الجمعة 26 صفر 1428هـ الموافق 16 مارس ( آذار) 2007م
————————————————-
* الخطبة الأولى:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ الأولِ الذي لم يكنْ له ثان، المتصفِ وجودُه بالوجوبِ لا بالإمكان، المتنزهةِ ذاتُه عن الانحصارِ في زمانٍ ومكانٍ، المتجلي للقلوب، الممتنعِ عن المشاهدة بالعيان، خلق الوجودَ وحدَه مستغنٍ عن الأعوان. أحمده قادراً خلق فسوى، بَعُدَ عن الأبصارِ فلا يُرى، وقَرُب فشهدَ النجوى، بل يعلمُ السرَّ وأخفى. وأشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له في ملكِه، ولا منازعَ له في سلطانِه. وأشهد أنَّ محمداً (ص) عبدُه ورسولُه، أرسلَه بدينِ الحقِّ إلى جميعِ خلقِه، وكلَّفه بدعوتِهم إلى سبيلِه بالحكمةِ والموعظةِ الحسنة، ويعلَّمُهم فرائضَه وسننَه، فبشّر وأنذر، وبصَّر وحذَّر، ليخرجَهم من الظلماتِ إلى النور، ويوصلَهم إلى رضا الودودِ الغفور، كما يقولُ اللهُ جلّ ذكرُه: ((رسولاً يتلوا عليكم آيات الله مبيِّنات لِيُخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور))(1). وأصلي وأسلمُ على محمدٍ المختار، وأخيه ووصيِّه عليٍّ الكرار، وعلى آلِهما الطيبينَ الأبرار، ما تعاقب الليلُ والنهار.
عبادَ الله، أوصيكُم ونفسيَ الميالةَ للهوى، بوصيةِ ربِّكمُ الأعلى، وما وَجّه إليه ذووا الإيمانِ والحِجى، وخيرِ ما أكّد عليه أولوا النُّهى، ألا وهُو التَّحلي بصفةِ التقوى، وتربيةِ النفسِ عليها، حتى تصبحَ الملَكةَ الأقوى، لنجنيَ بها الثمرةَ الفاخرةَ في الدنيا والآخرة، كما يقولُ مولانا أميرُ المؤمنينَ (ع): “إنما هي نفسي أروضُها بالتقوى، لتأتيَ آمنةً يومَ الفزعِ الأكبر”(2). وهُو الجهادُ الأكبرُ كما وصفَه رسولُ اللهِ (ص)، من لم ينتصرْ فيه غيرُ مؤهلٍ للانتصارِ في مجاهدةِ العدوِّ الخارجي. وكما جاء عن سيدِ الوصيينَ (ع): “ميدانُكمُ الأولُ أنفسكم، فإن قدرتم عليها، فأنتم على غيرِها أقدر، وإن عجَـزتُم عنها، فأنتم عن غيرها أعجز”(3). والسبيلُ إلى ذلك أيُّها الإخوةُ في الله، هو استحضارُ عظمةِ اللهِ وسلطانِه، وتصورُ شديدِ عذابِه، وتذكرُ جميلِ إحسانِه. واعلموا أنه سبحانَه أمرنا بطاعتِه، وحذرنا من عصيانِه، لا لحاجةٍ منه في طاعتِنا، ولا لضررٍ يصلُه من معصيتِـنا، بل لِما اقتضتْ حكمتُه فينا، وما علِمَه محققاً لمصلحتِـنا.
وتيّـقنوا أيُّها الأحبة، أنّه جلّ وعلا، ما أوجبَ عليكُم إلا ما يصلحُكُم، وينفعُكُم في دنياكُم وآخرتِكُم. وما حرّم عليكُم إلا الخبائثَ المتحققَ ضررُها بكم. وبينهما مستحبٌّ ومكروه، فالمستحبُّ ما كانت منفعتُه حاصلةً، ولا ضررَ في تركِه غيرَ فواتِ تلكم المنفعة. والمكروهُ ما كان ضررُه حاصلاً، ولا منفعةَ في تركِه إلا اتِّـقاءَ ذلك الضرر، مع أنَّ المصلحةَ والضررَ فيهِما ليسا بمستوى المصلحةِ والضررِ فيما أوجبَ وحرَّم.
