الجمعة 23 ربيع الثاني 1428هـ الموافق 11 مايو (أياّر) 2007م
————————————————-
* الخطبة الأولى:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ الأرباب، مالك الرقاب، الحليمِ التواب، الكريمِ الوهاب، مسبِّبِ الأسباب، تجلَّتْ للعقولِ والألبابِ عظمتُه، وظهرت في خلقِه حكمتُه، وامتنعت عن الأبصارِ رؤيتُه.
أحمدُه على كرمِه فينا، ونعمتِه المسبغةِ علينا، قَسَم معائشنا وأنزلَ علينا دينا، وأمرنا بتوحيدِه سلوكاً ويقينا، وساوى بشريعتِه بين فقرائِنا ومترفينا، وفرضَ علينا الالتزامِ بأوامرِه ونواهيه، والاستقامةِ على خطِّه لنيلِ مراضيه، ووعدَ المجتمعَ المؤمنَ بنعمِه وأياديه، والكافرَ بعذابِه ومخازيه، فيما أنزلَ على خيرِ خلقِه لديْه، فقال: ((وألَّوِ استقامُوا على الطَّريقةِ لأسقيناهم ماءً غدقاً، لنفتنَهم فيه ومن يُعرِضْ عن ذكرِ ربِّه يَسْلُكْه عذاباً صَعَداً))(1).
وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمّداً (ص) عبدُه ورسولُه ورحمتُه في العالمين، الذي ختم به رسلَه، وأتمَّ بشريعتِه الدينَ، صلَّى اللهُ عليه وعلى ساعدِه ونصيرِه، وأخيه ووزيرِه عليِّ بنِ أبي طالبٍ أميرِ المؤمنينَ، وعلى آلِهما الهادِين المعصومين، وثبَّتنا على ولايتِهم ما أحيانا، وحشرنا في زمرتِهم إذا توفَّانا، إنَّه هو السميعُ المجيب.
أيُّها المؤمنونَ الكرام، المحسوبونَ من أمَّةِ سيِّدِ الأنام، المشَرَّفونَ بدينِ الإسلام، أوصيكم ونفسي وأهلي بتقوى اللهِ جلَّ وعلا، في السرِّ والعلنِ قولاً وعملاً، والمحافظةِ على ما أوجب عليكم من العبادات، بل وما ندبكم إليه من المستحبَّات، خاصةً الصلاةُ التي هي معراجُكم إلى ربِّكم، وأولُ ما يُنظرُ إليه في صحائِفِكم، يومَ تُعرَضونَ للحساب، وجيءَ بكلٍّ منكم حاملاً لكتاب، أُحصيَ عليه فيه كلُّ ما قدَّم، وصرتم بينَ فرِحٍ مسرورٍ بما علِم، من رضا ربِّه وما حكَمَ له من النِّعم، ووجدَ من ربِّه الرَّحمةَ والكرم، وآخرَ قد جلَّلَتْ وجهَه الظُّلم، وندِمَ حيث لا ينفعُه النَّدم، وعضَّ على يديْه من الألم، وتمنَّى أنَّه لم يخلَق من العدم، فقال كما أخبر بارئُ النّسم: ((يومَ ينظرُ المرءُ ما قدَّمَتْ يداه، ويقولُ الكافرُ يا ليتني كنتُ تُرابا))(2)، أو يتمنَّى أنَّه لم يُبعثْ من موتِه، كما يقولُ عزّ وجلّ: ((وأمَّا من أوتِيَ كتابَه بشِمالِه، فيقولُ يا ليتني لمْ أوتَ كتابيَه، ولم أدرِِ ما حسابيَه، يا ليتَها كانتِ القاضية))(3).
