الجمعة 8 جمادى الأولى 1428هـ الموافق 25 مايو (أيّار) 2007م
————————————————-
* الخطبة الأولى:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ الذي خلقَ كلَّ شيء, المستغني بعزِّ جلالهِ عن كلِّ شيء, المفتقرِ إليهِ كلُّ شيء, وليسَ كمثلهِ شيء, ولا يمتنعُ عن إرادتهِ شيء، ((إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ))(1).
أحمدُه تكرَّمَ فخلق, وتفضَّلَ فرزق, وتحنَّنَ فأغدَق, لا يُضاهى كرمُه, ولا تُجازى نعمُه, ولا تُكافئ ديمُه, لا يخيبُ آملُه, ولا يُرَد سائِلُه, ولا ينقطعُ تفضُّلُه, فلهُ الشكرُ وله الحمدُ كما يُحبُّ أنْ يُحمد. وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له في شأنِه, ولا عديلَ له في سلطانِه. وأشهدُ أنَّ محمداً (ص) عبدُهُ المخلَص, وحبيبُهُ المخصَّص, الذي فضَّلَهُ على جميعِ العالمين, وأرسلهُ بأشرفِ رسالةٍ وأكملِ دين. صلَّى اللهُ عليه وعلى سيِّدِ الخلقِ من بعده زوجِ بضعتِهِ وأبي وِلْدِه, مَن أكملَ اللهُ الدينَ وأتمَّ النعمةَ بعهدِه, عليٍ أميرِ المؤمنين, وسيدِ الوصيين, وعلى آلهما الأئمةِ المعصومين, ونسألُه أن يجعلَنا لهم مصدقين, وبهِم مهدِيين, حتى يُدخلَنا الجنةَ آمنين.
أيُّها المؤمنون باللهِ وعظمتِه, وبمحمدٍ (ص) ونبوتِه, وبعليِّ بنِ أبي طالبَ وإمامتِه, وبالأئمةِ المعصومينَ من ذريتِه. أُوصيكُم ونفسيَ قبلكُم بتقوى اللهِ وخشيتِه, والالتزامِ قولاً وعملاً بشريعتِه, أداءً لحقِّهِ وشكراً على نعمتِه، واتقاءً لسخطِهِ وطلباً لرحمِته, وفراراً من نارِهِ وسعياً إلى جنتِه, فقد أوضحَ بما قدَّمَ من بيان, وأنذرَ فيما أنزلَ من قرآن, حيث قال تبارك وتعالى: ((فَأَمَّا مَن طَغَى, وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا, فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى, وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى, فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى))(2).
فالتزِموا رحِمَكُمُ اللهُ هديَه, الذي أنزلَ به عليكُم وحيَه, وتعلَّموا أحكامَ الدين, من علمائِكمُ الثقاةِ المُهتدين, فإنَّ تعلُّمَها واجبٌ – إجمالاً – لِما وردَ عن سيِّدِ المرسلين (ص), في قولِهِ المشهورِ في كتبِ المحدِّثين: “طلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ ومسلمة”(3), وتَنَّبهوا رحِمَكُمُ اللهُ إلى أنَّ العلمَ الواجبَ طلبُه على كلِّ فردٍ من المسلمين, ليس هو التخصُّصُ في علمِ الدين, فذلك واجبٌ كفائيٌ, لِما جاءَ في كتابِ اللهِ المجيدِ من قولهِ سبحانه: ((وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُون))(4). فَأفادَتنا الآيةُ الكريمةُ أنَّ وجوبَ التفرُّغِ للتخصصِ في علمِ الدينِ كفائيٌ، بمعنى أنَّ قيامَ البعضِ به يُسقِطُهُ عن الآخرين.