وإذا كنّا أيُّها المؤمنونَ غيرَ مدركينَ لتلك المنافعِ والمضار، فذلك راجعٌ لجهلِنا وقصورِنا. غيرَ أنَّ إيمانَنا بحكمةِ الله تعالى، واعتقادَنا بعلِمه وإحاطتِه، ورأفتِه بنا ورحمتِه، يكفينَا تكلّفَ البحثِ عن عللِ أحكامِه.
فاتقوا اللهَ عبادَ الله، واستعينُوا به على أنفسِكُم، وعلى الشيطانِ عدوِّه وعدوِّكم، الذي أخرجَ من الجنّةِ أبويكم، وأقسم أنْ يُضِلَّكم ويَغويَكم، فهُو يغريكم ويسوسُ لكم؛ ليبعدَكم عن صراطِ خالقِكم، ومنهاجِ نبيِّكم، وخلفائِه فيكم، فاستعيذوا منه ومن أعوانِه، بما أنزل ربُّكم في كتابِه المجيدِ، حيثُ يقول: ((بسم الله الرحمن الرحيم، قل أعوذ برب الناس، ملك الناس، إله الناس، من شر الوسواس الخنّاس، الذي يوسوس في صدور الناس، من الجِنة والناس))(4).
ألا وإنَّ خيرَ كلامٍ في البدءِ والختام، كلامُ اللهِ ذي الجلالِ والإكرام، أعوذ باللهِ من الشيطانِ الرجيم، ((بسم الله الرحمن الرحيم، قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد))(5).
وأستغفرُ اللهَ لي ولكم وللمؤمنينَ والمؤمنات، من كلِّ الذنوبِ والخطيئات، إنَّه قابلُ التوبات، وماحي السيئاتِ غفورٌ رحيم.
الجمعة 26 صفر 1428هـ الموافق 16 مارس ( آذار) 2007م
————————————————-
* الخطبة الثانية:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ الملكِ الديّان، الرحيمِ الرحمن، مكوِّنِ الأكوان، خلقَ الإنسان، علّمه البيان، أسكنه أرضَه، وجعلَ فيها ما يلزمُه، وأمرَه بالسعي في مناكِبِها لتحصيلِ رزقِه.
أحمده على عظيمِ نعمِه، وجزيلِ كرمِه، ووابلِ ديمِه. وأسألُه أنْ يديمَ علينا مننَه، ويوفّقَنا لشكرِه، ((ربّ أوزِعني أن أشكرَ نعمتَك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحاً ترضاه، وأصلح لي ذرّيتي إنّي تبت إليك وإنّي من المسلمين))(6).
وأشهد أنْ لا إلهَ إلاّ اللهُ وحدَه لا شريكَ له، أرسلَ فينا رسلَه، وأنزلَ علينا كتبَه، وتمّت بذلك حجتُه، فلَزِمنا بذلك أمرُه ونهيُه، فاستحقَّ الثوابَ من سلك سبيلَه، واستحقَّ العقابَ من تجنّبَ قولَه. يقولُ سبحانَه وتعالى في كتابِه: ((وما كنّا معذِّبينَ حتى نبعثَ رسولا))(7).
وأشهدُ أنَّ محمداً (ص) عبدُه ورسولُه، بلَّغَ الرسالة، وأدّى الأمانة، ودعا إلى سبيلِ ربِّه بالحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ، حتى أتاه اليقينُ، صلّى الله عليه وعلى أخيه ووصيِّه أميرِ المؤمنين، وعلى آلِهما الطيبينَ الطاهرين.
