الجمعة 3 ربيع الأول 1428هـ الموافق 23 مارس ( آذار) 2007م
————————————————-
* الخطبة الأولى:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ بارئِ النسم، خالقِ الوجودِ من العدم، أوجدَه بلا مشير، ودبّره بلا وزير، وحكَمَه فأحسنَ التدبير، سبحانه وتعالى عن الشريكِ والنظير ((تباركَ الذي بيدِه الملكُ وهُوَ على كلِّ شيءٍ قدير، الذي خلقَ الموتَ والحياةَ ليبلوَكُم أيــُّــكم أحسنُ عملاً وهُوَ العزيزُ الغفور))(1).
أحمدُه على كلِّ نعمةٍ أنعمَ بها عليَّ وعلى كلِّ أحدٍ من خلقِه، معترفاً له بعجزي عن الوفاءِ بحقِه، مقراً له بتقصيري فيما قدَّمت، راجياً عفوَه ومغفرتَه فيما أسلفت، سائلاً إيّاه التوفيقَ في أمري، وأن يختمَ بالخيرِ عمري.
وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلاّ اللهُ الواحدُ الأحد، الفردُ الصمد، الذي لم يلدْ ولم يولدْ، ولم يكنْ له كفُواً أحد. وأشهدُ أنَّ محمّداً (ص) عبدُه ورسولُه، أرسلَه هادياً إلى صراطه، ومبيناً لأحكامِه، فأيّدَه ببرهانِه، وأنزلَ عليه قرآنَه، فصدعَ (ص) بأمرِه، وبلّغَ ما أنزلَ إليه من ربِّه، لا يأخذُه في اللهِ لومُ لائم، ولا عذلُ عاذل، يرجو بذلك رضاه، حتى أتاه اليقين، صلّى اللهُ عليه وعلى أخيه ووزيرِه عليٍّ أميرِ المؤمنين، وعلى آلهما الطيبينَ الطاهرين، وثبّتنا على وَلايتِهم إلى يومِ الدين، وأدخلَنا بهمُ الجنّةَ مع الفائزين ((ربنا لا تزغْ قلوبَنا بعد إذْ هديتنا وهبْ لنا من لدنْكَ رحمةً إنَّك أنتَ الوهاب))(2).
أيُّها المؤمنونَ بما جاءَ به الرسولُ، الراغبونَ في رحمةِ ذي المنِّ والطَّوْل. أوصيكُم ونفسيَ بالتقوى، فإنَّها وصيّةُ ربِّكمُ الأعلى، إلى ذوي الألبابِ والحجى، حيث يقول: ((وتزوَّدُوا فإنَّ خيرَ الزادِ التّقوى، واتقونِ يا أولي الألباب))(3). ولا تلتفتوا إلى الذين نسُوا اللهَ، فأنساهم أنفسَهم، وعشِقوا الدنيا، فصاروا لا يفكّرون فيما وراءَها، يسخرونَ مِن الذين يذكَّرون بالله، ويهزؤونَ بالذين يدعون إلى تقوى الله، يتندّرونَ عليهم في مجالِسِهم، ويستهجنونَ دعوتَهم إلى الله، لأنَّهم يدركونَ أنَّها لا تخدِمُ أهدافَهمُ الدنيئة. يدّعونَ الإصلاحَ، وليسوا إلاّ مفسدِينَ كما يقول المولى جلّ وعلا: ((وإذا قيلَ لهم لا تُفْسِدُوا في الأرضِ قَالوا إنما نحنُ مُصلِحُون، ألا إنَّهُم هُمُ المفسِدُون ولكنْ لا يشعُرُون))(4).
إنّ شعار الإصلاحِ اليومَ أيُّها المؤمنونَ قد كثُر المتشدقونَ به، والمنادونَ بتحقيقِه في المجتمع، غيرَ أنّ المتأملَ لَيرى أنَّها كلمةُ حقٍّ أريدَ بها باطل، فعنوانُ الإصلاحِ الاقتصاديِّ يفسرُ بجلبِ الأموالِ؛ لتعملَ في البلدِ على الأسسِ الرأسماليةِ الجائرة، محررةً من كلِّ القيودِ الشرعيّة، والضوابطِ الأخلاقيّة، والالتزاماتِ الاجتماعيّة.