غيرَ أنَّ كلَّ فردٍ مكلفٍ بتعلِمِ ما يحتاجُ إليهِ من الأحكام, وما هُو داخلٌ في ابتلائِهِ من تعاليمِ الإسلام, كأحكامِ الطهارةِ والصلاةِ اليوميَّة, وما يتعلقُ بها من قصرٍ وتمام, وانفرادٍ وائتمام. فمَن عملَ في التجارةِ -مثلاً- وجبَ عليهِ أنْ يُمَيِّزَ فيها الحرامَ من الحلال, وما حدَّدَهُ الشارعُ طريقاً لكسبِ الأموال, ولْيَعلَمْ تُجَّارُنا الأفاضل, أنَّ كلَّ حادثٍ زائلٌ, وأنَّ العمرَ قصير, والحسابَ دقيقٌ عسير, والمُحاسِبَ عليمٌ خبير, وأنَّ من تورطَ في مخالفَتِهِ ومعاصيه, لنْ ينفَعَهُ مالُهُ الذي تعبَ فيه, واعتذارُه بجهلِهِ ليس يحميه, وتأسُّفُهُ وندمُهُ ليس يُنجيه, ولن يخَلِّصَهُ أحدٌ من أهلِه وذويه, فكلٌ مشغولٌ عن غيرِه بما هو فيه, كما أخبَرَنا ربُّنا جلَّت عظمتُه وأياديه: ((فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ, يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ, وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ, وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ, لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ))(5). فاستَيقِظوا هداكُمُ اللهُ إلى هذهِ الحقائِق, واهتدوا بكتابَيْ اللهِ الصامتِ والناطق, فقد وردَ عن سادةِ الخلائق: “التاجرُ فاجرٌ ما لم يَتفقَّه”(6).
فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ, وحصِّنوا أنفسَكُم في حياتِكُم, بِما يُنجيها من عذابِ اللهِ بعدَ مماتِكُم, ولْيكُنْ مكسَبُكُم مما أحلَّهُ ربُّكُم, وأنفِقوا من أموالِكم, فيما فرضَ رازِقُكم, واستمِعوا وعظَهُ وإنذارَهُ إليكُم, فإنَّ أبلغَ وعظٍ وأعظمَ إنذار, وخيرَ ما وعاهُ المؤمنونَ الأخيار, وأفضلَ ما يُذَكِّرُ بهِ الخطيبُ مستمِعيه, ويعظُ به أهلَهُ وذويه، كتابُ اللهِ وما أُنزلَ فيه, أعوذُ باللهِ منَ الشيطانِ الرجيمِ، ((بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ, وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ, الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ, يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ, كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ, وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ, نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ, الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ, إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ, فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَة))(7).
وأستغفرُ اللهَ لي ولكُم وللمؤمنينَ والمؤمنات إنَّه هُو الغفورُ الرحيم، والتوَّابُ الحليم.
الجمعة 8 جمادى الأولى 1428هـ الموافق 25 مايو (أيّار) 2007م
————————————————-
* الخطبة الثانية:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ خالقِ المخلوقات, مكوَّنِ الكائِنات, فاطرِ الأرضِ والسماوات, مخرجِ الأحياءِ من الأموات, ومخرجِ الأمواتِ من الأحياء, خضعت لعظمتِهِ جميعُ الأشياء, ووسِعَ كرسِيُّهُ الأرضَ والسماء, تفرَّدَ سبحانَه بالعزِّ والبقاء, وحتمَ على خلقِه الموتَ والفناء.
أحمدُهُ على ما أسبَغَ من النِّعم, وما أفاضَ علينا من الكرم, وما ألهَمنا من القِيَم, وما بعثَ فينا من المرسلين, وما جاءوا به مبشِّرين, وما حذَّروا مِنهُ منذرين. وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ حقاً حقا, وأشهدُ أنَّ محمداً (ص) أفضلُ خلقِه خُلُـقاً وخَلْـقا, وأعظمُ رسلِهِ إيماناً وصدقا, وأخلصُ عبادِهِ إليهِ تعبُّداً ورِقّا. صلَّى اللهُ عليهِ وعلى تلميذِه الأوّل, وصاحبِه المفَضَّل, وصيِّه على شريعتِه, وخليفتِه في أمَّتِه عليٍّ أميرِ المؤمنين, وعلى آلِهما الهداةِ الميامين. اللهمَّ صلِّ عليهِم صلاةً تناسبُ كرمَك على الخلق, جزاءً لِما بذلوهُ في نصرةِ الحقّ, صلاةً زاكية, ورحمةً شاملةً مَن والاهُم, وسارَ على دربِهِم واتَّبَعَ هداهُم, وثَبِّتنا على ولايتِهِم, والبراءةِ من أعدائِهمُ الظالمين, برحمتِك يا أرحمَ الراحمين.