أيُّها الأخوةُ المؤمنون، السّاعونَ إلى ذكرِ الله، المبادرونَ لحضورِ الصلاة، المنصتونَ لسماعِ الخطاب، أوصِيكم ونفسيَ قبلَكم بتقوى اللهِ الذي خلقَكم من تراب، ثمّ أحلَّكمُ الأصلاب، ومنها إلى الأرحامِ نقلَكم، ثمَّ إلى الدنيا أخرجَكم، وفي الأرضِ أسكَنكم، بعدَ أنْ أوجدَ فيها حاجاتِكم، وأمركم بالسعي فيها لتحصيلِ أرزاقِكم، يقول جلَّ ذكرُه: ((هو الذي جعلَ الأرضَ ذلولاً فامشوا في مناكبِها، وكلوا من رزقه وإليه النشور))(8). واعلموا رحِمكم اللهُ أنّ ما أوجدَه اللهُ في الأرضِ جعلَ منه حلالاً، وحراماً، قدْ تركَ لكم فيه الخيار، فصرتُم بذلكَ أمامَه محلاًّ للامتحانِ والاختبار، فمن سعى لرزقِه منَ الحلالِ وجدَه وأُجِر، ومنْ طلبَه من الحرامِ وجدَه وأَثِم وخَسِر.
وتنبَّهُوا إلى أنّ المكاسبَ المحرَّمةَ لها آثارُها الوخيمةُ، منها ما ورد في الحديثِ الشريفِ: “من أكلَ لقمةَ حرامٍ لم تقبلْ له صلاةُ أربعين ليلة، ولمْ تُسْتجبْ له دعوةُ أربعينَ صباحاً، وكلُّ لحمٍ يُنبِتُه الحرامُ فالنارُ أولى به، وإنّ اللقمةَ الواحدةَ تنبتُ اللحم”(9).
ولا تكونوا كالذينَ قتلوا الأنبياءَ، وحاربوا الأولياءَ خدمةً للطغاة، طلباً لما في أيديهم من المال. وها أنتم تعيشونَ اليومَ ذكرى الفاجعةِ الأليمةِ بمقتلِ ولديّ مسلمِ بنِ عقيل، وسمعتم وتسمعونَ أنّ السجّانَ حرمهما من كفايتِهما من الطعامِ والشراب ليُرضِي بذلكَ ابنَ زيادٍ، وكيفَ أنّ قاتلَهما قطعَ رأسيهما طلباً للجائزة. وترون كذلك في هذا الزمانِ كيفَ أنَّ عبَدَةَ المالِ، وطلاّبَ الدنيا لا يتورّعونَ عن أيِّ مكسبٍ محرّم، كالربا الذي وردَ فيه: “أكلُ دانَقٍ من الربا أعظمُ وزراً من سبعين زَنيةٍ بذاتِ محرمٍ في الكعبة”(10)، وعدّه المولى جلّ وعلا إعلانَ حربٍ عليهِ، فقال جلَّ من قائل: ((يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا اللهَ وذروا ما بقِيَ من الربا إن كنتم مؤمنين، وإن لم تفعلوا فأْذنوا بحربٍ من اللهِ ورسولِه وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تَظلِمونَ ولا تُظْلَمون))(11). وترون كذلكَ الذينَ يقومونَ بإحياءِ ليالي الرقصِ والغناءِ، وهوَ أمرٌ كثُرَ في زمانِنا وشاع، وهو الذي ورد في سماعِه أنّه يأكل الحسناتِ كما تأكلُ النارُ الحطبَ اليابس، ومن رسالة للإمام الرضا (ع):”..ومن الكبائر..الاشتغالُ بالملاهي التي تصدّ عن ذكرِ اللهِ مثلُ الغناءِ وضربِ الأوتار”(12)، وقال أبو عبدِ اللهِ الصادق (ع): “بيتُ الغناءِ لا تؤمَنُ فيهِ الفجيعة، ولا تجابُ فيهِ الدعوة، ولا يدخله الملك”(13)، بل ونجِد الأشدَّ من ذلكَ أنّ الشعائرَ الحسينيّةَ وهي شعائرُ اللهِ التي يفترَضُ فيها أن تحملَ شعارَ الإصلاح الذي خرجَ من أجلِه الحسينُ (ع)، واستشهدَ دفاعاً عن حرمةِ الدينِ وأحكامِه الشريفة، هذه الشعائر قد انجرّت إليها ألحانُ الغناءِ بلْ وأدواتُه من مزاميرِ الشيطان.