والإصلاحُ السياسيُّ يفسرُ بالانفكاكِ عن شريعةِ الله، وإحلالِ الديمقراطيّةِ الغربيةِ بدلا، بما يعني جعلَ التشريعِ للناس، وتحكيمَ الأهواء.
وحريّةُ التعبيرِ تعني إعطاءَ الحريةِ المطلقةِ للكفرةِ والمرتدينَ عن الإسلامِ بأنْ يقولوا وينشرُوا أفكارَهم، ويعلِنوا كفرَهم بالإسلامِ في بلدِ الإسلام، ومن ردّ ذلك مِن المسلمينَ، أو دعا إلى الإسلامِ، وطالبَ بالرجوعِ إليه، فيوصمُ بالرجعيّةِ والظلاميّةِ والانغلاق. بل ويُنادى بالحجرِ عليهِ خاصّةً في دور العبادة، ومن المنادينَ بحريّةِ التعبير، ويعلّلونَ ذلك للسذّجِ والبسطاءِ بتجنيبِ دورِ العبادةِ ما ينافي قدسيّتَها، وكأنَّ قدسيّةَ دورِ العبادةِ تتأثرُ بتوجيهِ العبادِ إلى طاعةِ المعبودِ إلاّ فيما يتعلّقُ بصلاتِهم وصومِهم وحجِّهم، وسائرِ العباداتِ التي تربطُ العبدَ بربِّه، وما عدا ذلك فكأنَّّه ليس للهِ فيه أمرٌ ولا نهيٌ. واللهُ سبحانَه وتعالى يقولُ: ((قلْ إنّ صلاتي ونُسُكِي ومحيايَ ومماتِي للهِ ربِّ العالمين، لا شريكَ له وبذلكَ أمِرْتُ وأناْ أوَّلُ المسلِمين))(5).
فيا أيُّها المسلمون، حكاماً ومحكومين، علماءَ ومتعلّمين، اتّقوا اللهَ في أنفسِكم، ورعاياكُم، وأموالِكم، وبلدانِكم، واعلموا أنّكم إليه راجعون، يومَ ينادي المنادي ((وقِفُوهُم إنَّهم مَسْئولون))(6)، فلا تغرَّنكمُ الدنيا بزخارفِها، فأنتم عنها راحلون، وإلى ربِّكم منقلبون، فيسألكم عمّا استخلفَكم فيه من النِّعم، وخوَّلكم فيه بعد مَن سبقكم من الأمم، وقد أخبرَ في خيرِ كلامٍ أنزله على سيّدِ الأنام، فتدبّروه واعقلوه، فإنَّ فيه صلاحَكم وخيركم في دنياكم وآخرتِكم، وها هو يخاطبُكم فيقول: أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم، ((بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، ألهاكُمُ التكاثُر، حتى زرتم المقابر، كلاّ سوفَ تعلمون، ثمَّ كلا سوفَ تعلمون، كلاّ لَو تعلمونَ علمَ اليقين، لترونّ الجحيم، ثمَّ لترونها عينَ اليقين، ثمّ لتسألنّ يومئذٍ عن النعيم))(7).
وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، وللمؤمنينَ والمؤمناتِ، الأحياءِ منهم والأموات، إنّه هو الغفورُ الرحيم، فكبروه واحمدوه إنّه بكم رؤوفٌ كريم.
الجمعة 3 ربيع الأول 1428هـ الموافق 23 مارس ( آذار) 2007م
————————————————-
* الخطبة الثانية:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، ((الذي أحسنَ كلَّ شيءٍ خلَقَه وبدأ خلقَ الإنسانِ من طين، ثمَّ جعلَ نسلَه من سلالةٍ من ماءٍ مهين، ثمَّ سوّاه ونفخَ فيه من روحِه، وجعل لكمُ السمعَ والأبصارَ والأفئدةَ قليلاً ما تشكرون))(8).
أحمده شاكراً له حسنَ صنيعِه، وكبيرَ عطائِه، وجزيلَ فيضِه، سائلاً إيّاه التوفيقَ للصبر على بلائِه، والشكرَ على جميلِ نعمائِه، وأنْ يلحقَني وإيّاكم بأوليائِه وأصفيائِه في الجنّةِ التي جعلَها لخاصّتِه وأحبَّائِه.
وأشهدُ أنْ لا إله إلاّ اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنّ محمدَ بنَ عبدِ اللهِ (ص) عبدُه ورسولُه ورحمتُه في العالمين. صلّى اللهُ عليه وعلى أخيهِ عليٍّ أميرِ المؤمنينَ وعلى آلِهما الطيبين الطاهرين. اللهم صلِّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ كما صلّيْتَ على إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ إنّك حميدٌ مجيد.