فاعملوا أيُّها المؤمنونَ باللهِ ورسولِه، على تصحيحِ عقائدِكم، وتثبيتِها بالصالحِ من أعمالِكم، واعلموا أنَّ صحَّةَ العملِ، تعتمدُ على ركنيْن، الأولُ خلوصُ النِّيةِ في الإتيانِ به للهِ وحدَه، وطلبِ ما عندَه، كما يقولُ المولى جلَّ شأنُه مخاطباً نبيَّه (ص): ((قلْ إنَّما أناْ بشرٌ مثلُكم يوحى إليَّ أنَّما إلهُكم إلهٌ واحدٌ، فمن كان يرجو لقاءَ ربِّه فليعملْ عملاً صالحاً ولا يشركْ بعبادةِ ربِّه أحداً))(4). أمَّا الركنُ الثَّاني فهو الإتيانُ بالعملِ على الوجهِ والكيفيَّةِ المأمورِ بها من قبلِ اللهِ سبحانه وتعالى. فالصلاةُ مثلاً، وهي خيرُ العمل، والمؤدي إقامتُها إلى الفلاح، وقبولُها إلى النظرِ في بقيةِ الأعمال، لا تقبلُ من أحدِكم حتى يكونَ دافعُه إليها، ونيتُه في أدائِها الاستجابةَ لأمرِ الله، والتقربَ بها إليه وحدَه، وأن يكون قد أتى بأفعالِها وأقوالِها صحيحةً كما أمر الله، فقد فرض سبحانه لها كيفيةً لا يسقطُ منها إلا ما عجزَ الإنسانُ عنه، فمن عجزَ عن الركوعِ مثلاً، لا يسقطُ عنه القيام، ومن تمكَّن من القيامِ متكئاً لا يتَّجه إلى الجلوسِ، بل من تجدَّدت له قدرةٌ على القيامِ أثناءَ الصلاةِ جالساً وجبَ عليه، ومن عجزَ أثناءَ الصلاةِ عن وضعٍ انتقل إلى ما دونَه. وذلك فضلٌ من الله ورحمةٌ قضى بموجبِها ألا يكلِّف بما يزيد على القدرة، كما أوضح في كتابِه المجيد، حيث قال: ((لا يكلفُ اللهُ نفساً إلا وُسعَها))(5)، وقال: ((لا يكلِّفُ اللهُ نفساً إلا ما آتاها))(6).
وتنبهوا إلى أنَّ أفضلَ إيقاعٍ لصلاةِ الفريضةِ في الجماعة، التي قد منَّ اللهُ سبحانَه عليكم بتعدُدِها في هذه الأيام بما لا يتركُ لأحدٍ عذراً عنها، فحافظوا عليها وعلى التواجدِ في أفضلِ مواقعَ فيها، واعلموا أنَّ الصفً المتقدِم خلف الإمامِ أفضلُ من الصفِ المتأخرِ، والأقربُ إلى الإمام أفضلُ من الأبعد، وميامنُ الصفوفِ أفضلُ من مياسِرها. فينبغي للمؤمنِ أنْ يسابقَ إلى موضعِ الفضلِ لنيلِ ثوابِ اللهِ سبحانه، وأنْ لا يضيعَ على نفسِهِ أجراً هو في حاجةٍ إليه.
فاتَّقوا اللهَ عبادَ الله، وتفقَّهوا في دينِكم، وأقبلوا على تعلُّمِ أحكامِ عبادتِكم، فقد أمرَ اللهُ سبحانَه طائفةً منكم بالنَّفْرِ لطلبِ العلم، فقال: ((فلولا نفرَ من كلِّ فِرقةٍ منهم طائفةٌ ليتفقَّهوا في الدين، ولينذروا قومَهم إذا رجَعوا إليهم لعلَّهم يحذرون))(7)، وورد في الحديثِ أنّه “ما أخذَ اللهُ على الجهَّالِ أن يتعلموا حتى أخذَ على العلماءِ أن يعلِّموا”(8). وقد منَّ اللهُ سبحانه عليكم بتوفرِ العلم، وتواجدِ العلماءِ فيكم، فانتهزوا أيَّ فرصةٍ تتاحُ إليكم للاستفادةِ من ذلكم. وتنبَّهوا إلى أنَّ جوابَ العالمِ لا يكونُ حجةً على المتعلِّم، ولا يصيرُ العاملُ به معذوراً أمامَ اللهِ سبحانه، إلا إذا توفرَ في العالمِ المجيبِ أمران، الأولُ أن يكونَ عالماً مؤهلاً دراسياً في الدين، وخبيراً بعبائرِ الفقهاءِ المقلَّدين، وثانياً أن يكونَ متورِّعاً في إجاباتِه، متحرياً الدقةَ في نقولاتِه. ويُتَوصَّلُ إلى معرفةِ ذلك بثبوتِ عدالتِه، التي يكتشفُها المكلَّفُ من ملاحظةِ سلوكِه وتصرفاتِه، بالتعايشِ معه ومخالطتِه، أو عن طريقِ تزكيتِه من قبلِ الموثوقينَ من معاشرِيه ومخالطِيه.
