الجمعة 14 شوال 1428هـ الموافق 26 أكتوبر (تشرين الأول) 2007م

————————————————-

الخطبة الأولى:

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمدُ للهِ ربِّ الأرضِ والسماء، خالِقهما وخالقِ ما فيهما، وما بينهما من الأشياء، المتفضلِ على خلقِه بالجودِ والنعماء، والموسعِ عليهم من الكرمِ والآلاء، ممتحنِ عقلائِهم بالشدةِ والرَّخاء، واعداً الشاكرينَ والصابرينَ بخيرِ الجزاء، والكافرينَ والجاحدينَ بعذابٍ شديدِ الإيذاء. عطاؤه عظيمٌ مديد، وعذابُه مقيمٌ شديد، كما أوضح في قولِه السديد، في القرآنِ العزيزِ المجيد: ((وإذ تأذَّن ربُّكم لئنْ شكرتُم لأزيدنَّكم، ولئِنْ كفرتُم إنَّ عذابي لشديد)).

أحمدُه من رحيمٍ رحمن، على ما تفضَّل به من الامتنان، وأسبغَ من الجميلِ والإحسان، وما حبانا من العقلِ والبيان، والقدرةِ على إبرازِ ما يختلجُ في الجَنان، بإرادتِنا نبرزُه باللسان، نعمةً كرَّمَ بها بني الإنسان، وميَّزهم بها عن سائرِ الحيوان، وألهمنا وجوبَ شكرِه، ولزومَ طاعتِه وذكرِه، وفرضَ علينا أنْ نوحِّدَه ونعبدَه، ونعظِّمَه ونمجِّدَه، ونكفرَ بما سواه، فأشهدُ أنْ لا إله إلا الله، وحدَه لا شريكَ له فيما براه، ولا نظيرَ له في ربوبيَّتِه وعُلاه، وأشهدُ أنَّ محمّداً (ص) عبدُه الذي اصطفاه، وسوَّده على جميعِ خلقِه واجتباه، ورسولُه الذي ختمَ به الأنبياءَ والمرسلين، وأنَّ خلفاءَه من بعدِه في الدُّنيا والدِّين، عليَّ بنَ أبي طالبٍ أميرِ المؤمنين، وأوصى من بعدِه للحسنين، وتسعةٍ عصمهم اللهُ من ذريَّةِ الحسين، صلواتُ اللهِ وسلامُه عليهم أجمعين، اللهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ الطَّيبينَ الطَّاهرين، صلاةً تفوقُ صلاتَك على الأنبياءِ والمرسلين، وترفعُ بها درجتَنا عندَك يومَ الدِّين، وثبِّتنا على ولايتِهم أجمعين، والبراءةِ من أعدائِهمُ الظَّالمين، برحمتِك يا أرحمَ الرَّاحمين.

أيُّها المؤمنون والمؤمناتُ باللهِ، المشرَّفون بتبعِيَّةِ محمَّدِ بنِ عبدِ الله، أوصيكم ونفسي قبلَكم بتقوى الله، واستحضارِ ما اختصَّ به من هيمنتِه، واستذكارِ ما تميَّزَ به من عظمتِه، وما استطالَ به من قدرتِه، وأنَّ وجودَ وانعدامَ كلِّ شيءٍ بمشيئتِه، كما أوضح سبحانه في دستورِ شريعتِه، داعياً إلى الإقرارِ بخصوصيتِه، حيثُ يقول: ((قلِ اللهمَّ مالكَ الملكِ تؤتي الملكَ من تشاءُ وتنزِعُ الملكَ ممَّن تشاءُ، وتعِزُّ من تشاءُ، وتذِلُّ من تشاءُ، بيدِك الخيرُ إنَّك على كلِّ شيءٍ قدير. تولِجُ الليلَ في النَّهارِ، وتولِجُ النَّهارَ في الليلِ، وتخرِجُ الحيَّ من الميِّت، وتخرِجُ الميِّتَ من الحيِّ، وترزُقُ من تشاءُ بغيرِ حساب)).