أيُّها المؤمنون، أوصِيكم ونفسيَ بتقوى اللهِ واجتنابِ ما يسخطُه عليكم، والالتزامِ قولاً وعملاً بما يرْضِيه عنكم، واعلموا أنَّ الذين سبقوا من المشركين حينما جاءَهم الرسولُ (ص) كانوا واثـقينَ من صدقِه، فكما روى المؤرخون أنّه وقبلَ إعلانِ دعوتِه وجّه لهم سؤالاً وهو على جبلِ الصفا، قائلاً: ماذا لو أخبرتُكم أنّ وراءَ هذا الجبلِ عدواً يتهدّدكم، فهل أنتم مُصَدقيّ؟ فقالوا: أنت عندنا غيرُ متَّهم. فقال (ص): أنا رسول الله إليكم، قولوا لا إله إلاّ اللهُ تفلِحوا. فرفضوا دعوتَه لا تكذيباً له، بل رفضاً لخضوعٍ كاملٍ فهِموه من هذهِ الكلمةِ، فهم كما وصفهم المولى عزّ وجل بقوله: ((وجحَدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً))(9). ولذلك نراهم يعرضون عليه الملكَ والمالَ، وما يشاءُ من أمرِ الدنيا ومقاماتِها، مقابلَ التخلِّي عن الدعوةِ إلى مولويَّةِ اللهِ عليهم، وحكمه فيهم. فردَّ ذلك (ص) بقولِه: لو أعطوني الشمس في يميني، والقمر في شمالي على أن أتركَ هذا الأمرَ، ما تركتُه، حتى يظهرَه اللهُ، أوْ أموتَ دونَه.
فتنبّهوا أيُّها المعلنونَ للشّهادتينِ بأنّكم قدْ ألزمتم أنفسَكم قولاً بالإسلام، فصدّقوا القولَ بالعملِ في طاعةٍ مطلقةٍ للهِ في كلِّ أوامرِه ونواهيه، ولا تكونوا من الذين قال اللهُ فيهم مهدّداً: ((أفتؤمنونَ ببعضِ الكتابِ وتكفرونَ ببعض، فما جزاءُ من يفعلُ ذلكَ منـكم إلاّ خزيٌ في الحياةِ الدنيا، ويومَ القيامةِ يُرَدّون إلى أشدِّ العذاب، وما اللهُ بغافلٍ عمّا تعملون))(10).
أو تكونوا كالذين نطقوا بالشهادتينِ نفاقاً لخوفٍ أو طمع، أو لأغراضَ أخرى، فأنزلَ اللهُ سبحانَه وتعالى فيهم ((إذا جاءَك المنافقونَ قالوا نشهدُ إنّك لرسولُ اللهِ، واللهُ يعلمُ إنّك لرسولُه، واللهُ يشهدُ إنَّ المنافقينَ لكاذبون، اتّخذوا أيْمانهم جنّةً فصدّوا عن سبيلِ اللهِ، إنّهم ساءَ ما كانوا يعملون))(11).
واعلموا أنّكم جميعاً مسئولون عن تطبيقِ أحكامِ اللهِ، كلٌّ في موقعِه، وبقدرِ ما حملَ نفسَه، وحسبَ ما ابتلاه اللهُ سبحانَه به، وكما قال النبيُّ (ص): “كلكم راعٍ وكلّكم مسئولٌ عن رعيَّتِه”(12). فالحكّامُ مسئولون عن حكمهم في الرعايا، والقضاة عمّا يفصلون فيهِ من نزاعاتٍ في القضايا، والمقنّنونَ مسئولونَ عمّا يصوغونَه من قوانينَ، وما يعرضُ عليهم من أمورٍ تخصُّ المواطنين، وسائرُ الناسِ عنْ أنفسِهم وعمّا متّعهمُ اللهُ به منْ أموالٍ وبنين، فكلُّ أولئكَ مطلوبٌ منهم شرعاً أنْ يعملوا ويقولوا ما يوافقُ الدينَ، فلا يُكتفى أنْ تنصَّ دساتيرُهم على أنَّ دينَ البلدِ الإسلامَ، بل هو حجّةٌ عليهم كإعلانِ الشهادتين، فلا يجوزُ لأيٍّ منهم أنْ يصدِفَ عن شريعةِ اللهِ، ويحكمَ بغيرِ ما أنزلَ الله، فيكونَ بذلكَ عندَ اللهِ خارجاً عن الدين، وإنْ قال أنّه من المسلمين، فحكمُ اللهِ في ذلكَ واضحٌ جليّ، وكلامُه في كتابِه لائحٌ عليّ، يقولُ جلَّ شأنُه: ((ومن لم يحكمْ بما أنزلَ اللهُ فأولئكَ همُ الكافرون))(13)، ((ومن لم يحكمْ بما أنزلَ اللهُ فأولئكَ همُ الظالمون))(14)، ((ومن لم يحكمْ بما أنزلَ اللهُ فأولئكَ همُ الفاسقون))(15).