أيّها المؤمنون، وهذه ذكرى رحيلِ نبيِّكم محمدٍ (ص) مقلبةٌ عليكم، فتذكروا فيها شفقته بكم، وحنانه فيكم، وهو من قالَ على فراشِ موتِه، مخاطِباً ملك الموت: ثقّلْ عليَّ -في نزعِ روحي- وخفّفْ على أمتي، فأحيوها بتجديدِ البيعةِ له (ص) بالالتزامِ بكلِّ ما جاءكم به من عندِ خالقِكم، والاقتداءِ به في أخلاقِكم وسلوكِكم، وأدخِلوا على قلبِه السرورَ، ولا تدخِلوا الهمَّ عليه كما فعلَ غيرُكم، فإنّ صحائفَ أعمالِكم تعرضُ عليه في كلِّ يومٍ، فيدعو لكم. وأكثِروا من الصلاةِ والسلامِ عليهِ وألِه، فإنّ ذلك خيرُ أعمالِكم، وقد ندبَكم الله إلى ذلك، فأنزلَ في كتابِه المجيدِ يخاطِبُكم: ((إنّ اللهَ وملائكته يصلّون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما))(14)
اللهمّ صلِّ على من سوّدتّه على المرسلين، ونبّأتَه وآدمُ بينَ الماءِ والطين، وختمت به جميعَ النبيين، وأسميتَه في سمائِك لملائكتِك أحمد، وفي الأرضِ لإنْسِك وجنِّك محمّد.
اللهمّ صلِّ على نفسِ الرسولِ المصطفى، ووصيِّه في أمّته المرتضى، أسدِك الغالب، وحسامِكَ الضارب، أميرِ المؤمنين بالنصِّ عليِّ بنِ أبي طالب.
اللهمّ صلِّ على من أودعت سرَّك فيها، وناداها حبيبُك أمَّ أبيها، البضعةِ الغرّاء، والبتولِ العذراء، أمِّ الحسنينِ فاطمةَ الزهراء.
اللهمّ صلِّ على سبطِ رسولِك الأوّل، وسيّدِ شبابِ أهلِ الجنّةِ المفضّل، المبتلى بكيدِ الظَّلُومِ المغشوم، شاربِ كؤوسِ الأذى والسموم، الصابرِ على الغصصِ والمحن، الإمامِ بالنصِّ أبي محمّدٍ الحسن.
اللهمّ صلِّ على العطشانِ حتى قضى، محزوزِ الرأسِ من القفى، مرضوضِ الصدرِ بخيلِ العِدى، فبكتْه ملائكةُ السماء، وندبَه المرسلونَ والأنبياء، الإمامِ بالنصِّ أبي عبدِ اللهِ الحسينِ سيدِ الشهداء.
اللهمّ صلِّ على العابدِ السجّاد، موضّح حقوقِ اللهِ في العباد، وفاضحِ أهلِ الزيغِ والفساد، المبتلى بأسرِ الظالمين، الإمامِ بالنصِّ أبي محمدٍ عليِّ بنِ الحسينِ زينِ العابدين.
اللهمّ صلِّ على مؤسسِ الجامعةِ الربانيّة، ومبيّنِ الأحكامِ المصطفويَّة، وشارحِ السنّة النبويّة، مقرئِه السلامَ جدُّه على يديْ جابر، الإمامِ بالنصِّ أبي جعفرٍ الأولِ محمّدِ بنِ عليٍّ الباقر.
اللهمّ صلِّ على مكملِ دورِ أبيه، الهادي إلى التوحيدِ والتنزيه، ومجرِّدِ ذاتِ اللهِ عن التجسيمِ والتشبيه، مبيِّنِ صراطِ الحقِّ المنوَّر، الإمامِ بالنصِّ أبي عبدِ اللهِ الصادقِ جعفر.