واعلموا أيُّها المؤمنون، أنَّ اللهَ سبحانه إنَّما خلقَكم لعبادتِه، وقد أنزل ما يحقِّقُ العبادةَ مفصّلاً في شريعتِه، وفرضَ عليكمُ الالتزامَ بها تحقيقاً لطاعتِه، وكلَّفكم برعايةِ دينِه وحياطتِه، وجعلَ العلاقةَ أخوَّةً في الإسلام، وعداوةً وبراءةً من أعدائِه في الأنام، فقال جلَّ شأنُه في أوضح كلام: ((يا أيُّها الذين آمنوا لا تتَّخِذوا عدوِّي وعدوَّكم أولياءَ، تُلقونَ إليهم بالمودة، وقد كفروا بما جاءَكم من الحق))، وقال سبحانه: ((يا أيُّها الذين آمنوا لا تتَّخذوا اليهودَ والنَّصارى أولياءَ، بعضُهم أولياءُ بعض، ومن يتولَّهم منكم فإنَّه منهم، إنَّ اللهَ لا يهدي القومَ الظَّالمين))، وقال جلَّ وعلا: ((يا أيُّها الذين آمنوا لا تتَّخِذوا بطانة من دونكم لا يألونَكم خبالاً، ودُّوا ما عنتُّم، قد بدتِ البغضاءُ من أفواهِهم، وما تخفي صدورُهم أكبر، قد بيَّنّا لكمُ الآياتِ إن كنتُم تعقِلون)).

هذا بيانُ علاَّمِ الغُيوبِ عمَّا تُخفي صدورُ الكافرينَ والمُلحدين، واليهودِ والنَّصارى المتحلِّلِين، الذين حرَّفوا كتبَ اللهِ، وبدَّلوا شرائعَه، ووضعوا باسمها التخاريفَ المبتدَعَة، والأباطيلَ المصطنعَة، واستعلَوا بنعمِ اللهِ على العباد، وأشاعُوا في الأرضِ الفساد، ونشروا الاستعلاءَ والاستبداد، وسخَّروا قواهم لمحاربةِ صحيحِ الاعتقاد، وحشدوا نساءَنا والأولاد، لمحاربةِ ما عليه الآباءُ والأجداد، من الدِّينِ والأخلاقِ والأمجاد. ولو تأمَّلتُم فيما تحملُه تصريحاتُهمُ اليومَ عن المسلمين، ومواقفُهم من الدُّولِ الإسلاميَّة، ومنعِها من التسلُّحِ بما يحميها من أعدائِها، لوجدتموه أشدَّ وضوحاً في هذه الأيام، رغمَ أنَّ كثيراً من الدولِ المسلمةِ داخلةٌ معهم في تحالفاتٍ ومعاهدات، وتقدِّمُ لأجلِهم كثيراً من التنازلات، وتُقدِمُ لإرضائِهم على كثيرٍ من المخالفات، للثَّابت من الأحاديثِ والمحكمِ من الآيات، وتعدِّلُ تشريعاتِها وقوانينَها لتتلاءمَ مع ما ابتدعُوه من التَّشريعات، غيرَ مدركةٍ أنَّ أمريكا وحلفاءَها من الدولِ الغربيَّة، لن تعطيَهم شيئاً ممَّا يعينُهم على الأمَّةِ الإسرائيليَّة، أو يساويهم مع الدولةِ العبريَّة، التي زرعوها في المنطقةِ لمواجهةِ الدولِ العربيَّة، والقوى الإسلاميَّة، مستغلِّين ما تعيشُه دولُنا، من خلافاتٍ فيما بينها، ونزاعاتٍ داخليَّةٍ استوعبت كلَّ همِّها، وشغلَتْها عن التفكيرِ في المهمِّ من أمرِها، وما يتعلَّقُ بشأنِها وكيانِها، متناسيةً أنَّ مصدرَ عزَّتِها ورفعةِ شأنِها، هو ما أُنزِلَ عليها من اللهِ في قرآنِها، وأنَّ اللهَ مفضِّلُها على الأممِ بالتزامِها بشريعتِه وتبيانِها، كما قال ربُّ العزَّةِ وسلطانِها: ((كنتُم خيرَ أمَّةٍ أخرِجت للنَّاسِ، تأمُرون بالمعروفِ وتنهَون عن المنكر، وتُؤمنون بالله))، وقال سبحانه: ((وكذلك جعلناكم أمَّةً وسطاً لتكونوا شهداءَ على النَّاس، ويكونَ الرَّسولُ عليكم شهيداً)).   