فاتَّقوا اللهَ عبادَ الله، في أنفسكم، ودينِكم فإنَّه صاحبُكم في حياتِكم ومماتِكم، وموصِلِكم إلى دارِ قرارِكم، محدِّداً بين الجنةِ والنارِ مقامَكم. ولا يشغلنَّْكم عن طلبِ أحكامِه شاغلٌ ولا يمنعنَّكم عن التفقُّهِ فيه مانع، فإنَّ مرجعَكم إلى اللهِ الذي لن يقبلَ منكم إلا ما حدَّدَ لكم فيه من صالحِ الأعمال، ومرضيِّ الفِعال، وهو ما وحَّدتم به اللهَ من الاعتقادِ والأقوال، وما أخلصْتمُ النيةَ إليه به من العبادةِ والأفعال، فإنَّه تعالى الواحدُ في ذاتِه، والمتفردُ في صفاتِه، كما أوضحَ في كتابِه وأبينِ بيِّناتِه: أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرَّجيم، ((بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، قلْ هُوَ اللهُ أحدٌ، اللهُ الصمدُ، لم يلدْ ولمْ يولدْ، ولم يكنْ له كُفُواً أحد))(9).
وأستغفرُ اللهَ لي ولكم ولجميعِ المؤمنينَ والمؤمناتِ، إنَّه هُوَ الغفورُ الرَّحيم، والتوَّابُ الكريم.
الجمعة 16 ربيع الثاني 1428هـ الموافق 4 مايو (أيّار) 2007م
————————————————-
* الخطبة الثانية:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ الذي بحمدِنا جدير، مالكِ الملكِ وهو السميعُ البصير، مدبِّرِ الأمرِ وهو على كلِّ شيءٍ قدير، مستغنٍ بجلالِه عن المشيرِ والوزير.
أحمدُه خلقَ الخلقَ بإرادتِه، وصوَّرَنا كيف شاء بمشيئتِه، وفطرَ نفوسَ خلقِه على معرفتِه، وتجلَّى لذوي العقولِ بقدرتِه، وأمرهم بطاعتِه، وأنزلَ عليهم بياناً لشريعتِه، وفصّل كيفيةَ عبادتِه، من غيرِ حاجةٍ منه للعباد، بل هداية منه للرشاد، ودلالتِهم على المصلحةِ والسداد، فله على كلِّ ذلك حمدُنا، وقليلٌ في حقِّه شكرُنا، وقصيرٌ عن أداءِ حقِّه عمرُنا، وإليه فُوِّضَ أمرُنا. ونسألُه حسنَ التوفيقِ والهدايةِ إلى سواءِ الطريق، وأداءِ ما هو به حقيق.
وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ سيدَ خلقِه محمَّداً (ص) عبدُه ورسولُه، الدَّاعي إليه على بصيرة، بالحكمةِ والموعظةِ الحسنة، حتى أتاه اليقين. صلَّى اللهُ عليه وعلى وزيرِه وخليفتِه عليٍّ أميرِ المؤمنين، وآلِهما الطيبينَ الطَّاهرين، وهدانا بهم إلى أحكامِ الدين، والعملِ بها حتّى نَفِدَ عليه مفلِحين، ويدخلَنا الجنَّةَ آمِنين.