اللهمّ صلِّ على المقيّدِ بالحديد، بأمرِ الطاغوتِ العنيد، هارونَ الرشيد، وصاحبِ المناجاةِ الكثيرة، مجري الدموعِ الغزيرة، المنادى على جنازتِه بالاستخفافِ بين العالم، الإمام بالنصِّ أبي الحسنِ الثاني موسى الكاظم.
اللهمّ صلِّ على ضامنِ الجنان، لمن زار قبرَه من أهلِ الإيمان، في دارِ غربتِه أرضِ خراسان، أعدلِ من حُكِّم وقضى، بعدَ جدِّه عليٍّ المرتضى، الإمامِ بالنصِّ أبي الحسنِ الثالثِ عليِّ بنِ موسى الرضا.
اللهمّ صلِّ على جوادِ الأجواد، حاملِ لواءِ الهدايةِ والرشاد، مُفحِمِ أهلِ الزيغِ والعناد، معجزةِ الإمامةِ لذوي الحِجى والسداد، الإمامِ بالنصِّ أبي جعفرٍ الثاني محمدِ بن عليٍّ الجواد.
اللهمّ صلِّ على علمِ الهدى، وحجتِك على جميعِ الورى، ذي الكرمِ والشرفِ البادي، والظاهرِ صيتُه بينَ الحاضرِ والبادي، الإمامِ بالنصِّ أبي محمدٍ عليِّ بنِ محمدٍ الهادي.
اللهمّ صلِّ على المغرَّبِ مع أبيه، عنْ وطنِ جدِّه وذويه، المحجوبِ عن شيعتِه ومواليه، الذي عاشَ محاصراً بالإقامةِ الجبريَّة، موصِياً أشياعَه بالتقيَّة؛ ليحفظ بهمُ الشريعةَ المحمَّديَّة، السيدِ العبقريّ، الإمامِ بالنصِّ الحسنِ العسكريّ.
اللهمّ صلِّ على إمامِ زمانِنا، ووليِّ نعمتنا، القائدِ المظفر، والعدلِ المنتظر، شريكِ القرآن، إمامِ الإنسِ والجان، الإمامِ بالنصِّ أبي القاسمِ المهديِّ بنِ الحسنِ صاحبِ الزمان.
اللهمّ عجّل فرجَه، وسهِّل مخرجَه، واجعلنا من شيعتِه، وأكحِل نواظرَنا برؤيتِه، واكتبنا من خدّامِه وأعوانِه في دولتِه، وارزقنا الشهادةَ بين يديه وتحت رايتِه، وانصره نصراً مبيناً، برحمتِك يا أرحمَ الراحمين.
ألا وإنّ خيرَ منهجٍ لذوي الاستقامةِ والاعتدال، كلامُ اللهِ ذي العزّةِ والجلال، فاستمعوه حيثُ يقول: أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم، ((بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم، إنَّ اللهَ يأمر بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذي القربى، وينهى عن الفحشاءِ والمنكرِ والبغي يعظكم لعلّكم تذكّرون))(15).
أقولُ قولِي هذا، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، وللمؤمنينَ والمؤمِنات، إنّه هو الغفورُ الرحيم، والتوّابُ الكريم.
* الهوامش:
(1) سورة الطلاق/ الآية 11.
(2) نهج البلاغة/ الخطبة 284.
(3) كلمات أميرِ المؤمنين القصار.
(4) سورة الناس كاملة.
(5) سورة التوحيد كاملة.
(6) سورة الأحقاف/ الآية 15.
(7) سورة الإسراء/ الآية 15.
(8) سورة الملك/ الآية 15.
(9) بحار الأنوار/ ج63.
(10) يرويه العلاّمة المرحوم الشيخ عبد الحسن آل طفل.
(11) سورة البقرة/ الآية 278-279.
(12) تحف العقول لابن شعبة/ ص311.
(13) الكافي/ ج6/ ص433.
(14) سورة الأحزاب/ الآية 56.
(14) سورة الأحزاب/ الآية 56.
(15) سورة النحل/ الآية90.