فاتَّقوا اللهَ عبادَ الله، حكَّاماً ومحكومين، علماءَ ومتعلِّمين، وعودوا أفراداً ومجتمعين، إلى ما شرَّفكم به ربُّكم، ديناً قيِّماً فيه رشدُكم وصوابُكم، تُعَزَّون به في دنياكم، ومدَّخرٌ به للآخرةِ ثوابُكم، وتذكَّروا أيُّها الأحبَّةُ، أنَّ إلى الله إيابَكم، وأنَّه سبحانه يتولَّى حسابَكم، فاعملُوا يا ذوي البصائرِ والألباب، على أنْ لا تفِدوا عليه مستحقِّينَ سوءَ العذاب، والشديدَ الأليمَ من العقاب، فقد أخبرَكم واعظاً إيَّاكم، فيما أنزلَ من واضحِ الخطاب، وثبَّت منزلاً في محكمِ الكتاب، وهو خيرُ ما يَختمُ به خطيبٌ خطبتَه، متوِّجاً به إرشادَه وموعظتَه، أعوذُ باللهِ من الشَّيطانِ الرجيم، ((بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم، والعصرِ، إنَّ الإنسانَ لفي خُسر، إلا الذين آمنُوا وعمِلوا الصَّالحات، وتواصَوا بالحقِّ وتواصَوا بالصَّبر)).

وأستغفرُ اللهَ لي ولكم ولجميعِ المؤمنينَ والمؤمنات، إنَّه هو الغفورُ الرَّحيم. 

الجمعة 14 شوال 1428هـ الموافق 26 أكتوبر (تشرين الأول) 2007م

————————————————-

الخطبة الثانية:

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

      الحمدُ للهِ الذي لا حدَّ لعطائه، ولا مكافئ لنعمائه، ولا دافعَ لبلائه، ولا رادَّ لقضائه، المعزِّ لأوليائه، المذلِّ لأعدائه، في يومِ حكمِه وقضائه، خابَ من اعتمد على سواه، وضلَّ من سلك غيرَ هداه، وفاز من وحَّده ودعاه، وسعدَ من أمَّله ورجاه، ونجا من أطاعه ولبّى نداه.

     
      أحمدُه مع كلِّ حامد، على ما قدَّم من المحامد، وأعوذُ به من شرِّ نفسي الأمارةِ بالمفاسد، ومن شرِّ الشيطانِ الغويِّ الجاحد، ومن شرِّ كلِّ مترصدٍ وحاسد، وكلِّ متربصٍ يحيك لنا المكائد. وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أنَّ محمداً (ص) عبدُه ورسولُه، شرَّفه ربُّه على المرسلين، وفضَّله على جميعِ العالمين، فبعثه داعياً إلى خيرِ دين، وأمره بالكلمةِ اللينة، والحجةِ البينة، والأساليبِ المستحسنة، فخاطبه في قولِه فأتقنه، ((ادع إلى سبيلِ ربِّك بالحكمةِ والموعظةِ الحسنة وجادلْهم بالتي هي أحسن، إنَّ ربَّك هو أعلمُ بمن ضلَّ عن سبيلِه وهو أعلمُ بالمهتدين)).

      اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ الطيبينَ الطاهرين، واجعلنا لهم من التَّابعين، واكتبنا بهم من المهتدين، حتى تدخلَنا الجنَّةَ آمنين، برحمتِك يا أرحمَ الراحمين.