أيُّها الآباءُ العظام، والإخوةُ في الإسلام، ويا أيُّها الأبناءُ الكرام، اتَّقوا اللهَ ما استطعتم، والتزموا بما أنزلَ من الأحكام، وكيِّفوا أوضاعَكم بما ينسجمُ مع دينِ الإسلام، ولا تنخدعوا بدنيا يستحيلُ فيها الدوام، فأيَّامُكم فيها معدودة، وأعمارُكم فيها محدودة، وأرزاقُكم محسوبة، مقدَّرةٌ من اللطيفِ الخبير، لا يزيدُ فيها الجهدُ والعمل، ولا يُنقِصُ منها التواني والكسل، ولا يضاعفُها الشيطنةُ والحِيَل، فمن طلبها بما أحلَّ اللهُ وجدَها وربحَ الأجر، ومن طلبها فيما حرَّمَ وجدَها وحملَ الوِزر.
فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ تَسلِموا، وأطيعوه فيما أمرَكم تغنموا، ولا تتَّبِعوا خطواتِ الشيطانِ فتندموا، واسألوه من رزقِه الحلالِ تُرحموا. واعلموا وفَّقكمُ اللهُ أنَّه سبحانَه قد أمرَكم بالسعيِ في طلبِ الرِّزقِ تكلِيفاً، بعد أنْ جعلَه في أرضِكم موفَّراً، فقال في كتابِه مبيِّناً وآمِراً: ((هو الذي جعلَ لكمُ الأرضَ ذلولاً فامشُوا في مناكبِها وكُلُوا من رزقِه، وإليه النُّشور))(10)، فالسعيُ في طلبِ الحلالِ من الرِّزقِ من الأمورِ المقدَّسةِ في الإسلام، والعاملُ في طلبِه ليستغني ومن كُلِّفَ بإعالتِهم عُدَّ من المجاهدين، فيما ورد عن النبيِّ وآلِه المعصومين، صلواتُ اللهِ وسلامُه عليهم أجمعين.
وإنَّنا أيُّها الأحبةُ، وإنْ كانت لنا تحفُّظاتُنا على اليومِ المحدَّدِ عيداً للعمال، لما له من عَلاقةٍ بالحركةِ الشّيوعيَّة، وما يحملُ معه من التفرقةِ الطَّبقيَّة، إلا أنَّنا لا نمانعُ من الاحتفالِ بالعاملِ في كلِّ أيامِ العام، ونجعلُ من ذلك تحفيزاً لأبنائِنا الكرام للاندفاعِ نحو العمل، وتركِ التراخي والكسل، وليعلم الجميعُ أنَّ العملَ في التِّجارةِ أفضلُ منه في الإجارة.
كما وأناشدُ المسئولينَ المعنيينَ بإدارةِ شئونِ العملِ، وظيفيّاً كان أو مهنيّاً أو تجارياً، بتذليلِ العقبات، وفتحِ بابِ تكافؤِ الفرصِ أمامَ جميعِ المواطنين، دونما تمييزٍ أو تفرقةٍ طائفيَّةٍ أو غيرِها.
فاتَّقوا اللهَ يرحمكمُ الله، وتوكَّلوا في كلِّ أمورِكم عليه، فإنَّه خلقكم وجعلَ أرزاقَكم بيديه، يوسعُ على من يشاء، ويقدرُ على من يشاءُ ابتلاءً لكم، ثمَّ يجزي كلاً بما عمِلَ يومَ مرجِعِكم، فاعملوا وفَّقكمُ اللهُ بما وردَ عن أئمتِكم، فعنِ الحسنِ السبطِ (ع): “اعملْ لدنياك كأنَّك تعيشُ أبداً، واعمل لآخرتِك كأنَّك تموتُ غداً”(11).
