرنا، وبإرادتِه دبَّرنا، وبما يُصلِحنا أمرَنا، وعمَّا يضُرُّنا زجرنا. وأشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهدُ أنَّ محمَّداً (ص) خيرُ من عبدَه وأفضلُ من أرسله، وجعلَ الصلاةَ عليه وألِه الوسيلةَ الموصِلةَ له، واتِّباعَه وآلَه المعصومينَ طريقاً إلى أعلى منزلة. اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وآلِه صلاةً طيبةً زكيّة، وافرةً تجزلُ لهم بها العطيَّة، وتدخلُنا ببركتِها جنَّتك العَليَّة، برحمتِك يا أرحمَ الراحمين.
أيُّها المؤمنون بربِّ العالمين، وبما جاءكم به سيدُ المرسلين (ص)، ويا مَن سمعتمُ النداءَ إلى الصلاةِ فجئتم ملبِّين، أوصيكم ونفسيَ قبلَكم بتقوى الله، والعملِ بما يحبُّه ويرضاه، والشكرِ له على ما أنعم به وأعطاه، وأنْ يصبرَ كلٌّ منكم على ما ابتلاه. والشاكرُ منكم هو من تلفَّظ شاكِراً بلسانِه، وأظهر نعمَ اللهِ عليه بين خلاَّنه، وأدَّى ما عليه إلى اللهِ في إخوانِه، وتواضعَ إلى اللهِ ولم يتعالَ على أقرانِه، وتعبَّدَ للهِ بالواجبِ والمندوبِ قدرَ إمكانِه، معتقداً أنَّه لن يوفيَ اللهَ جزاءَ إحسانِه، وأنَّ اللهَ مستغنٍ عن عبادِه بجلالةِ شأنِه، مغدقٌ على عبادِه تكرُّما، وجازيهم على شكرِه ترحُّما، إذ أنَّ شكرَهم لا يزيدُ في مملكتِه، وعصيانُهم لا ينقصُ من عظمتِه، وجحودُهم لا يقلِّلُ من هيمنتِه، ولا يؤثِّر على سلطانِه وحكومتِه، غيرَ أنَّه سبحانه قضى بمحضِ إرادتِه، أن يجزيَ مَن أطاعَه في الجِنان، التي زيَّنها بحورٍ وولدان، وفيها من كلِّ فاكهةٍ زوجان، وما لا يقدرُ أنْ يتخيَّله إنسان، من لذةٍ لا تنقضي، ونعمةٍ لا تنتهي، فيتقلَّبُ في النعم، بصحةٍ لا يعتريها سقم، وشبابٍ ليس بعده هرم، وبقاءٍ ليس بعده عدم، ولا يمرُّ به حزنٌ ولا ألم، ولا ضجرٌ ولا سأم. وخيرُ وصفٍ مختصرٍ للجنَّة، وما فيها من العطاءِ والمنَّة، ما وردَ عن النبيِّ الأكرمِ (ص): “فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلبِ بشر”(2).