فاتّقوا اللهَ عبادَ الله، و”حاسبوا أنفسَكم قبلَ أنْ تُحاسَبوا، وزِنوها قبلَ أنْ توزَنوا” (16)، فإنّ الأعمار قصيرة، والآجالَ قريبة، واعلموا أنّ مرجعَكم إلى الله، فالتَفِتوا إلى ما حذّركم الله منه حيثُ يقول: ((واتّبعوا أحسنَ ما أنزِل إليكم من ربِّكم من قبلِ أنْ يأتيَكمُ العذابُ بغتةً وأنتم لا تشعرون، أنْ تقولَ نفسٌ يا حسرَتا على ما فرّطْتُ في جنبِ اللهِ، وإنْ كنت لمِن الساخرين))(17).
فيا أخوتي في اللهِ استجيبوا لنِداءِ ربِّكم، فقد ظهرت شفقتُه عليكم، ورأفتُه بكم، وها هو يناديكم فيقول: ((يا أيُّها الذينَ آمنوا توبوا إلى اللهِ توبةً نصوحاً عسى ربُّكم أنْ يكفِّرَ عنكم سيِّئاتِكم، ويُدخلَكم جنَّاتٍ تجري من تحتِها الأنهارُ، يومَ لا يُخْزِي اللهُ النبيَّ والذينَ آمَنوا نورُهم يسعى بينَ أيديهم وبأيْمانِهم، يقولونَ ربَّنا أتمِمْ لنا نورَنا واغفِرْ لنا إنّكَ على كلِّ شيءٍ قدير))(18).
فاستغفِروا ربَّكم يغفرْ لكم، وتوسَّلوا إلى اللهِ بخيرِ خلقِه المبعوثِ إليكم، فقدْ صلّى اللهُ عليه تكريما، وصلّت الملائكةُ عليه تعظيما، وأمركم بالصّلاةِ عليه وآلِهِ وسيلةً وتقديما، فقال: ((إنّ اللهَ وملائكتَه يصلُّونَ على النبيِّ، يا أيُّها الذينَ آمنوا صلُّوا عليهِ وسلِّموا تسلِيما))(19).
اللهمَّ صلِّ على سيّدِ العالمين، منَ الأوّلينَ والآخرين، المقبولةِ شفاعتُه لديكَ في المذنبين من المؤمنين والموحّدين، دونَ الكافرينَ والمنافقين، أبي القاسمِ محمّدِ بنِ عبدِ اللهِ الصادقِ الأمين.
اللهمَّ صلِّ على إمامِ الأتقياء، وسيِّدِ الأوصياء، العروةِ الوثقى، وآيتِكَ الكبرى، أخِ النبيِّ المصطفى، أميرِ المؤمنينَ بالنصِّ عليٍّ المرتضى.
اللهمَّ صلِّ على سيدةِ نساءِ العالمين، بَضعةِ سيِّدِ الثقلين، ومنْ ليسَ لها كفءٌ سوى أميرِ المؤمنين، المحدّثةِ العليمة، والدرَّةِ الكريمة، الأمانةِ المستودعة، والوديعةِ المضيَّعة، الإنسيَّةِ الحوراء، أمِّ الحسنينِ فاطمةَ الزهراء.
اللهمَّ صلِّ على الثمرةِ الطيبة، من الدوحةِ المباركة، سبطي الرسول، من الزهراءِ البتول، سيديْ شبابِ أهلِ الجنّةِ أجمعينَ، بشهادةِ الصادقِ الأمين، الإماميْنِ بالنصِّ المبين، أبي محمّدٍ الحسن، وأخيهِ أبي عبدِ اللهِ الشهيدِ الحسين.