      أيُّها الإخوةُ المؤمنونَ بالله، المعطِّلونَ لأعمالِهمُ استجابةً لنداه، المتوافدون إلى هذا الجامعِ لتأديةِ الصلاة، التي جعلَ من شرائطِ وجوبِها إمكانَ الاجتماع، وأوجبَ على إمامِها خطبتينِ محققتينِ للانتفاع، بما يوجِّهُ إلى الملكِ المطاع، ويرشدُهم إلى ما يجبُ فعلُه وما يجب عنه الامتناع، وأوجبَ فيها على المؤتمّين الإنصاتَ والاستماع، وحيثُ كلَّفني بوعظِكم وكلَّفكم بالانصياع، فإنّي أدعوكم إلى ما ينفعني وإيّاكم، بادئاً

بنفسي إلى طاعةِ وتقوى اللهِ مولاي ومولاكم، والعملِ بما أمركم مخلصين إليه نواياكم.

      فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ ولازموا طاعته، واجتنبوا من المواقفِ والأفعالِ ما يحقِّقُ معصيتَه، وأعلُوا دينَه وحكِّموا شريعتَه، ولا تمكِّنوا أعداءَ اللهِ لتعلوَ كلمتُهم كلمتَه.

فإشارةً إلى ما صدر مؤخراً من جلالةِ ملكِ البلاد، وهو الرجلُ الذي استُرعيَ شئونَ العباد، من توجيهٍ لإطلاقِ حريةِ الصحافةِ والصحفيين، إنَّما نفهمُه في حدودِ التعبيرِ عما يتعلقُ بشئونِ المواطنين، وإيصالِ الكلمةِ الصادقةِ للمسئولين، وحملِ همومِ وآمالِ القاطنين، ولا يجوز بحالٍ أنْ تُستغلَّ من قِبلِ الكافرين والملحدين، ليبُثُّوا سمومَهم وأفكارَهمُ الهدَّامةَ للقارئين، ويجبُ ألا يُسمحَ لكاتبٍ بأن يتطاولَ على حرماتِ الدين، ومن حُفِظت فيه كرامتُهم من المؤمنين.

كما أتوجَّه جادّاً إلى كلٍّ من السلطتينِ، المسئولةِ عن التنفيذِ والمعنيَّةِ بالتقنين، أنْ يراعوا ما أُثبتَ في الدّستورِ من أنَّ دينَ مملكتِنا الحبيبةِ الإسلام، فالدينُ يجب أن يحظى بالتقديرِ والاحترامِ حتى من الذين لا يؤمنون به، ماداموا يعيشون في رحابِ دولتِه، ويقتاتون من خيرِها، فعليهم احترامُ دينها ومعتقداتِ أهلها.