أمَّا مَن عصى الله، وخالف حكمَه بمرآه، وتمرَّد على أمرِه بما أعطاه، فقد حكم عليه الجبّار، بزجِّه صاغراً في النَّار، ليذيقَه من عذابِها الشديد، ويرزحَ في حرِّها بالقيْد، ويُضرَبَ بمقامعَ من حديد، ويُسقى من الحميمِ والصديد، ويُطعمَ فيها من الزَّقومِ والضريع، ويُجرَّعَ من عذابِها العصيبِ المريع، الذي لا تقومُ له الأرضُ والسماوات، مع عظمِهما وكونِهما من الجمادات، فكيفَ بكم أيُّها النّاس، يا من أعطِيتُمُ العقلَ والإحساس، ويا مَن استسلمتُم للوَسواس، فلعِبَ في قلوبِكمُ الخنَّاس، فقدَّمتم على أطايِبِكمُ الأرجاس، وناصرتم بني أميَّةَ وبني العبَّاس، وحجبتمُ الفيءَ والأخماس، عن ذريةِ نبيِّكمُ
الأطهار، وأسلمتموهم للأشرار، وأمَّنتمُ الملاحدةِ والكفَّار، وأخفتم أولياءَ الجبَّار، فصاروا مشرَّدين في القفار، محرَّمٌ عليهمُ المأوى والقَرار، حتى أعلن بعضُهم عليهمُ السلامُ لشيعتِهم، أنْ لا يتظَاهروا بوَلايتِهم ومحبَّتِهم، تقيَّةً من أعدائِهم، حفاظاً على أرواحِ ودماءِ أتباعِهم، مع أنَّ اللهَ قد ألزمَ بمتابعتِهم، وجعل تأديةَ حقِّ الرسولِ (ص) بمودتِهم، فقال ((قلْ لا أسألُكم عليه أجراً إلاّ المودَّةَ في القربى))(3).
فاتَّقوا اللهَ أيُّها السامعون، واسمعوا نصيحتي وأطيعونِ، ولا تكونوا مع من سبقكم من الآثمين، بل اسلُكوا دربَ أسلافكمُ المؤمنين، الذين عمروا قلوبَهم بذكرِ الله، وربَّوْا أنفسَهم على ما جاء به رسلُ الله، وتمسَّكُوا بولايةِ أهلِ البيتِ ووالَوا من والاهم، وعادَوا من عاداهم، وتحمَّلُوا فيهمُ الأذى والمصاب، واستطابوا فيهم ما لا يُستطاب، حتى أشارَ إلى ذلك الصادقُ (ع) مترحِّماً عليهم، حيثُ قال (ع) كما ورد عنه فيهم: “رحِمَ الله شيعتَنا، فقد أوذوا فينا ولم نؤذَ فيهم”(4)، وقال النبيُّ الأكرمُ (ص) في خطابِه لأميرِ المؤمنينَ (ع): “وشيعتُك خلقوا من فاضلِ طينتِنا، فمن أحبَّهم فقد أحبَّنا، ومن أبغضَهم فقد أبغضنا”(5).
وحتَّى تكونوا من شيعتِهم أيُّها الأحباب، ويصحَّ منكم إليهمُ الانتساب، وتحظَوا بشفاعتِهم يومَ الحساب، لابدَّ من التأدُّبِ بآدابِهم، والسيرِ في التعبُّدِ على دربِهم، واعلمُوا أنَّ غايةَ قصدِهم رضا ربِّهم، ومَن قصد غيرَ ذلك فليس على مشربِهم، وخاصةً فيما يتعلَّقُ بالصَّلاة، التي جاءَ فيها عن سيِّدِ المرسلين (ص) أنَّها “عمودُ الدين”(6)، وقال عنها وصيُّه أميرُ المؤمنين (ع)، في وصيَّتِه لأبنائِه وشيعتِه: “اللهَ اللهَ في الصلاة، فإنَّها عمودُ دينِكم”(7)، وقال
أبو عبدِ اللهِ الصادق (ع): “شفاعتُنا لا تنال مستخفًّا بصلاتِه”(8)، وجاءت الأخبارُ كثيرةً عن المعصومين عليهمُ السَّلام، تفيدُ أنَّ أفضلَ إيقاعِ لفريضةِ الصلاة، جماعةٌ في بيوتِ الله.
وبفضلِ تواجدِ العلماءِ في هذه البلاد، أصبحتْ ظاهرةُ الجماعةِ والجمعةِ فيها من المعتاد، غيرَ أنَّ مَن يحضُر إلى جماعتِنا، ويلاحظُ سلوكَنا وحركتَنا، لَيتعجَّبُ من حالتِنا، فصفوفُنا غيرُ مقوَّمَة، وأفعالُنا غيرُ منظمَّة، وحركاتُنا غيرُ منسجمة، فلسانُ ظاهرِ حالتِنا، أنَّنا مبتدئون للتوِّ في جماعتِنا.