أيُّها المؤمنونَ والمؤمنات, اتَّقوا اللهَ، فإنَّ التقوى سبيلُ النَّجاة, والفوزِ برضا من بيدِه الموتُ والحياة, خلقَكُم فأحسنَ خلقَكُم, وقدَّرَ أعمارَكُم وأرزاقَكُم, وشرَّعَ لكُم ديناً يُلبِّي حاجاتِكم, ونظَّمَ فيه سلوكَكُم وعَلاقاتِكُم, وحدَّدَ فيه مسؤوليّاتِكُم, عن أقوالِكُم وأفعالِكُم, بما حرَّرَ من إرادتِكُم, ومكَّنَكُم من اختيارِكُم, ونبَّأَكُم بأنَّ إليهِ مآبُكُم, وأنَّه سبحانهُ سيتولَّى حسابَكُم, ليجزيَكُم على أعمالِكُم.
فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ في أنفسِكُم, وما جعلَ عليهِ قيامَكُم, وما أنعمَ به عليكُم من أموالِكم, ومَتَّعَكُم به من أزواجِكم, وما رزقَكُم من أبنائِكُم وبناتِكُم, فإنَّهُمُ امتدادُ حياتِكُم, فالتزموا أمرَ اللهِ خاصةً في البنات, ففي ذلك استحقاقُ دخولِ الجنّات, كما وردَ عن سيِّدِ الكائناتِ محمدٍ عليهِ وآلهِ أفضلُ الصلوات, حيثُ نُقِلَ عنهَ قولُهُ (ص): “منْ كانت لهُ بنتٌ فأَدَّبَها, فأحسنَ تأديَبها دخلَ الجنة”، ووردَ في المرأةِ أيضاً أنَّها إذا صلُحَت صَلُحَ المجتمع, وإذا فسدت فسدَ المجتمع.
فلاحِظوا أيُّها المؤمنون أنَّه كما ركَّزَ الإسلامُ على تربيةِ وإصلاحِ المرأةِ، عملَ أعداءُ الفضيلةِ على إفسادِها, وإعدادِها جندِياً لضربِ الأخلاق, ومحاربةِ الدين, وخدعوها برفعِ شعارِ المساواةِ بين الجنسين, فأخرَجوها من خِدرِها, واستدرَجوها حتى أصبحت أداةً للترويج, وسلعةً رخيصةً في الأسواقِ والمحلات, ونادلةً في المقاهي والحانات, وزَلزلوا كيانَ البيوتِ والعائلات.
فيا أيتُها المرأةُ المسلمةُ عودي إلى الدين, فقد أنصفك بأحكامِه ربُّ العالمين, وأعزَّكِ بنتاً تُدَلَّلِين, وامرأةً تُخطَبين, وزوجةً تُكرمين وتُقَدَّرين, وأُماً تُربِّين, لم يُكَلِّفْكِ مؤنةَ الإنفاق, فأراحَكِ من كُلفةِ طلبِ الأرزاق, وعدَّكِ بتمسُّكِكِ بالأحكامِ أكبرَ نعمةٍ بعدَ الإسلام, كما وردَ عن سيِّدِ الأنام, حيث قال (ص): “ما استفادَ امرؤٌ مسلمٌ فائدةً بعد الإسلامِ أفضلُ من زوجة مسلمةٍ تسرُّهُ إذا نظرَ إليها, وتطيعُه إذا أمرها، وتحفظُهُ إذا غابَ عنها في نفسها ومالِه”(8). فتأَسَّيْ واقتَدي يا بنتَ المسلمين, بزينبَ بنتِ أميرِ المؤمنين, التي لم يشغَلْها مصرعُ الحسين, ومن فقدته قبلَهُ من رجالِها والبنين, عن طلبِ رضا ربِّ العالمين, فوقفَت على جسدِ الحسينِ القتيل, لترفَعَهُ مخاطبةً الجليل: “اللهُّمَ تقبَّل مِنّا هذا القُربانَ”(9)، ولم يُلهِها ما أصابَها من الذلِّ والهوان, إذ وقعَت أسيرةً في يدِ أهلِ الحقدِ والأضغان, ولم يُعْجِزها تكفُّلُها بالأيتامِ والنسوان, ولم يُثنِها الخطبُ الجليل, عن إحياءِ نافلةِ الليل, غيرَ أنَّ ما تحمَّلَته من الرزايا العظام, والتعبِ والآلام, قد أعجزَها عن القيام, فأدَّت نوافلَ ليلةِ الحادي عشرَ من المحرمِ من جلوس.