وابتهلوا إلى اللهِ العليِّ القديرِ أنْ يغنيَكم بفضلِه، ويوسعَ عليكم بما عندَه، فتوسَّلوا إليه بأحبِّ خلقِه أجمعين، محمَّدٍ خاتمِ النبيين، وآلِه الطيِّبينَ الطَّاهرين، رافعينَ أصواتَكم بالصَّلاةِ والسلامِ عليهم أجمعين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على سيِّدِ ولدِ آدم، بل سيِّدِ جميعِ العالم، خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، المعروفِ بين محاربيه بالصَّادقِ الأمين، أبي القاسمِ محمَّدٍ وآلِه الطَّاهرين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على أسدِك الغالب، وسيفِك الصَّائب، ذي الفضائلِ والمناقب، أميرِ المؤمنين بالنصِّ عليِّ بنِ أبي طالب.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على السيِّدةِ الفاضلة، والحلقةِ والواصِلة، بينَ النبوَّةِ والإمامةِ العادلة، البتولِ النَّوراءِ، أمِّ الحسنينِ فاطمةَ الزَّهراء.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على إمامي المتَّقين، وسيديْ شبابِ أهلِ الجنَّةِ أجمعين، أبي محمَّدٍ الحسن، وأخيه سيِّدِ الشُّهداءِ الحسين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على سيِّدِ العبَّاد، الرائدِ في المناجاةِ والأوراد، الإمامِ بالنصِّ من سيِّدِ الأمجاد، أبي محمَّدٍ عليِّ بنِ الحسينِ السَّجاد.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على باقرِ العلم، ومرشدِ ذوي الحجى والفهم، نورِ هداك الظَّاهر، الإمامِ بالنصِّ أبي جعفرٍ الأوّلِ محمَّدٍ الباقر.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على مبيِّنِ الحقائق، وموصلِ لاحقِ المؤمنينَ بالسَّابق، الإمامِ بالنصِّ أبي عبدِ اللهِ جعفرٍ الصادق.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على إمامِ أهلِ البصيرة، حليفِ السَّجدةِ الطويلةِ والمناجاةِ الكثيرة، المشارِ إليه تقيَّةً بالرجلِ والعالم، الإمامِ بالنصِّ موسى الكاظم.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على إمامِ التُّقى، ومرشدِ أهلِ الهدى، الإمامِ بالنصِّ الواضحِ الجليّ، أبي الحسنِ الثَّاني الرِّضا عليّ.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على البَرِّ التقيّ، والإمامِ النقيّ، حجةِ اللهِ والوليّ، الإمامِ بالنصِّ أبي جعفرٍ الثاني محمَّدِ بنِ عليّ.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على السيِّديْنِ الزكيين، التقييْنِ النقييْن، والحجَّتيْنِ الولييْن، الإمامينِ المرضييْنِ عليِّ بنِ محمَّدٍ وابنِه الحسنِ بنِ عليِّ العسكرييْن.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على حجَّتِك القائم، ووليِّ أمرِ دينك الدائم، حتى يرجِعَ إليك العالم، حجَّتِك على الإنسِ والجان، أبي القاسمِ المهديِّ صاحبِ الزَّمان.
اللهمَّ عجِّل له الفرج، وأوضح به المنهج، واكتبنا في أعوانِه وأنصارِه، وأتحفنا برؤيةِ غرَّتِه وأنوارِه، وارزقنا الشَّهادةَ بين يديْه، يا مَن بيدِه الأمرُ ومرجعُنا إليه، يا مجيبَ دعوةِ الدَّاعين، بمحمَّدٍ وآلِه الطَّاهرين، صلواتُك عليهم أجمعين.
ألا وإنَّ خيرَ ما يَختمُ به الخطباءُ الأجواد، خطبَهم في الجمعةِ والأعياد، كلامُ من بدأ الخلقَ وإليه المعاد، أعوذُ باللهِ من الشَّيطانِ الرجيم، ((بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم، إنَّ اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذي القربى، وينهى عن الفحشاءِ والمنكرِ والبغي، يعظكم لعلَّكم تذكَّرون))(12).
وأستغفرُ اللهَ لي ولكم ولجميعِ المؤمنينَ والمؤمناتِ، إنَّه هو الغفورُ الرَّحيم، والتَّواب الكريم.
___________________________________________________
* الهوامش:
(1) سورة الجن/ الآية 16-17.
(2) سورة النبأ/ الآية 40.
(3) سورة الحاقة/ الآية 25-27.
(4) سورة الكهف/ الآية 110.
(5) سورة البقرة/ الآية 286.
(6) سورة الطلاق/ الآية 7.
(7) سورة التوبة/ الآية 122.
(8) بحار الأنوار للعلامة المجلسي/ ج2/ ص78.
(9) سورة التوحيد كاملة.
(10) سورة الملك/ الآية 15.
(11) مستدرك الوسائل للميرزا النوري/ ج1/ ص146.
(12) سورة النحل/ الآية 90.