فأحسِنوا رحمكمُ اللهُ صلاتَكم، وقوُّوا في اللهِ تعاونَكم وصِلاتِكم، ولْيعلِّمْ عالمُكم جاهلَكم، ولْينبِّهْ ملتفتُكم غافلَكم، واعملوا أيُّها الموالُون، على مثبِّتَاتِ وَلايتِكم، وترسيخِ عقيدتِكم، وأدِّبوا أولادَكم وحفدتَكم، على التمسُّكِ بسادتِكم ووُلاتِكم، وأظهِروا لفرَحِهم فرحتَكم، ولمصائبِهم وأحزانِهم حزنَكم، واسألوا اللهَ من فضلِه بجاهِهم، أن يتقبَّلَ منَّا الأعمالَ، ويصلحَ لنا في الداريْن الأحوال، ويزيحَ عنَّا الكُرَبَ والأهوال، ويجعلَنا من الموحِّدين، المخلصين له الدين، وبما أرشدَنا إليه ملتزمين، وبما هدانا إليه مهتدين، وبتوحيدِه متوحِّدين.
واعلمُوا أنَّ أصدقَ القولِ قولُ الله، وأنفعَ الهدى هديُ اللهِ، وقد أنزل عليكم في محكمِ الكتاب، ما هو خيرُ ختامٍ لهذا الخطاب، إلى المؤمنين الأطياب، أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرَّجيم، ((بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم. قلْ هو اللهُ أحد. اللهُ الصمد. لم يلدْ ولم يولدْ. ولم يكنْ له كُفُواً أحد))(9).
وأستغفرُ اللهَ لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات، الأحياءِ منهم والأموات، إنَّه هو الغفورُ الرَّحيم.
الجمعة 28 شوال 1428هـ الموافق 9 نوفمبر (تشرين الثاني) 2007م
————————————————-
الخطبة الثانية:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ الذي خلقنا فسوَّانا، وبعظمتِه بصَّرنا وهدانا، ومن جميلِ صنعِه أرانا، وأقام لنا في كلِّ شيءٍ آيةً وبرهانا، ومن واسعِ فضلِه أعطانا، وأمرَنا بشكرِه تقديرًا وعرفانا، وبعبادتِه طاعةً وإذعانا.
أحمدُه معترفًا بإنعامِه، وأشكرُه طامِعًا في إكرامِه، وأستغفرُه هاربًا من انتقامِه، وأسألُه خيرَ الدارينِ بكمالِه وتمامِه، وأنْ يجعلَ خيرَ عمري يومَ ختامِه، ويكفيَني شرَّ الدنيا ويومَ القيامة، وأنْ يجعلَنا جميعًا ممَّن رضِي وارتضى، من أمَّةِ المصطفى وشيعةِ المرتضى، وأشهدُ أنْ لا اله إلا اللهُ إلهًا واحدًا أحدا، فردًا صمدا، لم يتَّخذْ من عزِّ جلاله صاحبةً ولا ولدًا، وأشهدُ أنَّ محمدًا (ص) عبدُه المقتدى، ورسولُه الداعي إلى الهدى. اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وآلِه الطيبينَ الطَّاهرين، كما فضَّلتَهم على الأنبياءِ والمرسلين، وبلِّغْهم عنَّا تحيةً وسلامًا، كما منحتنا بهم فضلاً وإكراما، واجعلْنا بهم من المرحومين، في الدُّنيا والآخرةِ يا أرحمَ الراحمين.
أيُّها الإخوةُ في دينِ الحق، والنظراءُ في التكوينِ والخلق، اتَّقوا اللهَ الذي خلقكم من منيٍّ يُمنى، وأفاضَ عليكم من النِّعمِ ما لا يُحصى، وأجلُّها نعمةُ العقل، والاختيارُ في التركِ والفعل، وأعطاكم الإرادةَ إتمامًا للفضل، ثمَّ الهدايةَ إلى الدين، الذي جاء به سيدِ المرسلين (ص)، وجعلَكم به خيرَ أمةٍ في العالمين، إذا عملتُم بأحكامِه، ودعوتم إلى التزامِه، في حلالِه وحرامِه، مبيِّنًا في الذكرِ العظيم، فاستمِعوه متأمِّلين، وتدبَّروه متعقِّلين، حيثُ يقول: ((كنتم خيرَ أمَّةٍ أخرِجت للناسِ تأمرون بالمعروفِ وتنهَوْن عن المنكرِ وتؤمنونَ بالله))(10).
فاتَّقوا اللهَ عبادَ الله، وأخلِصوا له بعبادتِكم، واعملوا بإرشادِ سادتِكم وقادتِكم، وتخلَّقُوا بأخلاقِ نبيِّكم وأئمتِكم، وكونوا خيرَ ممثلين لدينِكم وأمَّتِكم، واعملوا بالحديثِ الواردِ عن أحدِ هداتِكم: “كونوا دعاةً بغيرِ ألسنتِكم”(11)، وما ورد في الخطابِ عنهم (ع) إلينا: “كونوا زيْنًا لنا ولا تكونوا شينًا علينا”(12).
وتنبَّهوا أيُّها المؤمنونَ الكرام، إلى أنَّ توجيهاتِهم عليهمُ السلام، ليس فقط لنعيشَها بين الأنام، بل وأهمُّ من ذلك كسبُ رضا الملكِ العلاَّم، لا كما يفعلُ الكثيرُ في هذه الأيّام، حيثُ أعمتهمُ المصالحُ الدنيويَّةُ، عما ينتظرُهم في الحياةُ الأخرويَّة، فسلَّطوا الفاسِدين، ووالَوا المارِقين، ومكَّنوا الملحدين، وأدخلوهم إلى بيوتِ الله، وسلموهم منابرَ أبي عبدِ الله، ليُضلُّوا المؤمنين، ويخدعوا شبابَ المسلمين، بما يبثونَه من سمومِ في الأفكار، وبريقٍ كاذبٍ في الشعار، فيقدِّمُهمُ الجاهلُ على الأخيار، وينصِّبُهم قادةً في المسار.
فيا أيُّها المؤمنون، لا تنخدِعوا بآرائِهم، ولا تُهلِكوا أنفسَكم بولائِهم، فقد أمركمُ اللهُ بعدائِهم، حيثُ قال في أوَّلِ سورةِ الممتحنة: ((يا أيُّها الذين آمنوا لا تتَّخِذوا عدوِّي وعدوَّكم أولياءَ تُلقون إليهم بالمودَّة))(13)، وقال في آخرِ السورةِ نفسِها: ((يا أيُّها الذين آمنوا لا تتولَّوا قومًا غضبَ اللهُ عليهم، قد يئسُوا من الآخرةِ كما يئسَ الكفَّارُ من أصحابِ القبور))(14).
فيا ذوي العقولِ والإيمان، قوا أنفسَكم وأهلِيكم غضبَ الرَّحمن، واطلِبوا هديَه ممَّا أنزلَ في القرآن، وما أمرَكم به من عداوةِ الكافرين، حيثُ قال في الكتابِ المبين، موضحًا موقفًا طبيعيًا للمسلمين، تبعًا لنبيِّهمُ الأمين، محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وآلِه الطَّاهرين: ((محمَّدٌ رسولُ اللهِ والذين معه أشدّاءُ على الكفّار))(15).
فاسألوا اللهَ من رحمتِه، أن يهديَنا بنعمتِه، وقِفُوا عند بابِه، خاضعين لجنابِه، وحتى يُفتحَ لكم بمنِّه الباب، أكثِروا من الصلاةِ والسلامِ على محمَّدٍ وآلِه الأطياب.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على مَن منحته شرفاً عظيما، وأوضحت به صراطاً مستقيما، وأنزلت فيه أمراً كريما، فقلت: ((يا أيُّها الذين آمنوا صلُّوا عليه وسلِّموا تسليما))(16).