اللهمَّ صلِّ على زينِ العباد، وسيِّدِ العبَّاد، أبِ الأئمةِ الأمجاد، الإمامِ بالنصِّ أبي محمدٍ عليِّ بن الحسينِ السجّاد.
اللهمَّ صلِّ على شريفِ النسبين، وطيبِ الحسبين، سليلِ الحسنين، القمرِ الزاهر، في سماءِ المفاخر، وشمسِ المكارمِ والمآثر، الإمامِ بالنصِّ أبي جعفرٍ الأول محمدِ بنِ عليٍّ الباقر.
اللهمَّ صلِّ على السيِّدِ السّند، والركنِ المعتمد، الصادقِ المسدّد، الإمامِ بالنصِّ أبي عبدِ اللهِ جعفرِ بنِ محمّد.
اللهمَّ صلِّ على طيِّب الجوهر، زكيِّ الباطنِ والمظهر، مأمونِ الواردِ والمصدر، الإمامِ بالنصِّ أبي إبراهيمَ موسى بنِ جعفر.
اللهمَّ صلِّ على قمر الدجى، وبدرِ الورى، مخلِّصِ زائرِه مؤمناً من لظى، وشفيعِ شيعتِه يومَ القضا، الإمامِ بالنصِّ أبي الحسنِ عليِّ بنِ موسى الرِّضا.
اللهمَّ صلِّ على جوادِ الأجواد، وسيِّدِ الأسياد، المؤيدِ من ربِّ العباد، بالمعرفةِ والسداد، الإمامِ بالنصِّ أبي جعفرٍ الثاني محمَّدِ بنِ عليٍّ الجواد.
اللهمَّ صلِّ على التقيين النقيين، الفاضلينِ الزكيين، المظلومينِ في الحياة، المتَقصَّدَيْنَ بعدَ الممات، المجنيِّ على مرقدِهما العليّ، من الضالّين عن الصراطِ السويّ، الإمامينِ بالنصِّ عليِّ بن محمدٍ، وابنِه الحسنِ بنِ علي.
اللهمَّ صلِّ على عينِ الحياة، وسفينةِ النجاة، مدركِ التراة، مظهرِ الإيمان، شريكِ القرآن، أبي القاسمِ المهديِّ بنِ الحسنِ صاحبِ الزمان.
اللهمَّ عجّلْ له ما وعدته من النصر، وظهورِ الحقِّ على يديه، أظهِر به دينَك، وانصره على عدوِّه وعدوِّك، واجعلنا من أنصارِه وأعوانِه، والمجاهدينَ بينَ يديه، والمستشهدينَ دونَه، يا أرحمَ الراحمين.
أيُّها المؤمنونَ اعلموا أنَّ كلامَ اللهِ خيرُ كلام، وخيرُ ما يَبدأُ ويَختمُ به ذووا الأفهام، فتدبّروه أيُّها الأخوةُ الكرام، أعوذُ باللهِ من الشيطان الرجيم، ((بسم اللهِ الرحمنِ الرحيم، إنَّ اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذي القربى، وينهى عنِ الفحشاءِ والمنكرِ والبغي، يعِظكم لعلَّكم تذكّرون))(20).
أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، وللمؤمنينَ والمؤمنات، إنّه هو الغفورُ الرحيم، والتوّابُ الكريم.
* الهوامش:
(1) سورة الملك/ الآية 1-2.
(2) سورة آل عمران/ الآية 8.
(3) سورة البقرة/ الآية 197.
(4) سورة البقرة/ الآية 11-12.
(5) سورة الأنعام/ الآية 162-163.
(6) سورة الصافات/ الآية 24.
(7) سورة التكاثر كاملة.
(8) سورة السجدة/ الآية 7-9.
(9) سورة النمل/ الآية 14.
(10) سورة البقرة/ الآية 85.
(11) سورة المنافقون/ الآية 1.
(12) كتاب جامع الأخبار/ ص327.
(13) سورة المائدة/ الآية 44.
(14) سورة المائدة/ الآية 45.
(15) سورة المائدة/ الآية 47.
(16) وسائل الشيعة/ ج11/ ص380
(17) سورة الزمر/ الآية 55-56.
(18) سورة التحريم/ الآية 8.
(19) سورة الأحزاب/ الآية 56.
(20) سورة النحل/ الآية 90.