فاتَّقوا اللهَ أيُّها المؤمنونَ والمؤمنات, واستعينوا به على ترويضِ نفوسِكُم للطَّاعات, وتربيَتِها بما يُؤَهِّلُها لأعلى الدَّرجات, وما وعدَكُمُ اللهُ من نعيمٍ وجنَّات, وحتى يسمعَ اللهُ مسائِلَكُم, ويستجيبَ دعواتِكُم, أكثِروا من الصلاةِ والسلامِ على محمدٍ وآلهِ الأعلام.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على من بعثتَه بالحقِ نبيا, واصطفيتَهُ بالرسالةِ نجيا, الذي لا تُدركُ منزلِتُهُ ولا يُبلغُ عُلاه, أبي القاسمِ المصطفى محمدِ بنِ عبدِ الله.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على سيدِ الأوصياء, وأفضلِ الأولياء, من جعلتَ في صُلبهِ ذريةَ سيدِ النبيين, الإمامِ بالنصِّ عليٍّ أميرِ المؤمنين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على سيِّدةِ النِّساء, وخامسِ أصحابِ الكساء, أمِّ الحسنينِ, فاطمةَ الزهراء.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على سبطيْ الرَّحمة, وإماميْ الأمَّة, حبيبيْ قلبِ النَّبي, الحسنِ والحسينِ ولديْ عليّ.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على زينِ العابدين, وسيِّدِ السَّاجدين, الإمامِ بالنصِّ المبين عليِّ بنِ الحسين زينِ العابدين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على البدرِ الزاهر, والدُرِّ الفاخِر, الإمامِ بالنصِّ الظاهر محمدِ بنِ عليٍّ الباقر.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على بحرِ الحقائِق, وكنزِ الدقائِق, الإمامِ بالنصِّ أبي عبدِ اللهِ جعفرِ الصادق.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على نورِك المُسَفَّر, محوِّلِ الطينِ الأحمر, بإذنِك إلى سويقٍ وسكَّر, الإمامِ بالنصِ موسى بنِ جعفر.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على وليِّكَ المُرتضى, منجِّي زائريهِ من حرِّ لظى, الإمامِ بالنصِّ عليِّ بنِ موسى الرِّضا.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على السيِّدِ ابنِ الأسياد, الهادي للرَّشاد, بالحكمةِ والسَّداد, الإمامِ بالنصِّ محمدِ بنِ عليٍّ الجواد.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على قُدوةِ العابِد, ومُروي الصادِي, ونورِ هداكَ للحاضرِ والبادي, الإمامِ بالنصِّ عليٍّ الهادي.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على السيدِ السري, المشتهرِ لِموطنِ إقامتِهِ بالعسكري, خليفةِ الحقِّ المؤتمن, الإمامِ بالنصِّ أبي محمدٍ الحسن.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على مخَلِّصِ المؤمنينَ والمؤمنات, من الجائرينَ والطغاة, المؤيَّدِ منك بالنصرِ والظَّفر, إمامِ زمانِنا القائمِ المنتظر.
اللهمَّ عجِّل فرَجَه, وسهِّل مخرَجَه, وابسُط على الأرضِ منهجَه, واحرُسْهُ بعينِك التي لا تنام, واكتُبنا في أنصارِه الكرام, وارزُقنا الشهادةَ بين يديه, يا من يَقضي ولا يُقضى عليه, يا أرحمَ الراحمين.
ألا وإنَّ خيرَ ما يختمُ به خطيبُ المؤمنين, ليعِظَ به المستمعينَ الصَّالحين, كلامُ اللهِ ربِّ العالمين, أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم, ((بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيم, إنَّ اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذي القربى, وينهى عن الفحشاءِ والمنكرِ والبغي, يعظكم لعلَّكم تَذَكَّرون))(10).
وأستغفرُ اللهَ لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات, إنَّه سميعُ الدعواتِ غفورٌ رحيم، وتوَّابٌ كريم.
___________________________________________________
* الهوامش:
(1) سورة يس/ الآية 82.
(2) سورة النازعات/ الآية 37-41.
(3) مستدرك الوسائل للميرزا النوري/ ج17/ ص249.
(4) سورة التوبة/ الآية 122.
(5) سورة عبس/ الآية 33-37.
(6) الكبائر من الذنوب لحسين الشاكري/ ص35.
(7) سورة الهمزة كاملة.
(8) الكافي للكليني/ ج5/ ص327.
(9) حياة الإمام الحسين (ع) للشيخ باقر شريف القرشي/ ج2/ ص301.
(10) سورة النَّحل/ الآية 90.