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على سيِّدِ الأسرة، ووالدِ العترة، أوَّلِ المصدِّقين، لنبيِّك الأمين، الإمامِ بالنصِّ عليٍّ أميرِ المؤمنين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على سيِّدةِ نساءِ العالمين، بنصٍّ صريحٍ مبين، من سيِّدِ الخلقِ والمرسلين، فاطمةَ الزهراءِ أمِّ الحسنين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على من خرج من مالِه مرَّتين؛ ليقضي بها حاجة المعوزين، قاصداً وجهك الكريم، الإمامِ بالنصِّ المُبيَّن، أبي محمَّدٍ السبط الحسن.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على ذي الشيبِ الخضيب، والخدِّ التريب، والجسمِ السليب، مَن طِيف برأسِه في الأمصار، واقِتيدتْ نساؤه والصِّغار، ثاني السبطيْن، الإمامِ بالنصِّ أبي عبدِ اللهِ الشهيدِ الحسين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على مبيِّنِ الحقوق، للخالقِ والمخلوق، على كلِّ ذي عقلٍ ودين، الإمامِ بالنصِّ عليٍّ زينِ العابدين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على المشرَّفِ نسَباً بالسبطيْن، من أمِّه بالحسنِ، ومن أبيه بالحسيْن، مُضافاً إلى عملِه وعلمِه الظاهر، الإمامِ بالنصِّ محمَّدٍ الباقر.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على نورِك البارق، وبرهانِك الفائقِ في إظهارِ الحقائق، الإمامِ بالنصِّ جعفرٍ الصادق.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على كاظمِ الغيظِ عمَّن أغاضه، المتَّصفِ كرمُه بالإفاضة، المعرَّفِ بين شيعتِه بالرجلِ والعالِم، الإمامِ بالنصِّ موسى الكاظم.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على المجبَرِ على عهدِ المأمون، تحت التهديد بالمنون، مظهرِ العدلِ والحقِّ إذْ قضى، الإمامِ بالنصِّ عليٍّ الرِّضا.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على مفحِمِ العلماءِ عند المناظرة، بحججِه الباهرة، ولمَّا يكملِ من عمرِه العاشرة، بابِ المرادِ إلى ربِّ العباد، الإمامِ بالنصِّ محمَّدٍ الجواد.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على الإماميْن العليَّيْن، السيِّديْن الوليَّيْن، الثابتةِ إمامتُهما بالنصِّ الجليِّ، عليٍّ الهادي، وابنِه أبي محمدٍ الحسنِ بنِ عليّ.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على المغيَّبِ بإرادتِك، المحفوظِ بقدرتِك، القائمِ بمشيئتِك، لتحكيمِ شريعتِك، إمامِ الإنسِ والجان، أبي القاسمِ المهديِّ صاحبِ الزَّمان.
اللهمَّ عجِّلْ له الفرج، وسهِّل له المخرج، وأعلِ به المنهج، واكتبنا في أنصارِه وأودَّائه، ومجاهدي أعدائه، والمستشهدِين تحت لوائه، بحقِّه وحقِّ آبائه، صلواتُك عليهم أجمعين، برحمتك يا أرحمَ الرَّاحمين.
ألا وإنَّ خيرَ ختامٍ للواعظِ في إرشادِه، ما أنزله الله هدايةً لعبادِه، أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ، ((بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم، إنَّ اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذي القربى، وينهى عنِ الفحشاءِ والمنكرِ والبغيِ، يعظُكم لعلَّكم تذكَّرون))(17).
وأستغفرُ اللهَ لي ولكم ولجميعِ المؤمنين والمؤمنات، إنَّه هو الغفورُ الرحيم، والتوَّاب الحليم.