وأسألُ اللهَ خاضعا، وأبتهلُ إليه ضارعا، أن يحفظَ بلادَنا وبلادَ المسلمين، من شرِّ الطامعين، ومثيري الفتنةِ في صفوفِ المؤمنين، بغرضِ تشتيتِ شملِهم، والذين لا يرقبون في العبادِ والبلادِ ربَّ العالمين، فابتهلوا جميعاً أيُّها المؤمنون الأخيار، إلى اللهِ الملكِ الواحدِ القهَّار، أن يشغلَ الكفارَ بالكفار، عن المسلمين وثرواتِهم والدِّيار، ويوحِّدَ صفوفَنا ويهديَنا المسار، ويباركَ جهودَ المخلصين والعمَّار، وأن يكفيَنا جميعاً شرَّ الأشرار، وكيدَ الفجَّار. ومن أجلِ أن يُستجابَ الدّعاءُ وتقبلَ الأذكار، ابتدئوا واختموا بالصلاةِ والسلامِ على محمدٍ وآلِه الأطهار.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على محمودِك الأحمد، المميَّزِ منك بالأخلاقِ والسُّؤدد، المسدَّدِ بوحيك، وبعزَّتِك مؤيَّد، سيدِ المرسلين أبي القاسم محمَّد.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على وصيِّه بأمرِك، ومستودعِ علمِه وسرِّك، إمامِ المؤمنين، وسيِّدِ الموحِّدين، الإمام بالنصِّ عليِّ بنِ أبي طالبٍ أميرِ المؤمنين.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على سيِّدةِ النِّساء، البتولِ العذراء، المظلومةِ جهرا، والمدفونةِ سرا، أمِّ الحسنينِ فاطمةَ الزهراء.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على الإمامِ المجتبى، رابعِ أصحابِ العبا، المغدورِ المظلوم، المتجرِّعِ في سبيلِك كؤوسَ الهمومِ والسُّموم، السبطِ المؤتمن، الإمامِ بالنصِّ أبي محمدٍ الحسن.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على ثاني السبطين، المطرودِ ظلماً من الحرمين، مرضوضِ الصدرِ بعدَ حزِّ الودجين، الإمامِ بالنصِّ أبي عبدِ اللهِ الشهيدِ الحسين.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على زينِ العبادِ وسيِّدِ العبَّاد، معلِّمِ السَّالكين المناجاةَ والأوراد، الإمامِ بالنصِّ عليِّ بنِ الحسينِ السجَّاد.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على البدرِ الزاخر، كنزِ الفضائلِ والمفاخر، الإمامِ بالنصِّ الظاهر، أبي جعفرٍ الأول، محمَّدٍ الباقر.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على علمِ التجريد، ومبرزِ حقيقةِ التوحيد، كتابِك ولسانِك الناطق، الإمامِ بالنصِّ أبي عبدِ اللهِ جعفرٍ الصادق.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على نورِك في العالم، وحجَّتِك على العربِ والأعاجم، قتيلِ الآثمِ الظالم، الإمامِ بالنصِّ موسى الكاظم.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على حجَّةِ اللهِ وضامنِ جنَّتِه، لمن زاره عارفاً بحقِّه في غربتِه، الراضي بما قدَّر اللهُ وقضى، الإمامِ بالنصِّ عليِّ بنِ موسى الرِّضا.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على حجَّتِك في العباد، إمامِ أهلِ التقى والسَّداد، مرجعِ أهلِ الصوابِ في الاعتقاد، الإمامِ بالنصِّ أبي جعفرٍ الثاني محمدٍ الجواد.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على ذي الكرمِ والأيادي، المعترفِ بفضلِه الموالي والمعادي، لعلمِه وشرفِه البادي، الإمامِ بالنصِّ عليٍّ الهادي.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على حبيسِ التَّقية، والإقامةِ الجبرية، من الزمرةِ العباسية، لإخفاءِ نورِه المصدري، الإمامِ بالنصِّ الحسنِ العسكري.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على الغائبِ المرتجى، والكهفِ الملتجى، حجَّتِك على الإنسِ والجان، أبي القاسمِ المهديِّ صاحبِ الزمان.

اللهمَّ عجِّل له فرجَك، وأظهِر به حججَك، وأقِم به منهجَك، واكتُبنا في محبِّيه وأعوانِه، وخدَّامِ دولتِه وسلطانِه، ووفِّقنا لمحبَّةِ محبِّيه، ومعاداةِ من يعاديه، واختم لنا بالشهادةِ بين يديه. برحمتِك يا أرحمَ الراحمين.

أيُّها المؤمنون الكرام، اعلموا أنَّ خيرَ ما يُختمُ به الكلام في مثلِ هذا المقام، كلامُ اللهِ الملكِ العلاّم، أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم، ((بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم، إنَّ اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذي القربى، وينهى عنِ الفحشاءِ والمنكرِ والبغي، يعظكم لعلَّكم تذكَّرون)).

وأستغفرُ الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات، إنَّه هو الغفور الرحمن، والتوابُ المنان.

... نسألكم الدعاء ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *